وأخيرا تحقق حلم مسرحيي أبناء ولاية قبلي بعد قرار وزارة الشؤون الثقافية ببعث مركز للفنون الدرامية والركحية بالجهة وتعيين المسرحي مكرم السنهوري مديرا فنيا له فضلا عن التجاوب السريع لممثلي السلط الجهوية مع هذا القرار وذلك بتخصيص الفضاء والدعم اللازم لبعث هذه المؤسسة التي لطالما ناضل من أجلها ودفع نحو بعثها عدد من أهل الثقافة والمسرحيين بربوع ولاية قبلي لعل من أبرزهم المسرحي الشاب مكرم السنهوري باعتباره من بين الناشطين في المجال وشارك في عديد المسرحيات سواء مع فرقة بلدية دوز للمسرح أو غيرها من الأعمال الأخرى لفرق ومجموعات مسرحية بالجنوب التونسي. «الصباح» تطرقت للمسألة مع المسرحي مكرم السنهوري فقال:»لا أحد ينكر حجم وقيمة الحركة المسرحية الكبيرة التي توجد بولاية قبلي بصفة خاصة. إذ انطلقت هذه الحركة منذ سنة 1948 فرق الشباب النفزاوي والمرازيق بعد عودة أبناء الجهة الذين درسوا بجامعة الزيتونة وأسسوا حركة ثقافية ومسرحية تواصلت وامتدت جذورها داخل ربوع الجهة. لذلك فأبناء الجهة اليوم في أمس الحاجة إلى مثل هذا الهيكل ليكون رافدا وفضاء لتجميع المبدعين وتقديم أعمال رائدة من ناحية وفضاء يمكن المسرحيين في تونس من عرض أعمالهم في الجهة». ووصف بأنه من العيب أن يحرم ابناء الجهة من عروض رموز المسرح في تونس بسبب عائق الفضاء وذكر من بينهم الفاضل الجعايبي الذي لم يقدم خلال مسيرته المطولة ولو عرضا واحدا في الجهة بسبب عدم توفر الفضاء القادر على احتضان العروض المسرحية الكبرى والذي يتوفر على التقنيات الحديثة. واعتبر في نفس السياق ما تزخر به الجهة من فرق مسرحية من العوامل التي ترشح هذا المركز ليكون مكسبا حقيقيا للمسرح والمسرحيين في تونس على غرار فرقة بلدية دوز العريقة التي يشرف على إدارتها أحد مؤسسيها المسرحي الكبير منصور الصغير والتي تأسست منذ سنة 1985إضافة ّإلى الفرق والجمعيات الأخرى بكل من جمنة وأدرار وغيرها من المناطق والجهات الأخرى التابعة لولاية قبلي والجهات القريبة منها. ولم يخف المسرحي مكرم السنهوري الدور الكبير الذي لعبه مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة في مرحلة أولى فمركز مدنين في مرحلة لاحقة في احتضان المسرحيين من أبناء الجهة بصفة خاصة والجنوب التونسي بشكل عام فضلا عن دوره في التعريف بما قدموه من أعمال بسبب نقص الدعاية وأدوات التواصل في مستوى الفرق. وهو العامل الذي حفز الجميع للتمسك بحلم بعث مركز للفنون الدرامية والركحية بقبلي ليكون منارة مسرحية وثقافية يمكن المسرحيين في كامل جهات الجمهورية من عرض وتقديم أعمالهم في الجهة خاصة في ظل ما تتميز به من قاعدة جماهيرية وتقاليد في متابعة العروض والأنشطة الثقافية عامة والمسرح خاصة. تعيين لكن ! وفيما يتعلق بمشروعه الذي ينوي تنفيذه في هذه المؤسسة بعد أن تم تعيينه مديرا فنيا لهذا المركز أكد مكرم السنهوري أنه في انتظار موافقة وزارة التربية على الحاقه بوزارة الشؤون الثقافية باعتبار أنه يزاول مهنته كأستاذ مسرح. في المقابل عبر عن سعادته بتحقق هذا الحلم واستجابة السلط الرسمية لطلباته وأبناء جهته من المسرحيين لأنه يضمن لهم مكانة في مصاف المسرح المحترف. ولكنه في نفس الوقت يضاعف مسؤولية المسرحيين في الجهة بما يدعوهم للتكاتف وتوحيد الجهود والالتفاف من أجل انجاح هذا المشروع الرائد على أكثر من صعيد. وبين أن هذا الفضاء سيفتح المجال للمبدعين لتقديم انتاجاتهم الجديدة وفق الضوابط الفنية والقانونية المعمول بها في المجال بما يجعل من الجهة مكملا للمشهد الثقافي عامة والمسرحي خاصة وذلك من خلال ما قد تسفر عنه في جانب آخر من توجه هذا المركز من علاقات شراكة مع بقية مراكز الفنون الدرامية والركحية والفرق والهياكل المسرحية في كامل جهات الجمهورية. أما على مستوى شخصي فقد أفاد محدثنا أن مسرحية»صابرة» التي يتولى اخراجها تواصل عروضها فضلا عن بقية العروض الأخرى التي يشارك فيها كممثل. وكشف عن مشروعه الجديد الذي يخرجه والمتمثل في مسرحية «عطش» التي كتب نصها عبد الناصر عبدالدايم وهي مقتبسة عن رواية»المجوس» للكاتب الليبي ابراهيم الكوني. وبين أن هذا العمل يشارك فيه ثمانية ممثلين أغلبهم من فرقة بلدية دوز التي تحتضن جل أعماله.