مثل خلال الأسبوع الجاري شاب عمره 31 عاما ووالده البالغ من العمر 56 عاما أمام أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بنابل بعد أن وجهت لهما دائرة الاتهام تهم القتل العمد المجرد والمشاركة في ذلك وحمل ومسك سلاح أبيض دون رخصة فيما وجهت لمتهم ثالث أحيل بحالة سراح تهمة الاعتداء بالعنف الشديد وحمل سلاح أبيض دون رخصة وقررت المحكمة تأجيل القضية الى موعد لاحق لتمكين المحامين من إعداد وسائل الدفاع. كان منطلق التتبع من قبل أعوان فرقة الشرطة العدلية بنابل بتاريخ 24 أكتوبر 2016 اثر مكالمة هاتفية وردت على ممثل النيابة العمومية من قبل أعوان الحرس بدار شعبان مفادها العثور على جثة شاب عمره 23 عاما ملقاة بهنشير «بيوب» فأذنت النيابة العمومية بفتح بحث تحقيقي كان منطلقا لهذه القضية وبمعاينة جثة الضحية من قبل الطبيب الشرعي اتضح انه تعرض إلى عدة طعنات بالسكين على مستوى القلب فتم الاحتفاظ بشيخ وابنه وشخص ثالث على ذمة الأبحاث كما تم حجز أداة الجريمة المتمثلة في سكين. وبسماع والد الضحية ذكر أنه تلقى يوم الجريمة مكالمة هاتفية من قبل أحد المتهمين أعلمه فيها بأن ابنه تم الاعتداء عليه على مستوى رأسه بموسى من قبل صديق له وأكد له أنه قام بمطاردة هذا الأخير الى غاية دورية للنظام العام بمفترق الثكنة ولكنه لم يتمكن من الامساك به وباتصال الأب بصديق ابنه المذكور نفى له رواية المتصل ولكن قلب الأب لم يهنأ بعد سماع الخبر فقرر التوجه رفقة زوجته سيرا على الأقدام الى ضيعة القاتل أين اعترضته سيارة الحرس الوطني حيث أكد له الأعوان خبر الاعتداء على ابنه ووفاته وشاهد جثته بالمكان. مطاردة فمشاجرة.. وباستنطاق القاتل اعترف باعتدائه على الضحية بعد طعنه بسكين على مستوى القلب دفاعا عن نفسه نافيا توفّر نيّة القتل لديه وسرد تفاصيل جريمته قائلا بأنه كان ليلة الجريمة متواجدا بمنزل والديه حيث وردت عليه مكالمة هاتفية من رقم لا يعرفه في مناسبتين الا انه لم يتمكن من الرد عليها بحكم تواجده ببيت الراحة وبمجرد خروجه سارع بالاتصال بالرقم المذكور وتبين ان الرقم تابع لصديقه (الضحية) والذي استفسره عن مكان تواجده فأعلمه أنه بمنزل والديه فرد عليه الضحية بأنه موجود على حافة المعبد أمام باب ضيعة عائلته رفقة صديقه وفتاة وهو بصدد انتظاره للتحادث معه في موضوع مستعجل فخرج القاتل مسرعا من منزله وبوصوله الباب الخارجي للضيعة وبينما كان بصدد فتحه فوجئ بالضحية ومرافقه يقتربان منه في حين أن المرافق الثالث كان واقفا بجانب شاحنة بالمكان ومباشرة عمد مرافق الضحية الى مسكه من معصم يده اليمنى وافتك منه الهاتف الذي كان يمسكه بيده ثم جذبه بالقوة أمام باب الضيعة في حين قام الضحية بغلق باب الضيعة ثم استل المرافق سكينا هوى بمقبضها على الأسنان الأمامية للقاتل مما أحدث له انتفاخا على مستوى اللثة وعندها وخوفا من ان يتم الاعتداء عليه بالعنف فر من المكان نحو الحقول المجاورة لمسافة 150 مترا من محل سكناه الى ان وصل الى منحدر بالمكان وهناك التحق به الضحية ومرافقه حيث تمكنا من الامساك به ومحاصرته حيث قام مرافق الضحية بتعنيفه بكامل أنحاء بدنه مما خلف له جروحا متفرقة مما أدى الى سقوط القاتل عندها استغل الضحية ومرافقه الأمر وواصلا تعنيفه واشبعاه ضربا فحاول