جمع بين علم الفيزياء والفلسفة.. كان أحد أشهر علماء العصر قبل وفاته وأضحى الأكثر شهرة في العالم بعد إعلان وفاته أول أمس في بريطانيا، انه عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ أسطورة العصر الذي سيسجل له التاريخ أنه جعل علم الفيزياء من العلوم الشعبية أو هذا على الأقل ما يبدو بعد أن تحول إلى شخصية سينمائية مثيرة.. من الأقوال التي نقلت عن ستيفن هوكينغ العالم البريطاني الاستثنائي في شخصه وفي بحوثه وفي إرادته وفي علاقته الإنسانية, والتي يتعين حفظها في الذاكرة «أولا ، تذكر أن تنظر إلى النجوم وليس إلى قدميك. ثانيا، لا تتخل أبداً عن العمل، فالعمل يعطي المعنى والغاية للحياة، وبدونهما الحياة فارغة.ثالثا،إذا كنت محظوظاً بما فيه الكفاية لإيجاد الحب تذكر دوما أنه موجود ولا ترميه بعيداً».. وهو ما يمكن ان يلخص سر نجاحه وتألقه في مجاله .. تعايش مع الإعاقة حتى أنها لم تعد نقمة أو عبئا بل تحولت إلى جزء من شهرته وكان يقول أنه يتعين على كل شخص من ذوي الإعاقة التركيز على الأشياء التي لا تمنعك إعاقتك من القيام بها بشكل جيد، وعدم التحسر على الأشياء التي تمنعك إعاقتك من تنفيذها، لا تسمح للإعاقة بأن تحل في روحك كما هي في جسدك» ..وكان يعتبر أن الحياة ستكون مأساوية إذا لم تكن فيها مساحة للضحك.. وحيث توجد حياة يوجد أمل..» شعاره في الحياة التفاؤل بأن قدرة الإنسان لا حدود لها وأنه سيصل إلى النجوم .. ولعل الأهم بل الأغرب في حكاية هذا العالم البريطاني الذي ذاع صيته أنه وكلما اشتد به المرض وامتد الوهن الى جسده النحيل كلما ازدادت عبقريته الدماغية وقدرته على مواصلة بحوثه العلمية وكتاباته العلمية التي سجلت مبيعات قياسية.. لن نكون صادقين لو ادعينا امتلاك القدرة على فهم اهتمامات هوكينغ العلمية فتلك مسألة تتجاوز قدراتنا المحدودة ولكن الأكيد أن موضوع اهتمام الكثيرين مرتبط بقيمة الرجل العلمية وبأبعاد الأسطورة التي صنعها وهو العاجز عن القيام بأبسط حركة...هوكينغ الذي تحولت سيرته إلى فيلم سينمائي جسد أسطورة العصر في أقوى مظاهر التحدي والانتصار على العجز والضعف والاستكانة والقبول بالأمر الواقع وقد كان بكل بساطة عنوانا للتمرد على الضعف البشري عندما يستبد بالإنسان ..واستحق بذلك التفرد بكل الألقاب.. صحيح أنه لو ولد ستيفن هوكينغ في مجتمع وفي بيئة غير التي ولد ونشأ فيها وهو ابن العالم والباحث في الفيزياء لما أمكنه تحقيق ما حققه.. ولكن الأكيد أن للإرادة البشرية سرا لا يدركه إلا قليل وهي التي تصنع الأضداد وتجعل العاجز قويا وتحول المعاق إلى عملاق.. في سبعينات القرن الماضي وعندما بلغ ستيفن هوكينغ سن الثانية والعشرين توقع الأطباء ألا يعيش أكثر من سنتين أمام سرعة انتشار المرض في جسده وعجزه المستمر عن الحركة.. ولكنه كذب توقعاتهم وعاش نصف قرن ليضيف للعالم من الانجازات والبحوث ما لم يقدمه غيره .. ما لا يعرفه الكثيرون أن هوكينغ الذي تحول إلى جدل غريب على بعض المواقع الاجتماعية للبحث في قناعات الرجل الدينية وما إذا سيكون مآله النار أو الجنة , أنه اعتذر قبل خمس سنوات 2013، عن حضور مؤتمر رئاسي للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز نزولا عند قرار الأكاديميين البريطانيين لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي.. وسيحسب له انه أحرج الكثيرين في بريطانيا من مؤيدي إسرائيل. فقد كان ستيفن هوكينغ من أنصار القضية الفلسطينية.. وفاة عالم الفيزياء البريطاني تزامنت مع تولي عالمة الكيمياء السابقة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الولاية الرابعة لقيادة بلادها القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا.. وبين هوكينغ وميركل لا نعتقد أن أحدهما انشغل بما إذا ستكون الجنة ماله فالأكيد أن عقول أمثال هؤلاء تتجه للبحث عن الجنة لمواطنيهم على وجه الأرض والأكيد أن عقول أمثالهم لا يمكن أن تطبع مع ثقافة مجتمعات لا مكان فيها للعقل والعلم والعمل ولا هي قادرة على الاهتمام بدنياها حتى تهتم لآخرتها ..