في إطار سلسلة الاجتماعات والتجمعات العمالية بالجهات تحت شعارات مختلفة تحدث أمس نور الدين الطبوبي الأمين العام لاتحاد الشغل في اجتماع بنزرت تحت شعار «نقابي حر وما نبيعش بلادي» عن الوضع العام بالبلاد وعن تصريحات رئيس الحكومة يوسف الشاهد تحت قبة البرلمان، وعن علاقة المنظمة الشغيلة بالحكومة التي باتت في نظرها فاشلة.. حيث شدد نور الدين الطبوبي على أن الحملة الممنهجة ضد الاتحاد أصبحت مكشوفة مؤكدا في الوقت نفسه على أن الاتحاد لن يسمح ببيع مؤسسة عمومية واحدة، وما على الحكومة إلا إيجاد الحلول لتمويل الميزانية مبرزا أن الاتحاد حريص على الإنتاج والإنتاجية بينما الآخرون يتخاصمون على اقتسام الثروة قائلا «الحيلة لا تنطلي والاتحاد ملك الشعب» مطالبا أمام حشود الحاضرين بقيادة سياسة ناضجة وحكومة قوية قادرة على الفعل، يتفاوض معها الاتحاد ويختلف معها ويجد معها الحلول مذكرا بالوعود والتسويف وعدم تنفيذ الاتفاقات حول المفروزين أمنيا وعملة حضائر ما بعد الثورة وتعليم الكبار والمعلمين النواب وغيرها من الملفات والاتفاقات. وقال الطبوبي إن الاتحاد منفتح على اصلاح القطاع العام لأنه يحمل مكونات النجاح لكن من غير المعقول تحميل المنظمة الشغيلة مسؤولية كل الاحتجاجات مذكرا بالكارثة الكبيرة التي تنتظر التونسي بسبب «البنك الفرنسي التونسي» قائلا: «نريد حكومة صادقة وتجلب الاحترام لأن هيبة الدولة ليست بالتسويف والمماطلة...» وأشار في الآن ذاته إلى أن معالجة مشاكل الصناديق الاجتماعية لا تكون بالزيادة في سن الإحالة على التقاعد مذكرا أن الديون المتخلدة بذمة الدولة لفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لوحده في حدود 5 مليار دينار، ومع ذلك تحمل الاجراء إضافة نسبة %1 من الراتب وشارك في إيجاد الحلول قائلا في هذا السياق «.. رئيس الحكومة إن هذه السنة هي سنة الإصلاحات الموجعة.. فأي وجع تبقى للتونسيين... عجز مسجل على جميع المستويات والمؤشرات سلبية ولم يتبق شيء تقودون به هذه البلاد، فكل التضحيات على ظهر الشعب والأجراء والمفقرين.. أسألكم ماذا فعلتم في العدالة الجبائية.. وماذا فعلتم في التهريب.. هذه المجالات لا تقدرون على الاقتراب منها لأن عصابات التهريب مولت عديد الأحزاب ولديكم صفقات معها... وماذا فعلتم أمام انتهازية المستثمرين.. لقد كثرت العصابات ونحن بالمرصاد لها... وحتى سياسة الهروب إلى الأمام التي تتوخاها الحكومة فنحن لها والمعركة الاجتماعية لن نتراجع عنها...». وذكر نور الدين الطبوبي أن كل المؤشرات سلبية والوضع صعب لكن لا يمكن أن يكون الإصلاح على حساب المواطن. مشددا في الآن ذاته انه لن يقع السماح ببيع أي مؤسسة عمومية والاتحاد الذي يتهم مرة بأنه يساري ومرة أخرى بأنه متحالف مع الجبهة الشعبية، مدرسة في الوطنية ويتقاطع مع كل من يتقاطع معه في الأهداف النبيلة قائلا «الدولة هي الراعي لاحترام القانون لكنها «تخدم في الناس تحت الحيط»، فكيف ستراقب القطاع الخاص وتطالبه بالجباية والمساهمات في الصناديق الاجتماعية.. نعم الدولة تتحيل على المواطنين، لذلك لن نسمح ببيع أي مؤسسة عمومية فبدل الاهتمام بملف المخابرات التي ترتع في البلاد واغتالت الزواري في صفاقس... والفكر الظلامي الذي كلف تونس شهيدين هما شكري بلعيد ومحمد البراهمي يريدون بيع المؤسسات العمومية للتمويل.. أهذه تونس التي تريدون قيادتها.. أكررها مجددا، نقدر حماسة الشباب في رئيس الحكومة لكن العنجهيات لن تلجم الاتحاد، ونتحداكم لو تذكروا اسم مؤسسة عمومية واحدة معروضة للبيع.. انتبهوا يا توانسة المافيوزا والسماسرة يريدون بيع ملك البلاد، لذلك نحن نرفض حوار المخاتلة والقطاع العام الذي يشغل 220 ألف عامل لن يمس، والاتحاد قوة حجة واقتراح وقوة خير ونعلم الجميع من بنزرت أن المفاوضات الاجتماعية ستنطلق موفى مارس الحالي بالنسبة للقطاع الخاص وستكون مفاوضات قطاعية كما أننا سندخل المفاوضات الاجتماعيات في الوظيفة العمومية والقطاع العام وستشمل المفاوضات الجانبين المادي والترتيبي».