قطاع الصحة بالجريد بقي عليلا فالجهة بقيت مهمشة صحيا وتشكو العديد من النقائص خاصة في اطباء الاختصاص الذين يرفضون العمل في المناطق النائية و»يتدللون»مما جعل الدولة تنتدب اجانب لسد الشغور وتلك الطامة الكبرى. فقد شهد المستشفى الجهوي بتوزرحالات عديدة ادت الى وفاة اشخاص بسبب الاهمال سواء عند تأخر عملية الفحص او ان تكون العملية صعبة ولايمكن اجراؤها بتوزر ليتم نقل المريض الى المصحات الخاصة هذا اذا كان «لباس عليه»اما اذا كان ضعيف الحال وليس له المال الكافي فرحمة الله عليه. وقد كانت «التونسية» نشرت في السابق عن عدة حالات واخرها الزوجة التي توفيت بعد اصابتها بلدغة عقرب. وفي هذا الاطار اتصل بنا عبد السلام الوادي استاذ للتعليم الثانوي قاطن واصيل مدينة دقاش متذمرا مما وقع لزوجته بثينة الزوقاري يوم الاحد الماضي بالمستشفى الجهوي بتوزر و انقاذها في اللحظات الاخيرة بإحدى مصحات قفصة حيث قال : «اخذت زوجتي يوم الاحد الى المستشفى الجهوي بتوزر لشعورها بالام حادة اسفل البطن فقام طبيب الاستعجالي بفحصها وبعد التحليل والاشعة تبين له ان هناك زيادة في نسبة كريات الدم البيضاء فاستشار الطبيب الجراح الذي نصح بتحويلها الى قسم النساء طالبا من الطبيبة الروسية رئيسة القسم اجراء فحص بالصدى لشكه في اصابتها بالتفاف في المبيض لكن الطبيبة التي لم تكن موجودة قامت بالفحص هاتفيا وطلبت من الممرضة القيام بتحليل حمل رغم تأكيدي لها انها ليست حاملا وتاكد ذلك بظهور النتيجة سلبيا ,وعندما اعلمتها الممرضة بذلك امرتنا بإعادتها الى القسم الاستعجالي دون الحضور على الاقل لتشخيص الحالة وقد ثبت بعد ذلك ان الطبيبة لاتستطيع تشغيل جهاز الصدى . و امام صعوبة الحالة وبعد ان طلبت الطبيبة اعطاء زوجتي حقنة مسكنة «سباسفون» واعادتها يوم الاثنين رفضت ذلك واتصلت بطبيب نساء خاص بتوزر ومن حسن الحظ وجدته فطلب مني التحول الى مصحته المغلقة ليحل هناك بعد ربع ساعة فقط ,وبعد الفحص تبين له ان زوجتي مصابة بنزيف داخلي ناجم عن تقطع كيس في المبيض واكد لي ضرورة اجراء عملية جراحية فورية لان الحالة لا تتحمل مزيدا من التأخير ,فتحولنا معه الى مصحة خاصة بقفصة ليقوم باجراء العملية التي كللت بالنجاح واعلمني الطبيب انه لو تأخرت العملية اكثر لحصل مالاتحمد عقباه». واختتم محدثي كلامه بالقول:«ماذا اقول ,ألهذا الحد هانت ارواحنا حتى تجلب دولتنا اطباء من الخارج يكلفون الميزانية اموالا طائلة بالعملة الصعبة ولايحسنون استخدام الاجهزة الطبية في حين يبحث اطباؤنا عن المستشفيات الجامعية و المدن الساحلية للعمل؟»