ثقل اللسان.. التلكؤ.. التوحد.. وصعوبات أو اضطرابات التعلم أمراض العصر التي انتشرت بسرعة في صفوف الأطفال في تونس والتي أرهقت الأولياء وباتت تصنف على أساس «إعاقات نفسية «.. ورغم غياب إحصائيات رسمية ودقيقة حول هذه الظاهرة لكنها تصنف كخطر حقيقي يهدد كيان الطفل وتوازنه النفسي. ورغم المكاسب التشريعية التي انفردت تونس بها في محيطها العربي من خلال المصادقة على اتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الطفل منذ سنة 1991 إلى جانب إصدار مجلة حماية الطفل في 1995 ما أهلها لتكون في طليعة البلدان التي سنّت تشريعات متطورة لفائدة الطفولة.. لكن للواقع كلمة أخرى تجسدت في تنامي مظاهر العنف التي تهدد الطفولة في تونس إذ تؤكد الأرقام أن مندوب حماية الطفولة يتلقى سنويا 6 آلاف إشعار باعتداءات مختلفة على الأطفال من عنف لفظي ومادي واستغلال جنسي، كما كشفت دراسة سابقة أن أكثر من 90 بالمائة من الأطفال يتعرضون لأشكال متعددة من العنف. وقد أكدت الهام بربورة قادر متفقدة عامة مكلفة بالدمج المدرسي بوزارة التربية ل«الصباح» ان 93.2 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و14 سنة يتعرضون إلى كل أشكال العنف داخل الأسرة نظرا لان 44 بالمائة من الأولياء يرون أن العنف أداة ضرورية للتربية. وكشفت بربورة قادر بان 64 بالمائة من حالات الإشعار للمندوب العام لحماية الطفولة هي حول العنف ضد الأطفال. كما شددت المتحدثة على أن العنف الذي يمارس على الطفل داخل الأسرة يؤدي في الغالب إلى إصابته «بإعاقة نفسية» محذرة من اختزال نجاح الأبناء في النتائج المدرسية والإعداد التي تسند لهم رغم أن أنواع الذكاء ثمانية لكن المجتمع التونسي لا يعرف إلا بنتائج المواد العلمية عموما إضافة إلى ان الأولياء متغافلين عن قدرات أبنائهم في عديد المجالات الأخرى. وعن الفرق بين اضطرابات وصعوبة التعلّم أفادت المكلفة بالدمج المدرسي بوزارة التربية أن صعوبات التعلّم وقتية وغير دائمة وهي نتاج عوامل عابرة مرتبطة بطبع الطفل بالبيئة المحيطة به في حين ان اضطرابات التعلّم لها جانب وراثي وهي دائمة لانها تمسّ عدة وظائف عصبية وتؤدي الى حدوث صعوبات على مستوى ذاكرة العمل والكتابة والحساب والتواصل. وأضافت بربورة قادر ان الكشف عن اضطرابات التعلّم لا يمكن ان يتمّ الاّ في المدرسة وبعد مرور على الأقل سنتين من تعليم التلميذ. وكانت وزارة التربية قد وضعت برنامجا لمتابعة حالات اضطرابات التعلم التي تؤكد دراسة علمية دولية أنها وصلت إلى 15 بالمائة في سنة 2006. نقص في التواصل مع الأبناء وقد يعكس هذا الرقم «المفزع» ما بات يعاني منه العديد من الأطفال من مشاكل في ثقل اللسان وصعوبة النطق حيث أن 10 بالمائة من الأطفال في تونس يعانون صعوبة التعلّم والنطق وفقا لما أكده وحيد قوبة طبيب مختص في الأمراض النفسية في محاضرة سابقة حول كيفية التعامل مع الأطفال الذين يعانون من صعوبة التعلم والنطق والفهم. ومن جانبه أكد معز الشريف رئيس لجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل غياب إحصائيات واضحة ودقيقة حول صعوبات التعلم لدى الأطفال رغم تزايد الحالات سواء في مؤسسات الطفولة المبكرة أو في المراحل التعليمية الأولى. وحسب الشريف فان صعوبات أو اضطرابات التعلّم لدى الأطفال أو مشاكل النطق ناجمة عن نقص التواصل مع الأبناء وطول بقائهم بمفردهم أمام الأجهزة الالكترونية أو التلفاز لان العائلة التونسية أصبحت «نواتية» ولا يتجاوز عددها أربعة أفراد وهم الأب والأم وطفلان فقط. وأفاد رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل بأنه لا يوجد مختصون في النطق في المدارس الابتدائية رغم وجود عديد الحالات التي يتم عرضها على مختصين في علم النفس.