بعد مرور أسبوع على بدء قصابي فريانة في ذبح خرفانهم بالطريق العام أمام مقري البلدية والمعتمدية وتحويلهم وسط المدينة إلى مسلخ عشوائي بالهواء الطلق تغطيه الدماء والأوساخ وتنبعث منه الروائح الكريهة، أصدرت مجموعة من مكونات المجتمع المدني بفريانة مساء أول أمس الخميس 29 مارس إعلاما بالدخول في إضراب عام كامل يوم الاثنين 2 مارس يمكن ان يتواصل يوم الثلاثاء 3 أفريل في صورة عدم استجابة والي القصرين لمطلب قصابي فريانة بإعادة فتح المسلخ البلدي المغلق بقرار منه منذ 8 أشهر، وجاءت هذه الدعوة للإضراب في بيان يحمل طابع وإمضاءات عدد من ممثلي الجمعيات، لكن ليس من بينهم ممثلون عن أهم المنظمات الوطنية وهي الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية واتحاد الفلاحة والصيد البحري، أو الأحزاب السياسية وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول جدية الدعوة ومدى الاستجابة إليها من مواطني المنطقة، علما بأنه الى حد منتصف نهار أمس الجمعة لم تبد المكاتب المحلية للاتحادات الوطنية المذكورة والأحزاب الناشطة بفريانة أي موقف من الإضراب الذي دعت إليه بعض مكونات المجتمع المدني كمساندة للقصابين. والي القصرين يوضح على اثر ما أقدم عليه قصابو فريانة بداية من يوم 22 مارس بذبح خرفانهم في الطريق العام اصدر والي القصرين سمير بوقديدة توضيحا للرأي العام ذكر فيه ان تعمد بعض قصابي فريانة ذبح المواشي بالطريق العام دون توفر أدنى الشروط الصحية المفروضة بتعلة عدم وجود مسلخ بلدي بفريانة وما رافق أسباب إقدامهم على التصرف المذكور من مغالطات، فهو يوضح بأنه لما قام يوم 29 جويلية 2017 بزيارة ميدانية للمسلخ البلدي بفريانة عاين الحالة الكارثية التي كان عليها وهو الذي يتوسط حيا سكنيا ولا يتوفر على أدنى شروط حفظ الصحة للمواطنين سواء المستهلكين للحوم أو الاجوار القاطنين بجانبه، لذلك اتخذ قرارا فوريا بإغلاق المسلخ بصفة نهائية، وتسخير المسلخ البلدي بمدينة تلابت المجاورة إلى حين بناء مسلخ جديد خارج مناطق العمران يستجيب للشروط الصحية، علما بان مسلخ تلابت تمت تهيئته حديثا وتتوفر به كامل الشروط والمواصفات الصحية وهو لا يبعد عن مدينة فريانة غير 4 كلم.. وأضاف الوالي أن القصابين الذين تعمدوا ذبح المواشي مؤخرا في الطريق العام صدرت قرارات غلق لمحلاتهم لإخلالهم بالشروط الصحية وان السبب الحقيقي لتصرفهم المخالف للقوانين هو التهرب من المراقبة البيطرية كي لا يتم التفطن لاخلالاتهم التي يمكن ان تظهر عند ذبح المواشي وتهدد صحة المستهلكين، وأفاد الوالي أن بلدية فريانة وضعت على ذمة القصابين سيارة مجهزة لنقل اللحوم من مسلخ تلابت إلى محلاتهم، كما وفرت البلدية قطعة ارض خارج مناطق العمران لإقامة مسلخ جديد عليها انطلقت الدراسات الفنية الخاصة به.. لكن توضيح الوالي سكت عن تحديد موعد دقيق لبدء أشغال المسلخ الجديد وتاريخ انتهائها، وكذلك عن كيفية التصدي لعمليات الذبح المواشي في الطريق العام إذا تواصلت، حتى يطمئن أهالي فريانة خصوصا وان شهر رمضان اقترب وهو المعروف بكثرة الإقبال على استهلاك اللحوم في منطقة تعتبر من مواطن إنتاج اللحوم الحمراء وتهريب الخرفان من الحدود الجزائرية والتي قد يحمل بعضها أمراضا خطيرة. يوسف أمين