القاتل التخلص منهما إلا انه لم يتمكن لعدم توازن القوى بينه وبينهما ونظرا لخوفه من أن يقع قتله لاسيما وان مرافق الضحية كان يحمل سكينا استجمع القاتل كامل قواه وتمكن من دفع مرافق الضحية الذي كان جاثما فوقه وافتك منه السكين لاستعمالها في الدفاع عن نفسه إلاّ أن الضحية ارتمى عليه مجددا لمواصلة الاعتداء عليه عندها قام بطعنه في مناسبة واحدة على مستوى الصدر بصورة عفوية ثم دفعه محاولا التملص منه الا ان الضحية تمكن من اللّحاق به وتبادلا العنف الى ان شاهد القاتل الضحية يهوي أرضا والدماء تنزف منه عندها لاذ القاتل بالفرار الى منزله. طعنة قاتلة.. وقد حاول مرافق الضحية ملاحقته الا أن قدوم والده جعله يعدل عن ملاحقته ويلوذ بالفرار وقد أعلم القاتل والده ان الضحية ومرافقه قد اعتديا عليه بالعنف واستوليا على هاتفه الجوال فطلب منه الأب مرافقته والبحث عن المعتدين واعلام السلط الأمنية وأثناء خروجهما في السيارة شاهد القاتل الشخص الثالث الذي حضر بمعية الضحية الى المنزل بصدد تشغيل محرك سيارته والفرار فقام والده باللحاق به على مقربة من ثكنة النظام العام أين أشار عليه أعوان الدورية بالتوجه الى مركز الحرس المختص في مثل هذه القضايا بنابل وبتحولهما الى هناك وجداه مغلقا باعتبار تأخّر الوقت فعاد أدراجه بمعية والده الى محل سكناه ب»هنشير قرط» حيث دخل والده الى المنزل فيما بقي هو خارجا بمعية بعض الأجوار وأعلمهم بتفاصيل ما حصل وكيفية اقدامه على طعن الضحية ثم رافقه اثنان منهم الى مكان الجريمة بغاية البحث عن هاتفه الجوال وبوصولهم المكان عثر على نعلي الضحية وبالقرب منها مقبض السكين التي طعن بواسطتها الضحية فقام القاتل بالتخلص منه برميه في مكان بعيد وفي الأثناء شاهد الضحية ملقى على جنبه الأيمن والدماء تنزف منه فتوجه نحوه وقام بجذبه ومده على ظهره محاولا انقاذه بالتنفس الاصطناعي الا ان جاريه سارعا بمغادرة المكان نظرا للحالة الخطيرة التي كان عليها الضحية وقد حاول القاتل نقله بمفرده الى الطريق العام الا انه لم يتمكن من ذلك وسار به مسافة قصيرة فحسب ثم القاه بالمكان وعاد الى مقر سكناه. اما في خصوص علاقته بالضحية فقد ذكر انهما صديقين منذ سنوات وسبق أن عمل معه الضحية بضيعة والده ولا وجود لأغراض بينهما ونفى أن يكون مدينا للضحية بأي مبلغ مالي. انكار.. وباستنطاق المتهم الثاني وهو والد القاتل أنكر تستره على الجريمة وذكر انه لم يسارع بإعلام السلط الأمنية في خصوص الجريمة التي ارتكبها ابنه رغم مشاهدته لاثار الدماء على ثيابه لأن هذا الأخير غالطه ولم يعلمه اطلاقا بطعنه للضحية انما أوهمه انه تعرض لاعتداء بالعنف من قبل الضحية ومرافقه فحسب، وباستنطاق المتهم الثالث ذكر انه تحول بمعية ابنه والضحية الى منزل القاتل ليتسلم منه الضحية مبلغا ماليا كان اقرضه اياه وبوصولهم الى المكان خرج القاتل الذي حصلت مناوشة كلامية بينه وبين الضحية حول المبلغ المذكور تطورت الى مشاجرة قام خلالها القاتل بإخراج موسى من بين طيات ثيابه طعن بواسطتها الضحية ثم لاذ بالفرار الا ان الضحية قام بملاحقته الى ان تمكن من امساكه حيث تبادلا العنف الى ان سقط الضحية أرضا وفارق الحياة ونفى المتهم مشاركته في المعركة نافيا تحوزه بسكين او مساندته للضحية في الاعتداء على القاتل.