تعقدت وضعية أولمبيك مدنين وأصبح مهددا اكثر من أي وقت مضى من مغادرة الرابطة بعد هزيمته الثقيلة في الجولة الفارطة أمام نجم المتلوي برباعية دون رد..هزيمة صعّبت مهمة الفريق الذي لازم المركز الأخير برصيد 17 نقطة قبل جولتين من إسدال الستار على بطولة الرابطة الأولى وسيواجه تباعا النجم الساحلي في سوسة وترجي جرجيس في مدنين. «الصباح» تحدثت مع رئيس أولمبيك مدنين محمد السعيدي عن حظوظ الفريق لضمان البقاء وعن الأسباب التي أوصلته إلى هذه الوضعية..فكان ما يلي: - بعد الهزيمة الأخيرة أمام نجم المتلوي تعقدت وضعية أولمبيك مدنين ولم يعد مصيره بيده؟ مادامت هناك حياة..أمل البقاء قائم.. فريقنا ضحية المشاكل المادية بالأساس.. وليست لدينا مشاكل على مستوى الهيئة أو اللاعبين.. وللأسف لم نستطع مجاراة النسبق بسبب الاضرابات التي أقدم عليها اللاعبون خلال 6 مناسبات والتي أثرت على الجاهزية البدنية فضلا عن غياب عامل الخبرة رغم أننا نملك لاعبين ممتازين.. فليلة مباراة نجم المتلوي وعدتهم بتمكين كل لاعب من منحة بألفي دينار لكن للأسف لم يقدروا على الصمود وهذا سببه الأساسي المشاكل المادية وكان لا بد من توفير ظروف ملائمة للاعبين وتحفيزهم. -من يتحمل مسؤولية الوضعية التي وصل اليها الفريق؟ لن ألوم الحكام ولا الهياكل الرياضية ليس لديّ اختلاف مع أحد لكن هناك فئة معينة لا أعجبها عملت على بث البلبلة داخل الفريق خاصة على موقع التواصل الاجتماعي «الفايس بوك» وأثرت على الأجواء داخل الفريق.. لكنني تجاهلتها وحاولت ان أقوم بدوري على أحسن وجه والدليل أن الفريق قدم مردودا ممتازا في مرحلة الذهاب.. على صعيد آخر وجدت صعوبات مالية كبيرة وطلبت المساعدة لكن ما راعني أنه لا أحد حرّك ساكن وتم تجاهل مطلبي ووجدت نفسي أجابه المشاكل المادية لوحدي. -هل أنت راض على ما قدمته للفريق؟ ترأست الفريق منذ كان في الرابطة الثالثة وحققنا الصعود الى الرابطة الثانية ثم إلى الرابطة الأولى لذلك فانني لن أخجل أبدا للوضعية الحالية لأولمبيك مدنين وضميري مرتاح ولو وجدت الدعم والمساندة من قبل أبناء الجهة وميسوري الحال لكان الفريق في مرتبة ممتازة وبعيدا عن شبح النزول..كما أننا قمنا بانتدابات في محلها وحسب امكانياتنا. -الم يكن قرار مغادرة المدرب عفوان الغربي في غير محله؟ عفوان الغربي مدرب ممتاز وخلوق ولكنه انهزم في عديد المناسبات في مدنين كما أنه أبدى رغبته في المغادرة ورأينا أنه من الصالح ضخ دماء جديدة في الفريق وقررنا التعاقد مع المدرب لسعد معمر وهو مدرب معروف وكفء وليس نكرة لكنني أعترف أننا لم نساعده كهيئة مديرة وجمهور لأداء مهامه في أفضل الظروف.. فرغم المجهودات التي بذلها فانه لم يسلم من الشتم والسب خصوصا في مباراتنا ضد النادي الصفافسي لذلك خيّر الانسحاب وأنا لا أتحمل مسؤولية ما حدث. - هل كان فريقكم ضحية التحكيم؟ ليس لدينا مشكل مع أحد والحكام يخطؤون ويصيبون وعلينا تقبل ذلك ومساعدتهم على أداء مهامهم في أفضل الظروف بدل الضغط عليهم.. ودور المسؤولين دعمهم ومؤازرتهم لان الحكم في نهاية المطاف هو إنسان ومعرّض لارتكاب الأخطاء فقد تم حرماننا من عديد ضربات الجزاء أمام شبيبة القيروان ومستقبل قابس والملعب القابسي لكن علينا تقبل ذلك لأننا ننشط في بطولة محترفة. -تبدو مهمتكم شبه مستحيلة في المقابلتين المتبقيتين ضد النادي الصفاقسي وترجي جرجيس؟ أعرف أن الوضعية تعقدت لكن مهمتنا ليست مستحيلة.. فاذا قام اللاعبون بدورهم على أحسن وجه وضاعفوا مجهوداتهم في التمارين والمبارتين المتبقيتين فإن حظوظنا ستبقى قائمة خصوصا أن منافسينا لديهم مباريات صعبة جدا ومن الوزن الثقيل..فريقنا تألق هذا الموسم وحقق نتائج ايجابية أمام الكبار وآخرها العودة بنقطة التعادل أمام النادي الافريقي..وان لم يكتب لنا البقاء والنزول إلى الرابطة الثانية فذلك ليس اهانة بل بالعكس الرابطة الثانية مشوقة ومثيرة وفيها رونق وتسابق وتلاحق من أجل الصعود لكن في الرابطة الأولى فالأمور واضحة منذ البداية 4 فرق تراهن على اللقب والبقية يراهنون على ضمان البقاء منذ الجولة الافتتاحية. - هل ستواصل المهمة على رأس الفريق مهما كانت الوضعية؟ أولا لا بد من الإشارة إلى أن ميزانية أولمبيك مدنين لم تتجاوز 700 و750 ألف دينار.. نعم هذا الفريق الذي ينشط في رابطة محترفة لم تبلغ ميزانيته المليار على عكس بعض الفرق التي تفوقنا ب3 أو 6 نقاط فان ميزانيتها قاربت المليارين على غرار اتحاد بن قردان ووصلت إلى 10 مليارات في النادي البنزرتي..وعندما التقيت ذات مرة برئيس الترجي الرياضي حمدي المدب وقلت له بأن ميزانية أولمبيك مدنين لم تتجاوز 700 ألف دينار أكد لي أن هذا المبلغ يمثل رواتب ثلاثة لاعبين في الترجي الرياضي. وحتى اختم أفيد أنني لن أواصل مع الفريق واعتبر أن تجربتي كانت ناجحة وراضي على المجهودات التي بذلتها وليعلم الجميع أنني قدمت استقالتي 7 مرات هذا الموسم لوالي الجهة وتم رفضها.