على أنغام البيانو واللمسات السحرية الرقيقة للعازفة فيرونيك بارو افتتح وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين عشية الاثنين 30 أفريل 2018 الدورة الأولى لمهرجان السينما التونسية بقاعة عمار الخليفي بمدينة الثقافة في حضور هيئة تنظيم المهرجان وشيراز العتيري مديرة المركز الوطني للسينما والصورة ورئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة المخرج السينغالي موسى توري الفائز بالتانيت الذهبي في الدورة الماضية لأيام قرطاج السينمائية وعدد كبير من المخرجين السينمائيين والتقنيين والمنتمين لقطاع السينما تمثيلا وإنتاجا وإخراجا مثل الحبيب الشعري، منير بعزيز، نجيب عياد، رضا التركي، إبراهيم اللطيف، محرز القروي، الناصر خمير، ندى المازني حفيظ، مراد بن الشيخ، رضا الباهي، توفيق الباهي، كاهنة عطية، هشام بن عمار، محمد علي النهدي، عاطف بن حسين، طارق بن عبد الله، محمد شلوف، الحبيب المستيري، هشام بن عمار، فريد بوغدير ومحمد علي النهدي. وسواء كانت هذه الدورة التأسيسية والأولى لمهرجان السينما التونسية مثلما صرح مدير هذه الدورة المخرج مختار العجيمي في افتتاحها أو الدورة السادسة مثلما أصر المخرج إبراهيم اللطيف في تصريح ل»الصباح» أفادنا فيه بالخصوص بأن: «هذه الدورة السادسة في نسخة المهرجان القديم والذي توقف سنتين يعود بعدها إلى رد الاعتبار لمن أسسوا مهرجان السينما التونسية الذي كان اسمه أيام السينما التونسية ونحن كلنا عزم على تطويره والنهوض به وتأكيده حتى يكون قبلة وملاذا للسينمائيين والتقنيين التونسية ونطمح إلى أن نعقده كل سنة في جهة من جهات الجمهورية الداخلية.. نريد أن يكون فرصة لجوائز الأوسكار التونسية يجازى فيها أهل المهنة باختلاف اختصاصاتهم وأحب أن نسميها الدورة السادسة لأيام السينما التونسية.. نحن ننتظر انجاز قاعات السينما في كل المدن لنفيد ونستفيد وننهض بالقطاع». إرادة الفنانين وحماسهم يحركان الساحة الثقافية رحب مختار العجيمي مدير هذه الدورة ورئيس جمعية مخرجي الأفلام التونسية «مختار العجيمي» بالحضور على طريقته بتلقائية وبساطة، واعدا إياهم بالعمل والتفاني من اجل أن يكون مهرجان السينما التونسية موعدا سنويا قارا ينتظره جمهور السينما في تونس والقائمون عليه والفاعلون فيه من ممثلين ومخرجين وتقنيين ومنتجين وغيرهم بشغف آملين في التنافس البريء للحصول على جوائزه وهي 16 جائزة قيمتها الجملية ستكون هذا العام 150 ألف دينار قد ترتفع في السنوات المقبلة لتكون في مستوى الكفاءة الجيدة للسينمائيين التونسيين وقال: «المسابقة مفتوحة على جميع الأفلام التونسية الروائية والوثائقية الطويلة بما يزيد من حماس السينمائيين التونسيين لدعم التظاهرة بالمشاركة فيها.» وبعد تقديم أعضاء لجنتي تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة التي تتكون من موسى توريو رئيسا وفرانسواز غالوو وإيفو لوفوانو وسعاد حسينو وأحمد بوغابة وطارق بن عبد الله وفاروق عبد الخالق أعضاء، وأعضاء لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة ويترأسها «هشام بن عمار» وتتكون من ندى المازني حفيظ ولورون دوري، تناول الدكتور محمد زين العابدين الكلمة ليتمنى للتظاهرة مزيد التألق والدوام وليعبر عن ارتياحه لتحقق الكثير من أحلام وطموحات المثقفين التونسيين وتبلورها تباعا في هذه الأيام وارجع الحركية التي تشهدها الساحة الثقافية التونسية إلى إرادة الفنانين وحماسهم وقال:»إن وزارة الشؤون الثقافية ستقف دوما وراءهم لدعمهم ومساندة كل مبادرة فنية جادة ومن بينها مهرجان السينما التونسية الذي يطمح للكثير ونحن