فاز فيلم «تتش مي نوت» للمخرجة الرومانية أدينا بنتيللي بجائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي الثامن والستين الذي أقيم بين 15 و25 فيفري الجاري. وقد أثار هذا الاختيار جدلا كبيرا في الأوساط السينمائية بسبب مقاربته السينمائية إذ أنه غاص كثيرا في المسائل الحميمية وقدم مشاهد لم يحدث حولها الإجماع. وقالت المخرجة الرومانية إنها لم تكن تتوقع الفوز بهذه الجائزة لفيلمها الذي يمزج بين الحقيقة والخيال، وأوضحت في مؤتمر صحفي بعد حصولها على الدب الذهبي أن الفيلم يدعو المشاهدين إلى التعاطف واحتضان الآخر ومحاولة التوغل داخل أفكاره لمنحه فرصة جديدة. وأضافت «كثيرون لا يشعرون بالارتياح لهذا الفيلم لكن هذا لا يحول دون حقيقة أننا قدمنا فيلما يتحدى المشاهد ويدعوه إلى تأمل الحقيقة.» وحصل المخرج الأميركي ويس أندرسون على جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج عن فيلم الرسوم المتحركة «آيل أوف دوغز» الذي تدور أحداثه حول مدينة يابانية تُرحل كلابها إلى مكب نفايات في إحدى الجزر خلال تفش لمرض انفلونزا الكلاب. وحصل أنطوني باجون على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «ذا براير» للمخرج سيدراك كان، كما حصلت «أنا بران» على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «لا هيريديراس» للمخرج مارسيلو مارتينيسي. كما فاز فيلم «لا هيريديراس» بجائزة «ألفرد باور» التي تمنح لفيلم يفتح آفاقا جديدة، وحصل مانويل ألكالا وألونسو رويزبالاسيوس على جائزة أفضل سيناريو عن فيلم «موسيو». وحصل فيلم «تفاش» للمخرجة البولونية مالغورزاتا سزوموسكا على جائزة الدب الفضي للجنة التحكيم. ومنحت هذه الجوائز للجنة تحكيم مؤلفة من ستة أشخاص برئاسة المخرج الألماني توم تيكوير. وعُرض في المهرجان نحو 400 فيلم تنافس 19 منها على جائزة الدب الذهبي. وقد عرض صناع الأفلام في النسخة الثامنة والستين من مهرجان برلين السينمائي الدولي هذا العام، والذي أسس عام 1951، أفلامًا تسلط الضوء على قصص هروب اللاجئين ووصولهم واندماجهم، وما لا يقل عن ثمانية أفلام مشاركة وثائقية تناولت قصص هروب لاجئين واحتمائهم بأوروبا. وقال صناع السينما في المهرجان إنهم أرادوا أن يبعثوا برسالة سياسية، وأن يستعرضوا التغيير الذي طرأ على أوروبا بسبب الهجرة. وقال ديتر كوسليك مدير المهرجان: «الآن يكثر النظر فيما يفعله اللاجئون بعد وصولهم إلى أوروبا، ما هو المستقبل الذي ينتظرهم؟». ومن الأعمال التي شاركت في المهرجان فيلم «إلدورادو» للمخرج السويسري ماركوس إمهوف، الذي يروي قصة مهاجرين جرى إنقاذهم قرب الساحل الليبي، ونقلوا إلى إيطاليا، حيث ينتظرون في مساكن إيواء، وينتهي بهم المطاف أحيانًا إلى الترحيل أو يغادرون المخيمات للعمل بصورة غير قانونية، ويتعرضون للاستغلال. ومن الأفلام التي لفتت الأنظار نذكر الفيلم الوثائقي بعنوان «سنترال إيربورت تمبلهوف» الذي يعرض حياة أناس يقيمون وينتظرون في مساكن إيواء للاجئين، من خلال مدونة لاجئ سوري أقام في مطار تمبلهوف ببرلين.