رحلت أميرة الرايس بعد ان دخلت المستشفى لإجراء عملية جراحية «بسيطة».. رحلت وتركت زوجها مشدوها تائها يبحث عن الحقيقة رحلت وخلفت طفلين عمر الأول ثلاث سنوات والثاني سبع سنوات يبحثان عن طيف والدتهما في أركان المنزل فلا يصادفهما سوى السراب وأب مكلوم حزين تائه بين صرخات ابنيه بحثا عن والدتهما وبين «الوجيعة» التي خلفها هذا المصاب بعد فقدان رفيقة دربه و»حب حياته « بطريقة مأساوية . الصادق زوج الهالكة أميرة حضر أمس الأول أمام قاضي التحقيق بالمكتب الرابع بالمحكمة الابتدائية بتونس لسماع أقواله حول الظروف التي حفّت بوفاة زوجته اثر إجرائها لعملية جراحية بمستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى بعد أن أذنت النيابة العمومية بفتح بحث تحقيقي ضد كل من سيكشف عنه البحث تبعا لشكاية تقدم بها الصادق ضد المستشفى المذكور، وفي هذا السياق ذكر الصادق ل «الصباح» ان زوجته داهمتها أوجاع بتاريخ 29 ديسمبر 2017 بمقر إقامتهما بمدينة سليمان فقام بنقلها لطبيبتها المباشرة والتي طلبت منه اثر القيام بالفحوصات اللازمة وصور الأشعة نقلها على وجه السرعة الى المستشفى لإجراء عملية لاستئصال «المرارة» ووصفت حالتها ب «الاستعجالية» وباعتبار ان الصادق عون حرس فقد قرر نقل زوجته الى مستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى وبوصوله الى قسم الاستعجالي بالمستشفى المذكور عاين حالتها احد الأطباء بالمستشفى ثم طلب منها الانتظار رغم ان حالتها استعجالية ثم أجريت عليها التحاليل اللازمة وبقيت بانتظار الطبيبة المختصة في الأمراض الباطنية لتشخص حالتها والتي أكدت بعد معاينة التحاليل ان الحالة تستوجب إجراء عملية جراحية لاستئصال «المرارة». عملية ناجحة.. واصل الصادق حديثه قائلا بأنه تم إيداع زوجته المستشفى وبقيت هناك أربعة أيام حيث أجريت عليها عملية جراحية يوم 2 جانفي الفارط دامت خمس ساعات خرجت اثرها زوجته وقد أعلمه الطبيب الذي أجرى العملية أنها كللت بالنجاح وان زوجته يمكن ان تغادر المستشفى من الغد ورغم انها كانت تعاني من دوار الا ان الطبيب أعلمه انه أمر طبيعي نتيجة «البنج»، وبعد أن اطمأن الصادق ان زوجته بخير غادر المستشفى عائدا الى منزله بسليمان باعتبار ان ابنيه كانا بانتظاره وهاتف زوجته في طريق العودة فأعلمته أنها بصحة جيدة وخلال الليل قام الصادق بالاتصال بزوجته مجددا للاطمئنان على صحتها الا انها لم ترد على الهاتف فظن أنها نائمة . الفاجعة.. ومن الغد جدد الصادق الاتصال بها في عديد المرات ولكن ما من مجيب فتحول الى المستشفى وبحوزته الوثائق التابعة لزوجته لإخراجها والعودة الى المنزل ولكن بوصوله الى هناك والتحول الى القسم الذي كانت نزيلة به وتحديدا الى سريرها لم يعثر لها على أثر فحاول الظفر بإجابة شافية من الطاقم الطبي الموجود بالمستشفى الا أنه عبثا كان يحاول قبل أن يلتقي الجراح الذي أجرى لها العملية فأعلمه أن زوجته تعرضت ليلا الى نزيف داخلي حاد وقد قاموا بمحاولة لإيقافه وهي نزيلة قسم الإنعاش حينها استراب الصادق في الأمر وحاول الاطمئنان على حالة زوجته ولكن لم يتمكن من ذلك أمام تكتم الإطار الطبي بالمستشفى وفي الأثناء قدم البعض من زملائه والذين حاولوا الحصول على الحقيقة التي نزلت نزول الصاعقة على الصادق بعد ان تم إعلامه بأن زوجته فارقت الحياة. الطب الشرعي.. أكد الصادق انه خلال إجراء العملية لاستئصال «المرارة» لزوجته وهي عملية بسيطة حسب ما أخبره به الأطباء تم المساس بالكبد مما أدى الى حدوث مضاعفات لزوجته تسببت في حصول نزيف داخلي أدى الى الوفاة وأكد أنه سيتتبع كل المسؤولين عن وفاة زوجته سيما وأن زوجته راحت ضحية الإهمال والتقصير في غياب تام للإطار الطبي الذي تفطن متأخرا الى حصول النزيف لزوجته بدليل ان السرير الذي كانت تنام عليه قبل وفاتها كانت عليه اثار لكميات كبيرة من الدماء التي نزفت من بدنها اضافة الى الخطأ الذي حصل أثناء العملية وتم التكتم عليه، وأكد ان تقرير الطبيب الشرعي الذي من المنتظر ان يرد خلال الأيام القليلة القادمة سيؤكد كل ما حصل .