لا تكاد تمر جولة من عمر البطولة الوطنية دون ان تحمل تغييرا في احد الفرق على مستوى المدرب ويأتي ضغط النتائج والجمهور في مقدمة الاسباب الدافعة الى هذه الخطوة والتي كانت في محلها حينا وخاطئة في احيان كثيرة بما ان النتائج لم تتحسن.. قبل 4 جولات من اسدال الستار على الموسم الرياضي الحالي تبدو امكانية رحيل اسماء اخرى ممكنة بالنظر الى النتائج التي ستحصل على الميدان خاصة في اسفل الترتيب.. اخر الصامدين لا احد توقع ان تنتهي علاقة المدرب اسكندر القصري بفريقه الاتحاد المنستيري قبل اسدال الستار على الموسم الرياضي خاصة وان الرجل حقق نتائج جيدة للغاية فقد نجح في حمل فريق عائد للتو من الرابطة الثانية الى المراكز الاولى وبامكانه ان يتقدم من المركز 5 حاليا الى الرابع اذا ما نجح في تحقيق الفوز في باقي مشوار البطولة.. ولكن تسقيف الاجور الذي فرضه القانون الجديد حال دون مواصلة القصري لمهامه وينتظر الجميع الوجه الجديد للاتحاد بعد رحيله الذي خاض تجربة ناجحة فقد دخل من اجل تحقيق نتائج طيبة وخرج من الباب الكبير.. المغادر رقم 25 رحيل القصري عن الاتحاد هو التغيير رقم 25 في الموسم الرياضي الحالي فقد انطلقت اولى التغييرات بفريق شبيبة القيروان التي انتهت بعد الجولة الاولى مهام مدربها سالم القضامي وعوضته بباسكال جنان الذي لم يعمر طويلا ويحتل ترجي جرجيس قائمة اكثر الفرق التي غيرت مدربيها بالتعاقد مع 5 مدربين رغم ان القانون يفرض على النوادي التعاقد مع 3 مدربين فقط في الموسم الرياضي الواحد ولكن لا يوجد اسهل من التلاعب بالقوانيين وتطويعها كما تريد الاندية.. والمدربون الذين خاضوا تجربة تدريب فريق العكارة هم: الاسعد معمر ثم محمود بورقيبة فمنير راشد ورضا الجدي قبل ان تؤول مهمة الاشراف على حظوظ الفريق لابن النادي الياس السماعلي.. وياتي كل من شبيبة القيروان والملعب القابسي في المركز الثاني بالتعاقد مع 4 مدربين.. الكاس تقصي الكبير كل المدربين رحلوا بسب نتائج على مستوى البطولة الا مدرب الترجي الرياضي منذر الكبير الذي تولى قيادة الفريق خلفا لفوزي البنزرتي فقد حكمت عليه مسابقة الكاس بانهاء مسيرته على راس الاكابر في ظرف وجيز بعد ان انسحب منذ الدور16 على يد نجم المتلوي.. موسم استثنائي يمكن القول ان هذا الموسم كان استثنائيا في خصوص تغيير المدربين مقارنة بالمواسم الماضية اذ تقول الارقام ان الموسم 2015-2016 حمل تغير 21 مدربا رغم ان عدد الفرق كان 16 فريقا وفي الموسم الذي تلاه بلغ عدد الاستقالات والاقالات 19 فقط في حين بلغ هذا الموسم 25 ويمكن ان يرتفع العدد.. تغييرات منتظرة توجد الان على طاولة المدربين نبيل الكوكي الذي يشرف على الملعب التونسي وغازي الغرايري مدرب النادي الصفاقسي عرضان الاول من الكويت والثاني من الامارات مما يعني ان امكانية رحيلهما او احدهما واردة خاصة الغرايري الذي لم ينجح في مهمته مع الفريق وانقاد الى هزيمة ابعدته نسبيا عن المراهنة على المركزالثاني في البطولة وغادر مسابقة الكاس منذ الدور ربع النهائي ويواجه انتقادات كبرى من طرف جمهور الفريق الذي يحمله بنسبة كبيرة مسؤولية الاداء المهزوز للفريق.. تطويع القوانين المتأمل لسير الامور في فرقنا يلاحظ انها تسعى الى فرض بعض القوانين والحرص على تطبيقها وخاصة فيما يهم جانب تسقيف الاجور سواء للاعبين او المدربين بما انه يخفف جزءا كبيرا من اعبائها المالية ويخلصها من الاجور المرتفعة كما حصل مع المدرب اسكندر القصري في حين تتغافل على تتطبيق القانون فيما يخص عدد المدربين والذي حدد ب 3 فقط اذ يقع تطويع القانون كما تريد الاندية وتجد الثغرات المناسبة للتغيير.. وهنا يجب ان تسعى الجامعة الى فرض ايداع اجازات المدربين ومراقبة عمليات التعاقد ذلك ان بعض الاسماء تسعى خلال توليها الاشراف على فريق معين عدم التوقيع وانتظار ما ستؤول اليه الامور فيما يخص النتائج فان كانت ايجابية يتم ايداع الاجازة وان كانت سلبية يضع حدا للتجربة لذلك نجد فرقا قد تجاوزت العدد القانوني المسموح به دون ان تخضع للمساءلة.. التغيير لا يعني الانقاذ ان تغيير اكثر من مدرب في موسم واحد لا يعني الخروج من بوتقة النتائج السلبية وعلى الاندية ان تبحث عن اصل الداء والدليل ان تواصل التغييرات في الفرق التي تعاني سلسلة من النتائج السلبية لم يكن حلا بل قد يكون سببا في تشتيت تركيز اللاعبين ومثل ضغطا على المدرب الجديد المطالب بتحقيق الانتفاضة وكانه يمتلك عصا سحرية والدليل ان ترجي جرجيس لم ينجح في مغادرة القاع رغم تغيير 4 مدربين وقد يجد الخامس نفس المصير.. وبالتالي على الفرق ان تنكب على التكوين السليم لفرقها واعدادها كما يجب قبل الدخول في سباق البطولة وان تحسن عملية انتقاء اللاعبين وتوفير الظروف المواتية للنجاح والايفاء خاصة بالتعهدات المالية تجاه الجميع ومن ثمة التعاقد مع فني قادر على النجاح معها والتعامل مع ماهو موجود بالفريق ذلك ان كرة القدم شوط بشوط الاول للاعبين والثاني للمدربين ويجب ان تكون الوضعية في الفرق متوازنة بين هذا الطرف وذاك..