بعد نجاحه في اختراع مولد طاقة تونسي هو الأول من نوعه في العالم وتقديمه للعموم في شهر ماي من سنة 2017 خلال ندوة صحفية، تمّكن سليم الشارني باحث ومهندس في الإعلامية الصناعية والآلية من تصنيع ألعاب تنمية الذكاء والفهم لأطفال التوّحد. سليم الشارني هو أب لطفل مصاب بمرض التوحد في بداية مراحله، ولأنه بحث ولم يجد ألعابا تساعد ابنه على الشفاء وتجاوز مرضه وتنمية قدراته الفكرية والذهنية ويحميه من أية أضرار مادية أو صحية قد تلحق بطفل ما يواجه صعوبة في التواصل مع الغير ومع الأشياء، قرّر تصنيع واختراع ألعاب لهذه الفئة من الأطفال. رحلة التصنيع انطلقت بالبحث وإجراء دراسات والسفر والاتصال بالمختصين وفق ما أكّده الشارني في تصريح ل«الصباح الأسبوعي» «حاولت أولا الاطلاع على الألعاب الموجهة لهذه الفئة من الأطفال من خلال ما يروّج بالأسواق العالمية وأيضا من خلال ما هو موجود بالسوق التونسية على قلّته، ثمّ معرفة ما يمكن توفيره من ألعاب لتنمية الذكاء والفهم حتى أتمكن من تصنيعها وتوفير المنتوجات بأسعار تكون في متناول الجميع خاصة وأنّ الألعاب المتوفرة في سوقنا المحلية أغلبها «باهظة الثمن». وأفاد الشارني «حاولت أيضا خلال البحث معرفة مميزات هذه الألعاب وما قد تحدثه من تغييرات في ذهنية الطفل بشكل عام والمصاب بالتوحد بشكل خاص مع السعي إلى تكريس مبدأ التشارك بين الطفل وأفراد أسرته خلال اللعب». وأضاف أنّ «عديد المختصين أكّدوا أنّ لعب العائلة مع أطفالها مرضى التوحد بشكل يومي يساعد بطريقة ايجابية على معالجة الكثير من الأعراض لديهم وذلك بمشاركة الطفل مثلا في تركيب القطع وترتيبها بطريقة وشكل معيّنين باعتبار أنّ الكثير من أطفال مرضى التوحد غير قادرين على اتباع الاتجاهات البصرية أو اللفظية وتمييز الأشكال والألوان» وقال سليم الشارني أنّ الألعاب التي اخترعها هي «ألعاب في شكل مكعبات المعدة للتركيب والتي تعتبر من النشاطات المفضلة لدى المتخصصين في مجال التوحد وهي مصنوعة 100 في المائة من الخشب الطبيعي». وأوضح أنّ «كلّ مراحل التصنيع خضعت خلالها إلى نصائح المختصين بحكم متابعتي لحالة ابني، فتكونت لدي معرفة معمّقة عن أنواع اللعب التي من شأنها تنمية القدرات الذهنية للطفل المتوحد وتعلّمه كيف يشكّل شكلًا معينًا من خلال تركيب قطع صغيرة بسيطة». وأكد «أخذت بنصائح الأخصائيين من حيث اختيار الأشكال أو الألوان وأنواع تلك اللعب، التي سأوفّرها بأسعار رمزية وأقل سعرًا حتى من الألعاب العادية رغم تكلفتها المرتفعة وارتفاع أسعار الخشب». وأشار إلى أنّ «ألعابه موجهة إلى الأطفال عامة وأطفال التوحد خصوصًا والتي من الممكن توفيرها في رياض الأطفال ومراكز رعاية مرضى التوحد وفي أي منزل». وقال سليم الشارني ل»الصباح الأسبوعي» أنّه «بداية من شهر أفريل سنشرع في عملية التسويق والترويج وأشير هنا إلى أنّ غايتي ليست ربحية بقدر ما هي محاولة إنسانية لمساعدة أطفال مرضى التوحد وأوليائهم على تجاوز المرض والشفاء وتنمية القدرات الذهنية، باعتبار أهمية دور الآباء في معالجة هذا النوع من الأمراض لذلك خصّصت أسعارا زهيدة لهذه الألعاب حتى يتمكن الجميع من اقتنائها. فمعروف أن تكلفة علاج أطفال مرضى التوحد مرتفعة جدا مقارنة بالمقدرة الشرائية للتونسي».