مازالت فصول الأزمة التي تعصف بالأكاديمية السويدية تلقي بظلالها على السويد، عقب فضائح مالية وتهم بتضارب مصالح واستغلال نفوذ التي طفت على السطح، مما قد يؤدي إلى حجب جائزة نوبل للآداب2018. وبلغت الأزمة ذروتها وفق ما نقلته الصحافة العالمية عقب اجتماع الأكاديمية -التي تختار الفائزين بجائزة نوبل للآداب- في العاصمة السويديةستوكهولم، حيث أعلنت الأمينة الدائمة للأكاديمية سارا دانيوس أنه تم إعفاؤها من مهامها. وأحدث هذا الخبر ضجة كبيرة جعلت الوزير الأول السويدي ستيفان لوفان يطلب من أعضاء الأكاديمية استجماع قوتهم، مذكّرا بأن جائزة نوبل والأكاديمية يعتبران «شيئا مهما بالنسبة للسويد» وذلك دائما وفق ما نقلته الصحافة الدولية. وكانت القضية قد بدأت نوفمبر بعد نشر يومية «داغنس نيهيتر» السويدية شهادات 18 امرأة تتهم «شخصية ثقافية من الصف الأول» بالاغتصاب والاعتداء الجنسي. ويتعلق الأمر وفق ما كشفته الصحافة العالمية بالفرنسي جان كلود أرنو (71 عاما) زوج عضو الأكاديمية كاتارينا فروستنسن، وكانا يديران»المنتدى» الذي تشارك فيه النخبة في ستوكهلوم، وبتمويل جزئي من الأكاديمية السويدية. وبحسب الصحيفة ذاتها، فقد سرب أرنو أسماء عدد من الفائزين بجائزة نوبل للآداب قبل الإعلان الرسمي عنهم. وبناء على ما أوردته الصحيفة، طلبت أمينة الأكاديمية سارا دانيوس من مكتب محاماة تسليط الضوء على العلاقة التي تجمع الفرنسي وأعضاء الأكاديمية. ورغم أنه لم يعلن عن النتائج المتوصل إليها بشكل علني، كشفت دانيوس أن المحامين وقفوا على خروقات مالية في تسيير المنتدى، وكذلك أشياء تتعلق بتضارب المصالح، لأن الأكاديمية تدعم المنتدى في حين أن إحدى أعضائها -كاتارينا فروستنسن- تمتلك نصف سندات الملكية. وطلبوا من الأكاديمية رفع دعوى على»المنتدى». غير أن أغلبية أعضاء مجمع «الخالدين» (الأكاديمية) اعترضوا على هذا الإجراء، وصوتوا في 6 أفريل ضد الإطاحة بكاتارينا فروستنسن، لكن ثلاثة من المطالبين بإقالتها أعلنوا استقالتهم من الأكاديمية احتجاجا على إبقائها. ومع احتدام الجدل، أعلنت أمينة الأكاديمية سارا دانيوس إعفاءها من منصبها مع احتفاظها بعضوية الأكاديمية، لكنها قالت إنها لن تشارك في اجتماعات الأعضاء، وهو ما أثار احتجاج متابعين في السويد اعتبروا أن دانيوس كانت كبش فداء يُضحى بها ليحتفظ الرجال بمناصبهم ونفوذهم. وينص القانون الداخلي للأكاديمية على وجوب اجتماع 12 من الأعضاء ال18 لتعيين «خالدين» جدد، لكن عددهم الآن 11 فقط، حيث انسحبت الروائية كيرستين إيكمان في عام 1989 احتجاجا على رفض الأكاديمية التنديد بفتوى آية الله الخميني ضد الروائي سلمان رشدي بسبب كتابه «آيات شيطانية»، وبقي مكانها شاغرا منذ ذلك الوقت. كما اعتزلت الكاتبة لوتا لوتاس المجمع ولم تحضر أي جلسة منذ 2015. وفي سياق البحث عن حل، يمكن اللجوء إلى تجديد كل الأعضاء، وهذا ما قد يعصف بجائزة نوبل للآداب، لأن الأكاديمية السويدية هي التي تختار الفائز بهذه الجائزة العالمية. وهو ما جعل الملاحظين يستنتجون أن الأمور قد تصل حتى إلى حجب جائزة نوبل للآداب للعام الجاري وبطبيعة الحال هم يعتقدون أن كل ما حدث يؤثر سلبا على صورة الجائزة الأدبية الأبرز في العالم وعلى صورة الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة وقد قد كانت من قبل تقريبا شبه مقدسة.