عقدت هيئة ملتقى المبدعات العربيّات بسوسة ندوة صحفيّة عشيّة يوم أوّل أمس الخميس بفضاء دار قمر بالمدينة العتيقة لتقديم برنامج الدّورة 22 من ملتقى المبدعات العربيّات الذي ينتظم أيّام 26 و27 و28 أفريل الجاري والذي تمّ تخصيص موضوعه بعد تشاور وتفكير وفقا لما أدلت به الكاتبة العامّة لجمعيّة المبدعات العربيّات بسوسة الدّكتورة أميرة غنيم ل"تجليّات الذّات في إبداع المرأة العربيّة "حيث اعتبرت غنيم أنّ اختيار هذا الموضوع سيسمح بمسّ مجالات إبداعيّة مختلفة من أدب وشعر ورقص ومسرح وسينما.. باعتبار أنّ عمليّات الخلق الإبداعيّ لابدّ أن تكون فيها تجليّات ذات المبدع ولابدّ أن تكون محمّلة بلمسات ذاتيّة قد تبرز أو تخفت بحسب السّياقات الإجتماعيّة وبحسب هامش الحريّة المتاح في ظلّ وجود إكراهات وبروز نوع من الحركات بعد الثورات العربيّة جعل من التّساؤل عن مدى التزام المبدعة العربيّة وقدرتها على كشف ذاتها من خلال أعمالها الإبداعيّة تساؤلا مشروعا في ظلّ المحاذير والمكبّلات التي تلتزم بها المبدعة سواء بطريقة واعية أو بطريقة غير واعية كما اعتبرت الدّكتور أميرة غنيم أنّ من أهداف هذا الملتقى تسليط الضّوء على الأساليب والحيل الإبداعيّة التي تتوخّاها المبدعة حتّى يكون حديثها وتعبيرها عن ذاتها مستساغا ومقبولا في مجتمع ذكوريّ محافظ فكان التدبّر في الأشكال الفنيّة المعتمدة في الإبداع النسويّ للكشف عن الذّات أو التستّر عليها موضوعا جديرا بتأثيث ملتقى المبدعات العربيّات الذي سيقترح على ضيفاته العربيّات عبر نماذج من أعمالهنّ في مجالات إبداعيّة مختلفة مقاربة الموضوع بالتّساؤل عن أيّ خصوصيّة في التّعبير الإبداعي النّسويّ عن الذّات الأنثويّة؟ ثمّ كيف يواجه الإبداع النّسويّ صورة المرأة النّمطيّة التي ينتجها الإبداع الذّكوريّ من جهة وتؤبّدها المجتمعات التّقليديّة من جهة أخرى؟ وكيف يكون التّعبير الإبداعيّ عن الذّات الفرديّة أداة للتحرّر الفرديّ والجماعيّ؟ ثمّ أيّ أثر للرّقابة الاجتماعيّة في تكييف التّعبير الفنّي عن الذّات؟ وهل تمثّل القيود الاجتماعيّة عائقا أمام إجلاء الذّاتيّة أم محفّزا عليها؟ كلّها جملة من التّساؤلات التي ستحاول مبدعات عربيّات من مصر والمغرب والجزائر والأردن والسعوديّة والكويت وفلسطين فضلا عن تونس ومن خلال شهاداتهن الإجابة عنها كما ينتظم على هامش الملتقى ووفقا لما تقدّمت به رئيسة جمعيّة المبدعات العربيّات فوز الطرابلسي معرض للفنّ التّشكيلي بفضاء المتحف الأثريّ بسوسة بمشاركة الفنّانة التّشكيليّة منية الشّاهد وكريمة بن سعد وكنزة الصحراوي بن يحي إلى جانب تنظيم ثلاث ورشات وسهرة فنيّة تحييها فرقة أثر للموسيقى الوتريّة النسائيّة بسوسة بقيادة الأستاذة نادية الزرمديني وتنظيم رحلة استكشافيّة لأبرز المعالم الأثريّة بجهة السّاحل على شرف ضيفات الملتقى كما حرصت فوز الطرابلسي في ختام مداخلتها على التوجّه بتحيّة تقدير واعتراف بالجميل إلى الأستاذ عبد العزيز بلعيد الذي كان من أوّل مؤسّسي هذا الملتقى راجية له شفاء عاجلا على إثر وعكة صحيّة ألمّت به في الفترة الأخيرة. أنور قلاّلة