«حتى لا ننساهم لأنهم ينسون» شعار رفعه الاطار الطبي بمركز ألزهايمر بمستشفى الرازي في نداء إلى وزارة الصحة وكافة الهياكل ذات العلاقة والعائلات التونسية لمزيد الإحاطة بمرضى ألزهايمر,بتعميم تجربة المركز الأول من نوعه عربيا وإفريقيا. نواة نموذجية للبحث والتكوين مع تكفل صندوق التامين على المرض الشامل بمصاريف علاج مرضى الزهايمر..
وفي ظل عدم دراية كافية وسط المجتمع الأسري التونسي بالمرض وعدم ايلائه العناية الكافية صلب وزارة الصحة كمرض العصر الذي فرضته بدت الأرقام والمؤشرات حوله مخيفة خاصة انه أصبح يستهدف السنوات الأخيرة شرائح دون الخمسين سنة وهو مؤشر غير مطمئن.
الدكتور رياض قويدر رئيس قسم الأعصاب بمستشفى القصاب تحدث إلى الشروق قائلا: يوجد بتونس 30 ألف مريض من المتوقع أن يصل عددهم في 2020 إلى 60 ألف مصاب وهو رقم من الضروري الوقوف عنده بانتباه ودق ناقوس الحذر مع إيجاد أرضية وقائية وعلاجية لتخفيف أعراضه ومجابهته في مراحله الأولى..». ويضيف : «هذا المركز الأول من نوعه عربيا وإفريقيا هو انجاز هام اعتبارا لأهمية مرض الزهايمر الذي يصيب عادة الكبار في السن (الستين في العمر فما فوق) ويسبب نقصا في وظائفهم العقلية وفقدان الذاكرة لدرجة تتعارض مع العمل الاجتماعي والوظيفي, وتشمل أعراضه النسيان والاكتئاب وعدم الإدراك والإحساس بالمكان والزمان الذي هو فيه وعدم القدرة على التركيز أو التواصل مع الآخرين وفقدان الذاكرة». وقد أنجز في 2010 بكلفة 650 ألف دينار ووقعت توسعته لكثرة الإقبال على خدماته حيث يوفر الرعاية والإحاطة لمرضى الزهايمر ويتابع 1500 حالة من مرضى قسم الأعصاب بالمستشفى ويساعد على التشخيص المبكر للمرض ويشمل ثلاث وحدات قسم للاستقبال ومخبر للأبحاث وقسم للفحص مخصص للكشف المبكر عن المرض ودعم علاج النطق والأمراض النفسية والعقلية وتدريب المساعدين والمربين».
الدكتورة إيناس بلهوان مكلفة بمتابعة المرضى قسم الإيواء النهاري تقول : نحن نعمل على الكشف المبكر عن المرض ودعم علاج النطق والأمراض النفسية والعقلية مع ربط الصلة بعائلة مرضانا لتنمية معارفهم وتفعيل دورهم إزاء مرضاهم الذين يصابون بالمرض ولا يتعرفون مبكرا وبسهولة على مرضهم , وعلى مساعدتهم على التعايش مع مرضهم الذي يمر بثلاث مراحل تكون الأولى بسيطة يقوم فيها المريض بتكرار الحديث والنسيان ثم مرحلة ثانية أكثر خطورة ينسى فيها المريض حتى حركاته اليومية وقيامه بشؤونه فمرحلة اخطر يفقد فيها إمكانياته الذهنية تماما ويقوم بتصرفات تصل حد الهيجان ..وهنا نقوم بدور توعوي للعائلة حتى تعامل المريض بذكاء دون تحسسيه بمرضه مع مجاراته في طلباته».
تعاني عائلات مرضى الزهايمر ظروفا صعبة ليس فقط في تقبل المرض بصعوبة بل في التعامل مع المريض التعامل المرضي الذي يساهم في تحسين حالته والتكفل المادي بمصاريف متابعته الصحية.
عائلات المرضى؟
السيدة رفيقة حسين ابنة مصابة بمرض «الزهايمر» تقول:» يصعب التعامل في البداية مع الحالة لكن بمرور الوقت وبنصائح الإطار الطبي هنا يصبح الأمر أيسر وهنا أؤكد انه لابد من توعية العائلات التونسية بخطورة المرض وتحسيسها بالمسؤولية المناطة بعهدتها فضلا على تقريب الخدمات العلاجية من المواطن فهذا المركز هو الوحيد وطنيا وهذا غير كاف..»
منية حسن تقول: أمي مصابة بهذا المرض ونحن نبذل ما بوسعنا للإحاطة بها وعدم تركها بمفردها طوال الوقت حتى لا تضر نفسها أو تضيع أو يحصل لها أي مكروه.. وعموما نتعلم تقنيات العناية بها يوما بعد يوم رغم صعوبة التعود على ذلك وأظن أن المطلوب هو توضيح رؤية نوعية التكفل والتغطية الصحية التي تتطلبها حالة مريض الزهايمر للصندوق الوطني للتأمين الذي يقتصر تكفله بتوفير الأدوية المساعدة على التخفيف من سرعة تطور المرض فقط مع اعتبار المرض مرضا مزمنا والتكفل الشامل بمصاريفه بالمركز خاصة أن المرضى يحتاجون إلى جانب الأدوية إلى فحوصات ومرافقة مستمرة».
رمزي عيساوي تحدث قائلا: أبي مصاب بهذا المرض ونحن كعائلة نعاني الأمرين أولا لصعوبة التعامل مع المرض غير المألوف لدى المجتمع التونسي وارى من المطلوب وضع مخطط وطني حول المرض وتعميم تجربة المركز حتى تتجنب العائلات بكامل جهات الجمهورية عناء القدوم إلى العاصمة وتحمل مصاريف هي في غنى عنها خاصة أن حالة المريض تتطلب فحوصات ومصاريف مجحفة».
وعلى هامش الزيارة التي أداها السيد عبد اللطيف المكي وزير الصحة العمومية إلى المركز وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمرض الزهايمر تم الإذن باعتماد المركز كنواة لإعداد مخطط وطني لمرض الزهايمر وذلك بتعميم تجربة المركز ونشرها وطنيا بمراكز مختصة ذات طابع جامعي في الوسط والجنوب وعيادات مختصة consultation mémoireبالولايات مع دعم تكوين أطباء الخط الأول في المجال.
وفي انتظار تحقيق أهداف المخطط وتعميم المراكز بكافة المستشفيات الجامعية يستمر الوضع مؤلما.