أسالت مدينة عين دراهم لعاب الاستعمار الفرنسي منذ أن وطأت قدماه هذه الربوع،فانبهر بجمالها وموقعها الاستراتيجي باعتبارها منطقة حدودية وتفتح على بقية الجهات وتزخر بمنتوج سياحي متنوع،فاستوطن بهذه الربوع وشيد منازل تتماشى والخصائص المناخية القاسية، فامتزجت خضرة المكان بالقرميد الأحمر الناصع الذي يعلو أسقف المنازل ومع الاستقلال تحولت الجهة إلى قطب سياحي بامتياز إلا أن واقع هذه البلدية يطرح اليوم الكثير من الإشكاليات والتي طالما تذمر منها الأهالي . تعيش بلدية عين دراهم جملة من الإشكاليات أثرت سلبا على حياة المواطن وعلى جانبها السياحي والاقتصادي والبيئي،ويرى المواطن فريد بن محمد أن بلدية عين دراهم فقدت بريقها وجمالها إذ شوهت أملاك الأجانب شارع الحبيب بورقيبة فتهدمت منازل وتحولت أخرى للمنحرفين لتعاطي أم الخبائث وتحولت الأنهج والأزقة إلى أماكن مهجورة ما أجبر العديد من التجار على غلق محلاتهم التجارية ومغادرة المدينة نحو أماكن أخرى. من جهة أخرى أثار المواطن فوزي ظاهرة مياه الصرف الصحي التي غزت شوارع وأنهج المدينة إذ لا يخلو تجمع سكني من هذه المياه خاصة بحي الخضراء وحي الزهور والحبيب ثامر وأمام بعض المؤسسات العمومية (المستشفى المحلي،الملعب البلدي،بعض البنوك) ما خلف استياء وطالب بتدخل عاجل لإنهاء هذا الإشكال خاصة مع تواجد فرع لديوان التطهير إلا أن أبوابه مغلقة منذ إحداثه هذا بالإضافة إلى ما تعرفه المدينة من تراكم لمياه الأمطار والتي تسببت في انسداد القنوات وإغراق الأنهج والشوارع في الأوحال خاصة مع توقف أشغال برنامج حماية المدينة من الفيضانات بالإضافة إلى معاناته مع الانزلاقات الارضية والتي باتت تهدد مسكنه. من جهة أخرى أكد عبد الباقي ما تعانية مدينة عين دراهم من تراكم للفضلات رغم مساعي بعض الجمعيات وإحداث حاويات من الاسمنت المسلح إلا أن المصبات العشوائية بمداخل المنطقة البلدية ساهمت في تردي الوضع البيئي خاصة مع الإلقاء العشوائي للفضلات وغياب مصبات مهيأة إذ غزت هذه الفضلات المساحات الغابية بكل من ببوش والتبائنية. إلى جانب ذلك تعاني بلدية عين دراهم من تفشي ظاهرة الانتصاب الفوضوي رغم تواجد مكان لإحداث سوق تضم الباعة بالإضافة إلى الاختناق المروري في ظل عدم تنظيم محطات النقل والتي احتلت الأرصفة والأنهج والمؤسسات العمومية وعدم تهيئة الشعاب التي تمر وسط المدينة مخلفة روائح كريهة بعد أن تحولت الى مصبات للمياه المستعملة والقاء الفضلات. وفي سياق متصل فان الكثير من المشاريع المعطلة مازالت تعاني منها مدينة عين دراهم على غرار الملعب البلدي وتأخر البعض الآخر كتعبيد الطرقات وسط المدينة والقرية الحرفية،وتعيش عيون الجهة اهمالا بعد أن تخلت عنها بلدية الجهة أين أصبحت مرتعا للأوساخ والفضلات وكذلك بعض المنتزهات العائلية. تاريخ بلدية عين دراهم في سطور تأسست بلدية عين دراهم في 28 جوان 1892 بمقتضى أمر صادر عن الباي، وفي 29 سبتمر 1892 انعقدت الجلسة الأولى العادية للمجلس البلدي الذي كان يتركب من رئيس المجلس: القايد هلال بن عمار وغداة الاستقلال واستعادة الحرية والسيادة التونسية تكون أول مجلس بلدي في عهد الاستقلال يوم 17 ماي 1957 بقاعة الأفراح التي تعرف اليوم بدار الثقافة، وفي 4 جوان 1957عقد المجلس البلدي أولى جلساته برئاسة السيد الطاهر بن يوسف بوريال،وتبلغ مساحة بلدية عين دراهم 345هكتارا ويتجاوز عدد سكانها 50ألف ساكن . ◗ عمار المويهبي الخمائرية: بلدية فتية تعاني من رداءة البنية التحتية من بين البلديات المحدثة مؤخرا بمعتمدية عين دراهم (2017)بلدية الخمائرية المتاخمة للحدود الجزائرية والتي يبلغ سكانها 12215. بلغ عدد المسجلين للانتخابات البلدية 7095ناخبا وتقدمت بهذه البلدية قائمتان حزبيتان فقط ولمعرفة أهم الإشكاليات التي تعاني منها هذه البلدية قال المواطن عبد الرزاق مسلمي أنها تتمثل أساسا في رداءة البنية التحتية والتي باتت إشكالا يؤرق الأهالي خاصة أصحاب سيارات النقل الريفي مطالبا بضرورة التدخل العاجل لاستصلاح الطرقات التي أثرت فيها مياه الأمطار كثيرا واستحال المرور عبرها. إلى جانب ذلك تعاني هذه البلدية من مقر تتوفر به أبسط الضروريات إذ أن المقر الحالي عبارة عن بناية قديمة للمجلس القروي،كما تشكو هذه البلدية من تواضع المعدات اللوجستية للتدخل الحيني ومعالجة بعض الإشكاليات التي تعيشها هذه البلدية إلى جانب ضعف الإنارة بالطرقات والأنهج.