ترك اللاعب الدولي أنيس العياري بصمته في كرة القدم التونسية.. بفضل فنياته العالية وكان أفضل مدافع أيسر في جيله كما انه سجل أهدافا حاسمة.. أنيس العياري تحدث ل»الصباح» في حوار مطول عن عودته للأضواء وعن رأيه في بطولتنا ومنتخبنا.. وخصوصا كلاسيكو النجم والافريقي ودربي الترجي والملعب التونسي اليوم فكان ما يلي: هذه أسباب عودتي.. وفاجأتني هذه الأشياء تحدث أنيس العياري عن عودته للأضواء من بوابة التحليل الفني بعد غياب طويل وقال في هذا الصدد: «فعلا بعد غياب طويل اخترت العودة والاقتراب أكثر من أجواء كرتنا وبطولتنا وكانت الانطلاقة مع التحليل الفني واعادة علاقاتي مع أصدقائي بما أن التواصل كان منعدما خصوصا من ميدان كرة القدم اذ لم يكن لدي أصدقاء كثيرون وهم قلة على غرار البوسعايدي والدريدي لأن الجيل الذي لعبت معه يعتبر مفقودا وغير موجود على الساحة.. وقد اكتشفت من خلال هذه العودة جيلا جديدا وأفكارا جديدة». راتب لاعب واحد من الترجي تحصلت عليه في مسيرتي كاملة..الترشح للمونديال أنقذ كرتنا وتابع العياري قائلا:»فاجأتني عدة أشياء حدثت وتحدث حاليا مثل الإضرابات عن التمارين.. في السابق كنّا لا نتحصل على مستحقاتنا لأشهر ولا نضرب عن التمارين.. كما لا حظت تضخم رواتب اللاعبين بطريقة غريبة فراتب لاعب واحد من الترجي اليوم تحصلت عليه في مسيرتي كاملة بالملعب التونسي.. وقد قابل ارتفاع الرواتب تراجع مذهل للمستوى الفنّي وأصبحت الفرجة مفقودة وغاب اللعب عن مريول الجمعية و»القرينتا» وأضحت كرة القدم مجرد موطن شغل.. والأغرب من ذلك الصراعات بين الأندية على لقب البطولة وكل فريق يريد التتويج وأصبحنا نتحدث عن موازين القوى في المقابل فان الفرق الصغرى لا حول ولا قوة لها وغرقت في مشاكلها وتحاول كيف تجابه المصاريف.. وفي كلمة كرتنا تراجعت والترشح للمونديال هو الذي أنقذنا.. وستجني الجامعة عائدات مالية هامة وهذا يخدم مصلحة الاندية من خلال الترفيع في المنح المرصودة لها خصوصا أن أغلب الفرق مواردها المالية محدودة.. مثل الملعب التونسي فهو فريق كبير موّل كل المنتخبات والاندية لا يستحق وضعيته الحالية ولابد من إنقاذه حتى لا يضمحل. توجت بكل الألقاب في وقت وجيز أكد العياري انه حظي بالمشاركة في كل التظاهرات رغم مسيرته القصيرة وقال في هذا السياق: «رغم اعتزالي المبكر فان سجلي كان ثريا وحققت ألقابا في وقت وجيز حيث توجت باللقب الافريقي مع المنتخب الوطني وشاركت في المونديال وفي الالعاب الأولمبية والألعاب المتوسطية ورابطة الابطال الاوروبية وكأس القارات وتوجت بكأس تونس.. لكن للأسف لم أحظى بالمتابعة الإعلامية كما يجب.. وأنا شخصيا لست راض على مسيرتي لأنني قصّرت في حقّي نفسي لعدة أسباب فمحيطي للأسف لم يكن جيدا وأثّر على مسيرتي خسرت كل شيء وأصدقائي ولكن المهم أنني عدت وأحاول الانطلاقة من جديد من بوابة التحليل الفني». كلاسيكو تكتيكي.. النجم الأوفر حظّا.. وذكاء مارشان قد يكون حاسما وعن كلاسيكو النجم والإفريقي أكد العياري أنه صعب على جميع المستويات بما أن الفريقين خاضا أول الأسبوع مباراتهما في المسابقتين الافريقيتين وقال في هذا الصدد:»النادي الإفريقي عاد من تنقل صعب للمغرب وسيتحول مجددا اليوم إلى سوسة والاكيد أن اللاعبين سيتأثرون بدنيا نتيجة الارهاق ولكن فريق باب الجديد لديه حلول هجومية من خلال الاعتماد على سرعة خليفة القادر على صنع الفارق والاكيد أن الخفيفي سيكون وجوده مهم إن امكن له اللعب فضلا عن تجربة الذوادي في مثل هذه