يٌقاتلون بشراسة وكأنهم فعلا في معركة حقيقية، لديهم مهارات وقدرات استثنائية في دحر العدو وطرحه أرضا ونزع سلاحه، يمتلكون مهارات قتالية ودفاعية تكشف عن مدى جاهزيّتهم وقٌوّتهم وسيطرتهم على الوضع، ونحن نٌتابع «حركاتهم الهوائية» وسرعتهم في التحرك والقبض على العدو -التي تعززها إرادة صلبة وعزيمة من حديد لدحر كافة اشكال المخاطر الممكنة-خلنا للحظة بأنهم فعلا في ساحة القتال.. فالعرض القتالي للفوج 81 نقل للجيش الوطني الذي قدمته قواتنا العسكرية عكس مهارات عالية في فنون القتال والدفاع عن النفس تجاه عدو سواء كان حاملا لسلاح أبيض أو ناري وكان فعلا نموذجا في القوة والتحدي والإرادة فضلا عن العزيمة والإرادة الحديدية في استبعاد كافة اشكال المخاطر. هذا التّمرين الذي واكبته «الصباح»- والذي يندرج في إطار الزيارة الميدانية التي نظمتها ظهر الأربعاء الماضي وزارة الدفاع الوطني إلى الفوج 81 نقل للجيش الوطني بمجاز الباب جعلنا ندرك بأن التهديدات والمخاطر التي قد تحدق بالبلاد لا يمكن مطلقا أن تسجل حضورها في ظل القدرات والإمكانيات العالية علاوة على العزيمة الصلبة التي تحظى بها قواتنا العسكرية. فهذه الفٌنون والمهارات القتالية في الدفاع عن حٌرمة الوطن والذود عنه من اي خطر قد يتربص به تٌوجت لاحقا بتمرين عكس هو أيضا قدرات استثنائية لقواتنا العسكرية حيث تمثل التمرين في كيفية التعامل مع كمين إرهابي استهدف شاحنة عسكرية للسطو على شحنتها من خلال زرع لغم في طريقها وقد تخلل التمرين تبادلا لإطلاق النار مع عناصر إرهابية قبل التمكن من إيقافهم وتسليمهم لشرطة المرور العسكرية، ليستشف من التمرين السالف الذكر جاهزية وسرعة فائقة في التدخل بما يجعلك تطمئن على امن البلاد والعباد. عندما نقول فوج النقل يقفز الى الذهن صورا او تحفظ الذاكرة مشاهد على غرار مشهد الناقلات العسكرية التي يستعملها جنودنا في مختلف تدخلاتهم. لكن لا يمكن إدراك اهمية هذا الفوج ودوره المفصلي الا من خلال التحول اليه مباشرة ومعاينة جسامة ودقة مهامه. «جيش لا يملك فوجا للنقل هو جيش مشلول وجيش لا يملك وحدات مرور جيش رؤيته محدودة»، بهذه العبارة استهل عرض الفيديو الذي تضمن تعريفا دقيقا حول الفوج والمهام الموكولة إليه حيث تضم الثكنة العسكرية بمجاز الباب وحدات سلاح النقل التي تشكل أداة تنفيذ الإمداد والنقل وتنظيم التحركات في كامل منطقة العمليات. ويشمل سلاح النقل وحدات عملياتيّة وأخرى تكوينية وهي كما ذكرها العقيد عبد الحميد شويخ آمر الفوج 81 نقل تتكون كالأتي: من «الفوج 81 نقل»، وسرايا النقل المتوسط العضوية لأفواج الإسناد بالألوية»، ومركز تدريب النقل، ومركز تعليم السياقة. وتتمثل مهام سلاح النقل في تنفيذ المهام القتالية في إطار الدفاع عن حرمة الوطن طبقا لمعطيات الاستخدام العملياتي لوحدات جيش البر وسلاح النقل، علاوة على تنفيذ المهام ذات الطابع العام على غرار المساهمة في حفظ النظام ونجدة المواطنين عند الكوارث وفي مقاومة الحرائق.. ومن بين المهام الأخرى التي يضطلع بها سلاح النقل إيصال الإمدادات للوحدات المقاتلة والقواعد اللوجيستية وتحقيق الاحتياطات الضرورية للمراحل الموالية للمعركة، وتنظيم المرور وإرشاد الوحدات والقوافل فضلا عن مراقبة المسالك والطرقات والجسور والمعابر علاوة على إرشاد القيادة بصفة مستمرة عن حالة وإمكانيات شبكة المرور.. «الفوج 81 نقل» الذي يمتد على خمس معتمديات تابعة لثلاث ولايات (باجة: معتمديتي مجاز الباب وقبلاط. زغوان: معتمديتي بئر مشارقة والفحص. سليانة: معتمدية بوعرادة) تولى القيام بجملة من الانجازات والأعمال على غرار نقل صابة الحبوب ونقل الاختبارات الوطنية إلى جانب نقل صناديق الاقتراع وتامين الانتخابات ونجدة ونقل المواطنين في الفياضانات علما انه سيتولى في قادم الأيام تامين مختلف مراحل التي تهم الانتخابات البلدية المرتقبة على غرار تامين المواد الانتخابية ونقلها إلى مراكز الاقتراع المشمولة بمهامه. أما فيما يتعلق بمجال مقاومة الإرهاب فقد تمكن الفوج 81 نقل في 17 أكتوبر 2013 من القضاء على 9 إرهابيين والقبض على آخر خلال تنفيذ عملية عسكرية بمنطقة جبل التلة بقبلاط (منطقة دوار اسماعيل) كما أمكن له في جانفي 2015 بعد تمشيط جبال معتمدية الفحص، من إلقاء القبض على قاتل عون الأمن الشهيد محمد علي الشرعي.. من جانب آخر وفيما يهم مركز تدريب النقل فهو من المؤسسات التكوينية التابعة لجيش البر والمكلفة بالتكوين في الاختصاص لفائدة العسكريين المباشرين بجميع أصنافهم ومستوياتهم في مجالات النقل والمرور والسياقة من خلال تلقين جملة من المعارف والمهارات العسكرية المتعلقة بهذه المجالات وتنظيم تربصات السياقة والإشراف على امتحانات السياقة بكافة مراكز تعليم السياقة، وإسناد رخص السّياقة للعسكريين التابعين لوزارة الدفاع الوطني. هناك في مقر الفوج 81 نقل للجيش الوطني بمجاز الباب ابرز ما نستشفه من خلال جملة من التمارين التي واكبناها هو أن الانضباط سيد المشهد فضلا عن الجاهزية العالية في ظل دقة وجسامة المهام الموكولة اليه. تجدر الإشارة إلى أن الزيارة الميدانية خٌصصت في جانبها الاول الى المركز العسكري للتكوين المهني بباجة الذي ساهم في تكوين 1069 متربصا منذ تأسيسه سنة 2005 وفقا لما أدلى به العقيد عادل الوسلاتي آمر المركز.