أخبار تونس – اختتمت يوم السبت 17 أفريل 2010 أشغال الدورة 15 لمهرجان المبدعات العربيات بسوسة تحت سامي إشراف السيدة الفاضلة ليلى بن علي رئيسة منظمة المرأة العربية، وبحث الملتقى خلال جلساته العلمية موضوع “الحداثة في إبداعات المرأة العربية” وقد اشرف على اختتام هذه التظاهرة السيد البشير التكاري وزير التعليم العالي والبحث العلمي. وتركزت أشغال الملتقى على جانبين أساسين يتوزعان بين الندوات العلمية والنشاطات الثقافية الموازية التي تحققت بمشاركة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والنيابة الجهوية للاتحاد الوطني للمرأة التونسية بسوسة لا سيما عبر تنظيم معرض للفنون التشكيلية لطلبة المعهد العالي للفنون الجميلة وأمسية شعرية ومنبر حوار حول “التربية الفنية ودورها في تنمية ملكات الناشئة” وسهرة موسيقية. وتوزعت أشغال الندوات على سبع جلسات علمية افتتحها رسميا السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث. وقد اعتمد الملتقى خمسة مجالات كبرى تمثلت في البحث عن أثر الحداثة وتجلياتها في إبداع المرأة العربية في الأدب شعرا ورواية ونقدا وفي الفنون التشكيلية والموسيقى والسينما وتضمنت 26 مداخلة توزعت ما بين دراسات علمية وشهادات. وخلصت أشغال الجلسات والنقاشات التي تلتها إلى جملة من التحديدات المفهومية والأفكار منها: - الحداثة نمط في إنتاج الحضارة يقوم على سيادة الإنسان ومسؤوليته في تقرير مصيره في حرية مطلقة. – المجتمعات العربية ترددت في علاقتها بالحداثة بين داعية إلى تبني الحداثة وبين رافض مواجه لها ومنغلق في ماضيه وبين من يسعى جاهدا إلى توازن واعتدال يفجران طاقات الحداثة للدفع بالانسان العربي إلى الرقي بحيث تكون الحداثة حركة واعية بالتحول عن السابق دون الانفصام عنه. وتبعا لما خلص إليه المشاركون والمشاركات في الملتقى انتهوا إلى تحديد توصيات منها: - الدعوة إلى مواجهة العوائق والصعوبات التي تحول دون حرية الذات الإبداعية لدى المرأة العربية. - الدعوة إلى صيانة كرامة المرأة والقطع مع المنوال “الشهرزادي” لأن كرامة الرجل من كرامة المرأة وكرامة الانسان لا تكتمل إلا بهما معا في أي من مجتمعات الكون. - مزيد الاستثمار في القطاعات الثقافية ودعم ثقافات الصورة المرئية وبعث قنوات ثقافية تعنى بترويج الثقافة الحداثية ونشر قيمها والتصدي إلى التيارات الساعية إلى اغتيال إنسانية الإنسان بتكبيل ملكات الإبداع الحرة فيه وتجميد كل توق إلى الحركة والحياة وفي مقدمتها تيارات الرجعية والسلفية. - ضرورة ربط الحداثة بالتنمية المستدامة من أجل خلق تراكم ثقافي مسترسل عبر الأجيال. - دعوة المبدعة العربية إلى القطع مع الرقابة الذاتية واتباع الجرأة في تعرية الذات وتجاوز القيود. - الانتباه إلى دور التنشئة الاجتماعية في خلق أجيال قادرة على تجاوز المحظورات الموروثة لإرساء ثقافة حداثية مجددة. ويشار إلى أن أشغال الملتقى بقدر ما سعت إلى إبراز تجليات الحداثة في إبداعات المرأة العربية بقدى ما أبرزت العراقيل التي تواجهها في استكمال عملها الإبداعي. ولدى إشرافه على اختتام الملتقى أكد السيد البشير التكاري وزير التعليم العالي والبحث العلمي ضرورة أن ينبني الإبداع النسائي على قيم الحداثة لان في ذلك دعم لمكاسب المرأة وإبراز لقدراتها ومؤهلاتها وتعزيز لموقعها في المجتمع. وابرز في هذا السياق أن المرأة التونسية أصبحت اليوم مثالا للمرأة العصرية الآخذة بأسباب الحداثة والمتمسكة بهويتها العربية الإسلامية مشيرا الى ان انصهارها في الحداثة جاء نتيجة إصلاح سياسي واجتماعي عميق انطلق مع صدور مجلة الأحوال الشخصية سنة 1956 وتدعم بفضل التشريعات والإجراءات العديدة التي اتخذها الرئيس زين العابدين بن علي منذ التحول. وأضاف إن تفعيل دور المرأة في الحياة السياسية وإدماجها ضمن الحركية العامة للتنمية جعل منها جزءا لا يتجزآ من صورة تونس المشرقة ومثالا للنجاح في التوفيق بين قيم الأصالة والحداثة مبينا أن تعميم التعليم بمختلف مراحله ونموه السريع على كافة المستويات أدى إلى إحداث مسار مكن المرأة من دخول مختلف حقول المعرفة وجعلها تنفذ إلى يخترقن فضاءات الإبداع والبحث في كل الميادين.