نسانده ليثبت وجوده ويحقق إشعاعه تماما مثلما ندعم كل المبادرات الجمعياتية وهي كثيرة في تونس ونحن نعرف ان ميزانيته قليلة ولكننا سنعمل على الترفيع فيها بما يتلاءم مع أهميتها». ورأى الوزير انه لا بد من الاتجاه بمثل هذه المبادرات للجهات الداخلية لينتفع المواطن التونسي حيث وجد بما تصرفه الدولة من أموال . تكريم وتبجيل والياس الزرلي دائما في البال اختار القائمون على هذه الدورة من مهرجان السينما التونسية أن يكرم إبراهيم اللطيف والحبيب المستيري رمزين من رموز السينما التونسية وهما منير بعزيز الذي عمل مساعد مخرج أهم وانجح الأفلام التونسية والحبيب الشعري التونسي الذي مثل في عدد كبير من الأفلام الأجنبية التي صورت في تونس ومن بينها أفلام المخرج الايطالي روسليني وقد وصل عدد أعماله إلى أكثر من 70 عملا وقد عبر هذا الثنائي عن عميق شكرهما وسعادتهما بهذا التكريم وبهذه اللفتة وترحم جميع الحضور على المخرج الراحل «الياس الزرلي» الذي كان بدوره مخرجا مساعدا وقد خصه إبراهيم اللطيف بلحظة صدق مشاعر ووفاء وتحية إكبار في حجم ما قدمه للسينما التونسية من جليل الخدمات. وقد صرح منير بعزيز ل«الصباح» بأنه يعتبر ان التكريم يتجاوز شخصه ليشمل كل من اختار السينما كحياة لا كمهنة وأضاف: «أنا لم اندم لأنني حال عودتي من الدراسة اخترت أن أكون سينمائيا مستقلا وان أساهم في بناء سينما تونسية بديلة وملتزمة بقضايا المجتمع التونسي وأتمنى أن تصل التشريعات -وهي متأخرة جدا- إلى مستوى تطور الحركة السينمائية في تونس كما أنني فخور بالتعامل مع كل المعنيين بالقطاع ومستعد للمساعدة دائما» . شمل التكريم أيضا المخرج الراحل «حمودة بن حليمة» بعرض فيلم «خليفة الأقرع» في نسخة مرقمنة في سهرة الافتتاح باعتباره احد أيقونات السينما التونسية وقد تم تصويره بين سنتي 1967 و1968 عن رواية للبشير خريف، وهو حسبما صرح به السينمائي هشام بن عمار براءة السينما التونسية وفخرها حيث تم انجازه في ظروف صعبة وإمكانيات محدودة للغاية وانه تم الاشتغال كثيرا على هذه النسخة التي كادت تضيع وتتلاشى وتم إنقاذها وإعدادها لتعرض في مثل هذه المناسبة المهمة. ولكن هل كان اختيار هذا الفيلم للعرض في سهرة الافتتاح، حتى وان أريد به التكريم، صائبا والحال أن الساحة تعج بالأفلام التونسية الجديدة خاصة وان شعار الدورة هو التعريف بالسينما التونسية الشابة والمتوجة بالجوائز حيث عرضت عربيا وعالميا؟ الأكيد أن الإجابة لا. ◗ علياء بن نحيلة برنامج المهرجان يتضمن برنامج مهرجان السينما التونسية 25 فيلما طويلا، 17 منها روائية و8 أفلام وثائقية، وسيعرض اليوم الأربعاء 2 ماي 2018، فيلم «أنا فين؟» لإلياس بكار ووثائقي «كسكسي حبوب الكرامة» لحبيب العايب، وفيلم «حب الرجال» لمهدي بن عطية، وفيلم «نحبك هادي» لمحمد بن عطية، و»آخر واحد فينا» لعلاء الدين سليم، و»زيزو» لفريد بوغدير. وغدا الخميس 03 ماي 2018، سيكون الجمهور على موعد مع أفلام «رزق الباي ليك» لحبيب المسلماني، و»على كف عفريت» لكوثر بن هنية، و»همس الماء» للطيب الوحيشي، و»زهرة حلب» لرضا الباهي. ويوم الجمعة 04 ماي 2018، سيتابع الجمهور الأفلام الوثائقية: «خواتات» للطيفة دغري وسالم الطرابلسي، و»زينب تكره الثلج» لكوثر بن هنية، و»تنسى كأنك لم تكن» لرضا التليلي، وأفلام: «ليليا فتاة تونسية» لمحمد الزرن، و»تالة حبيبتي» لمهدي هميلي، و»شرش» لوليد مطار، و»الجايدة» لسلمى بكار ويوم السبت 05 ماي 2018، سيقع عرض أفلام «آخر الرحل» لحمدي بن يحمد، و»هيام» لأنس كمون، و»حماية 1881» لطارق إبراهيم، و»همس الرمال» لناصر خمير، و»بنزين» لسارة العبيدي.