انطلقت أمس فعاليات المنتدى الاقتصادي الإفريقي على مدى يومين في تونس في نسخته الأولى، انتظم بالشراكة مع وزارة التجارة والبنك العربي للتنمية الاقتصادية بإفريقيا ووكالة التعاون الفني الألماني والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة ويشارك فيه 38 دولة إفريقية و140 مسئولا إفريقيا رفيع المستوى من القطاعين العمومي والخاص. وأفاد المفوض العام للمنتدى الاقتصادي الإفريقي راضي المؤدب، بان أشغال المنتدى تدور في جزأين أساسيين، الأول سيتيح للمسؤولين التونسيين وممثلين عن المؤسسات الحوار مع نظرائهم لعدد من الدول الإفريقية المتواجدة في هذه التظاهرة، وسيخصص الجزء الثاني من المنتدى للحوارات وتبادل وجهات النظر بين الفاعلين الاقتصاديين والماليين وكذلك المسؤولين حول خمسة مواضيع أساسية تهم قطاعات حيوية في اقتصاديات القارة السمراء. وأشار المؤدب إلى أن هذه المواضيع تتمحور بالأساس حول قطاع البنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصال والتعليم والتكوين المهني والتعليم العالي والصحة والصناعات الغذائية، معتبرا أن الطلب الأفريقي في كل قطاع من هذه القطاعات مهما خاصة انه في تنام متزايد ويمتاز العرض التونسي في هذه المجالات بالجودة وهو محل تقدير لدى الدول الإفريقية. وبين المؤدب أن حجم التعاون الاقتصادي بين تونس وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء مازال ضعيفا في وقت تحقق فيه القارة السمراء أرقام نمو عالية تصل إلى ما بين 5 و8 بالمائة، مطالبا بتقديم أفكار جديدة تساهم في تعزيز الأعمال وإنشاء شراكات بين تونس وبقية الدول الأفريقية بما يحقق المنفعة في ما بينها. وبين المفوض العام للمنتدى أن القارة الأفريقية تحتاج إلى إرادة قوية على جميع المستويات لاستقطاب استثمارات جديدة وتدفقات رؤوس الأموال إلى القارة الأفريقية بما يوفر واقعا جديدا لها ويضعها في المكانة اللائقة على الخريطة الاقتصادية للعالم ويساهم في تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية لأبنائها جميعاً ويفتح أمامهم آفاق المستقبل. من جهته، أقر رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، سمير ماجول أن السوق الإفريقية تمثل اليوم ساحة واعدة للاقتصاد التونسي في السنوات القادمة في حال تذليل الصعوبات على غرار نقص تواجد البنوك في بلدان القارة ونقص عدد الخطوط الجوية باتجاه هذه البلدان. واليوم ينتظر أن يحقق هذا المنتدى الاقتصادي بامتياز شراكات جديدة بين تونس والبلدان الإفريقية في القطاعات وخاصة تدعيم تواجد تونس في السوق الأفريقية وتنمية صادراتها في اتجاه القارة السمراء التي تعد متواضعة ولا تمثل إلا 2.2 بالمائة من مجموع الصادرات مقابل 75 بالمائة من الصادرات التونسية في اتجاه السوق الأوروبية.