لندن – بيروت )وكالات) أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بأن اشتباكات عنيفة تدور منذ منتصف الليلة قبل الماضية عند أطراف الغوطة الشرقية قرب دمشق رغم بدء سريان الهدنة الروسية القصيرة لليوم الثاني على التوالي. وفي مناطق أخرى في الغوطة الشرقية، توقف القصف الجوي والمدفعي مع دخول الهدنة التي أعلنتها روسيا، حيز التنفيذ عند الساعة التاسعة صباحاً (07,00 تغ) على أن تستمر لخمس ساعات فقط. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمان «تستمر منذ منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء الاشتباكات العنيفة عند أطراف الغوطة الشرقية»، مشيراً إلى أن قوات النظام ووسط «قصف جوي ومدفعي عنيف على مناطق الاشتباك حققت تقدماً محدوداً في منطقتي حوش الظواهرة والشوفينية في شرق المنطقة المحاصرة». وتواصلت الاشتباكات صباح أمس رغم الهدنة. في المقابل، شهدت مناطق أخرى في الغوطة الشرقية هدوء خلال ساعات الليل قبل أن يتجدد القصف الجوي صباحاً مستهدفاً مناطق عدة بينها مدينة دوما. موسكو تتهم ويُفترض ان تطبق الهدنة يومياً في التوقيت ذاته على أن يُفتح خلالها «ممر انساني» عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين، وفق الإعلان الروسي. وكان اليوم الأول من الهدنة شهد انتهاكات عدة، اذ قتل أثناء سريانها مدنيان جراء قصف لقوات النظام. ويوم أمس، اتهمت روسيا مقاتلي المعارضة بمنع وصول المساعدات وإجلاء الراغبين في الرحيل من الغوطة الشرقية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إن موسكو ستستمر في دعم النظام السوري إلى أن يقضي تماماً على «خطر الإرهاب». وأضاف لافروف "أعلنت روسيا بالفعل مع الحكومة السورية إقامة ممر إنساني في الغوطة الشرقية (...) والآن حان دور المسلحين المتحصنين هناك، الذين لا يزالون يقصفون دمشق بالقذائف ويمنعون وصول المساعدات وإجلاء من يرغبون في المغادرة، وأيضاً دور داعميهم للتحرك». وقتل المئات في قصف قوات النظام السورية المدعومة من روسيا للغوطة الشرقية، آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، على مدى 11 يوماً. ويعد قصف المنطقة المحاصرة التي يقطنها 400 ألف شخص واحداً من أشد عمليات القصف في حرب تقترب من عامها الثامن. كما قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم لافروف من جهتها للصحافيين أمس إن روسيا تقوم بدورها في وقف إطلاق النار ولكن على دول أخرى أن تتحرك أيضاً. وأضافت أن موسكو «لا تزال تساعد في عملية مكافحة الإرهاب» لأن خطة وقف إطلاق النار المدعومة من مجلس الأمن تستثني الإرهابيين. ورداً على سؤال بشأن مقتل أطفال في القصف، قالت زاخاروفا إن أطفالاً من أسر تدعم بشار الأسد قتلوا أيضاً وإن موسكو تدخلت في الحرب في 2015 لحمايتهم ومنع امتداد العنف إلى روسيا. وتابعت قائلة «ماذا عن دعم الغرب قبل سبع سنوات تقريباً لذلك الشيء المسمى بالربيع العربي وكان الجميع حينها متحمسين جداً بشأنه، هل فكرتم في ذلك الوقت في الأطفال؟ لا لم يفعل أحد». الاتحاد الأوروبي يطالب روسيا وتركيا وإيران بإنهاء القتال بسوريا بروكسل )وكالات) بعثت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني برسالة إلى وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران تحثهم فيها على ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية بسوريا والسماح بدخول المساعدات للمناطق المحاصرة. وطالبت موجيريني أيضا الدول الثلاث باعتبار أنها تشرف على محادثات السلام السورية في آستانة "بتنفيذ وقف إنساني حقيقي لمدة لا تقل عن 30 يوما متتالية في عموم سوريا". وحثت موجيريني أيضا الدول الثلاث في الرسالة التي تحمل تاريخ 26 فيفري على "اتخاذ كل الخطوات الضرورية لضمان وقف القتال وحماية الشعب السوري وأخيرا وصول المساعدات الإنسانية الطارئة وحدوث عمليات الإجلاء الطبي اللازمة". وقالت في الرسالة التي بعث بها أيضا إلى جميع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وعددهم 28 والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إن وقف إطلاق النار سيتيح فرصة لإحراز تقدم في محادثات السلام التي تقودها الأممالمتحدة. وبعد أن ساعدت روسيا على تحويل مسار الحرب في سوريا لصالح حليفها الرئيس بشار الأسد، تصور موسكو نفسها وسيطا للسلام في الشرق الأوسط. وناشدت موغيريني موسكو التوصل لاتفاق في جويلية الماضي بشأن مناطق "عدم التصعيد" قائلة إن قرار مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لمدة 30 يوما هو فرصة "للتنفيذ المستمر لروح القرارات المتخذة في آستانة". وباعتباره أكبر مانح مساعدات للمنطقة، يعتقد الاتحاد الأوروبي أن بوسعه أن يستخدم مؤتمرا دوليا بشأن سوريا في بروكسل في 24 و 25 أفريل المقبل لإقناع موسكو بوقف القتال إذا أرادت إعادة إعمار سوريا بأموال دولية. وقال موغيريني في الرسالة "الاتحاد الأوروبي سيواصل القيام بدوره كاملا وحشد جميع الأدوات السياسية والإنسانية المتاحة له". وشهد مؤتمر للمانحين بشأن سوريا العام الماضي تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 1.2 مليار يورو (1.5 مليار دولار) لعام 2017، ومن المتوقع أن يقدم التكتل، بالإضافة إلى نحو 70 دولة أخرى، أموالا جديدة هذا العام.