المواجهات ولكن لديه غيابات بارزة قد تؤثر على الأداء مثل بلعيد سيما ان المدرب ليس لديه عديد الخيارات على بنك البدلاء في المقابل يمكن القول أن النجم الساحلي أفضل نسبيا بما أنه خاض مباراته على ميدانه وتحسن مردوده منذ قدوم مضوي على مستوى اللعب الفرجوي وعودة الثقة للاعبين وخبرة الشرميطي لعبت دورا وقدم الاضافة المرجوة في خطته الجديدة كلاعب رواق كما انه يقوم بدور دفاعي كبير.. والمؤكد ان هذه المواجهة ستكون تكتيكية بالأساس ولن نشاهد عروضا فنية وفرجوية نظرا لقيمة الرهان والمعروف أن مارشان يقرأ جيدا منافسه وعادة ما ينجح في «الكوتشينغ» الذي يعتمده.. أما بالنسبة لمضوي فقد عرف كيف يتصرف في المساحات خلال مباراة فريقه ضد الترجي في رادس وكبّل لاعبي الأروقة.. وسنقف اليوم على المدرب الأكثر حنكة والذي يحسن قراءة منافسه جيدا.. ولكن علينا ان نعلم أن النجم لن يفرط في الفوز وهو مطالب بأن يبرهن للرأي العام ان منافس جدي على اللقب وأنه يستحق ذلك عن جدارة أما الافريقي فان العودة بالتعادل تعتبر نتيجة إيجابية وأعتقد أنه إذا عرف كيف يتعامل مع ضغط منافسه في الشوط الأول فانه قادر على مباغتة منافسه». الترجي خطير.. والملعب التونسي يلعب دون ضغوطات وعن دربي العاصمة الصغير الذي سيجمع الترجي والبقلاوة صرح العياري قائلا:»الملعب التونسي خرج من فترة الشك بعد الانتصارين المتتالين على أولمبيك مدنين واتحاد بن قردان والمعروف أن هدفه تحقيق مرتبة مشرفة.. وأعتقد انه سيتحول الى رادس من أجل تقديم كرة جميلة وعروض فرجوية حسب إمكانياته لكنه يصطدم بالترجي الرياضي الذي صار يمثل خطورة كبيرة منذ قدوم بن يحي وأصبحت لديه صلابة دفاعية ولم يعد مسموحا له باهدار النقاط.. والأكيد أنه سيبسط ضغطه على منافسه الذي سيقبل اللعب في بعض ردهات المباراة». البقلاوة في حاجة لدعم رجالاتها.. لكن أين الجمهور؟ ولخّص العياري الوضعية المالية الصعبة التي يمر بها الملعب التونسي قائلا:»كانت بداية الملعب التونسي قوية في البطولة بإشراف محمد الكوكي وهو مدرب محنك وإختياره أفضل مدرب سنة 2017 لم يكن صدفة وكانت الظروف جيدة في بداية الموسم وتحصل اللاعبون على مستحقاتهم ومنح الفوز لكن تراجعت نتائجه بسبب المشاكل المالية وعدم حصول اللاعبين على مستحقاتهم من الطبيعي أن يؤثر ذهنيا.. وللأسف الملعب التونسي ليس لديه فسفاط قفصة أو المجمع الكيميائي ولكنه اعتمد على رجالات الفريق ومع ارتفاع المصاريف لم تقدر الهيئة على مجابهتها لوحدها ولكن ما يقلقني عزوف بعض رجالات الملعب التونسي ميسوري الحال المطالبون بتلبية نداء الواجب وانقاذ الفريق ودعمه للعودة بقوة إلى الأضواء.. ما عدا ذلك الملعب التونسي لديه ادارة متماسكة تقوم بدورها على احسن وجه ولديها ناطق رسمي أنيس الباجي شرّف فريقنا والبقلاوة اليوم يسير على السكة الصحيحة ولكنه في حاجة الى رجالاته.. وحتى أذكر لا يجب أن نلتف حول الفريق فقط عندما يغرق بل وجب مساندته وهو في افضل حالاته حتى لا يتكرر سيناريو الموسم قبل الفارط .. اليوم النادي الافريقي عاد الى أوجه عندما هبّ أبناء الفريق لمساعدته.. كما اريد أن أوجه ندائي الى جمهور الملعب التونسي للعودة للملاعب فلا يعقل ان يواكب المباريات في ملعب الهادي النيفر جمهور لا يتجاوز 1500 متفرج.. عليهم ان يدعموا فريقهم بالحضور المكثف ثم يطالبوا بالانتدابات كما آمل ان تنجح حملة الارساليات القصيرة». الملعب القابسي صدمني.. المنستيري فاجأني والقصري كفء ويستحق تدريب الكبار تحدث أنيس العياري عن بعض الفرق التي تصارع من أجل البقاء وأكد أن ترجي جرجيس ضحية نفسه وهو يصارع من أجل ضمان البقاء في السنوات الاخيرة وأضح قائلا:»عودته للتحضيرات بصفة متأخرة أضرت بترجي الجنوب مثله مثل اتحاد بن قردان وأولمبيك مدنين، لكن فاجأني فعلا الملعب القابسي نظرا لترسانة الانتدابات التي قام بها وكان أول فريق باشر التحضيرات وقد تعقدت وضعيته بعد هزيمته أمام اتحاد بن قردان لكن المفاجأة الايجابية هو الاتحاد المنستيري الذي تألق بامكانيات متوسطة وبشبان مثل المسعدي وبن حسن ويعود هذا الاستحقاق للمدرب القصري الذي نجح في كل تجاربه فهو كفء ويستحق أن ينال فرصته في فريق كبير.. فمثلما منحناها للكبير فلم لا للقصري». هذا تعليقي على ظاهرة العنف؟ أعتقد ان العنف في الملاعب موجود في كل ملاعب العالم اذا استثنينا الليغا الإسبانية لكن كل اللوم على المسؤولين بسبب العنف اللفظي والتصريحات النارية رغم أن المسير يجب أن يكون قدوة للاعبين ومثال يحتذى.. على حد تعبير العياري وواصل حديثه قائلا:» وعلى عكس ذلك فالناطق الرسمي للملعب التونسي أنيس الباجي يستحق كل التقدير نظرا لرصانته وتصريحاته المسؤولة وأعتبره مفاجأة الموسم.. وعلى كل الفرق أن تلعب الكرة للكرة ونحن اليوم مطالبون باكرام ضيوفنا وعكس صورة إيجابية عن بطولتنا التي تحظى بمتابعة على أوسع نطاق بعد ترشح منتخبنا للمونديال». عدم دعوة خذيرة في محلها وبن علوان اختيار صائب تمت برمجة مباريات من أعلى طراز لمنتخبنا تحضيرا للمونديال وسنواجه نجوما عالميين ونأمل أن تنطلق التحضيرات في أفضل الظروف وبمشاركة الاسماء الجديدة التي وجب دعوتها في أول تربص للتأقلم مع المجموعة وللوقوف على استعدادتهم ولا بد من دعمهم ودفعهم حتى يتعودوا على الأجواء الجديدة وأعتبرهم من أفضل ما لدينا في كرتنا وعدم دعوة خذيرة كان في محله هذا ما اكده العياري في حديثه عن المنتخب الوطني وواصل تأكيده قائلا:» الرباعي الذي وجهت له الدعوة من أفضل ما لدينا على الساحة الخاوي لاعب محترم جدا وبن علوان كان اختياره صائبا في ظل تراجع مردود عبد النور وسيكون خير مساند لبن يوسف ومرياح خصوصا ان شمس الدين الذوادي ليس في أفضل حالاته.. كما أن البدوي بالإمكان أن يكون حلا للمدرب.. أما السخيري فهو متميز في وسط الميدان». معز حسن قوي الشخصية.. البلبولي ظلم نفسه والشرفي مشروع حارس كبير وفي حديثه عن حراسة المرمى قال العياري :»معز حسن لديه شخصية قوية ونأمل ان يعود بن شريفية إلى عنفوانه.. سيما ان البلبولي لم يكن اختياره صائبا بلعبه لفائدة فريق في المراتب الأخيرة وقبل أهدافا كثيرة وهو الخاسر الأكبر خصوصا أننا على أبواب المونديال وأعتبر بن مصطفى حاليا من أفضل الحراس في البطولة السعودية وأعتبر أن إصابة الشرفي خسارة كبرى لأنه من أفضل الحراس وهو مشروع حارس كبير ولولا الإصابات لكان الحارس الأول للمنتخب.. أما بالنسبة لرامي الجريدي فانه أفضل حارس في البطولة لكنه لم ينل فرصته كاملة في المنتخب الوطني. حظوظنا صعبة جدا في المونديال اعتبر لاعبنا الدولي السابق أن حظوظ المنتخب في المونديال صعبة جدّا بما أننا سنواجه منتخب بلجيكا وهو فني بالأساي ومنتخب انقلترا يستمد قوته من الجاهزية البدنية ويعول كثيرا على الكرات الثابتة ومنظم ويضم أسماء كبيرة مثل هاري كين وسترلينغ.. ولكن إذا اراد منتخبنا النجاح عليه أن يعول على امكانياته ويقوم بتحضيرات جيدة والأكيد الثقة في النفس وفي المجموعة ستجعله ينجح ويضع حدا للعقدة التي ترافقنا في الأدوار الأولى».
