القاهرة – طرابلس (وكالات) قتل 12 شخصا على الأقل أمس في هجوم «انتحاري» استهدف مقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في طرابلس، وأعلن تنظيم «داعش» الارهابي المسؤولية عنه من خلال وكالة اعماق ذراعه. ووفق ما أعلنت مصادر امنية ووزارة الصحة، فقد خلف الهجوم سبعة جرحى أيضا فيما تحدث شهود عن تصاعد أعمدة الدخان الكثيف من الموقع وسماع إطلاق نار. وبحسب ما اوضح محمد الدامجة المسؤول الامني الكبير في طرابلس، فقد دخل اربعة مسلحين الى مبنى المفوضية صباحا مضيفا "قتلوا الحراس قبل ان يطلقوا النار على الاشخاص المتواجدين في المكان". واضاف ان اثنين من المهاجمين على الاقل قاما لاحقا بتفجير عبوتيهما عند وصول قوات الامن موضحا ان النيران اشتعلت في المبنى الذي لحقت به اضرار كبرى. واعلنت وزارة الصحة الليبية في حصيلة جديدة ان الهجوم اوقع 12 قتيلا على الاقل وسبعة جرحى. وأفادت حكومة الوفاق الوطني في بيان انها تتابع "تداعيات الهجوم الانتحاري الغادر الذي استهدف مقر المفوضية العليا للانتخابات من قبل مجهولين". وبحسب شهود، سمع اطلاق نار في محيط مقر المفوضية التي ارتفعت منها سحب الدخان الاسود. وأكد البيان الحكومي أن الهجوم "لن يثني حكومة الوفاق الوطني عن دعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات والتزام الحكومة بالمسار الديموقراطي لاجراء الانتخابات التي ستصل بليبيا إلى بر الأمان". من جهتها نشرت وزارة الصحة "حصيلة موقتة" تشير الى سقوط ثلاثة جرحى اصاباتهم خطرة. وتتنازع سلطتان الحكم في البلاد، حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ومقرها في طرابلس، واخرى تمارس سلطتها على شرق ليبيا بدعم من المشير خليفة حفتر. ولحل هذه المسألة تحث الاممالمتحدة على اجراء انتخابات في البلاد في العام 2018. وكانت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات التي تعتبر بين المؤسسات المستقلة والتي تحظى بمصداقية، نظمت عمليتي انتخابات تشريعية في البلاد عامي 2012 و 2014 وكانت اول عمليات اقتراع تشهدها البلاد منذ 42 عاما. وانجزت عملية تسجيل الناخبين للانتخابات الجديدة التي لم يحدد موعدها بعد. إدانة أممية من جهتها، أدانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا الهجوم الإرهابي ليوم أمس. وقالت البعثة، في تغريدة لها عبر تويتر، إن هذه الاعتداءات الإرهابية لن تثني الليبيين عن المضي قدما في مسيرة إرساء الوحدة الوطنية ودولة القانون والمؤسسات . ودعت السلطات الليبية إلى ملاحقة المجرمين ومحاسبتهم بأسرع وقت. وقال مصدر المفوضية، في تصريح للأناضول، مفضلا عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالحديث للإعلام، أن من بين القتلى موظفون بالمفوضية وعناصر أمنية تقوم بحماية المقر، دون تحديد عدد الضحايا من كل طرف. وأشار إلى أن الهجوم وقع بعد أن فجر عنصر من التنظيم الإرهابي نفسه داخل مقر المفوضية، قبل أن يتسلل مسلحون آخرون ويشتبكون مع عناصر من الأجهزة الأمنية التي تقوم بحماية المقر. ومن المرتقب إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل نهاية العام 2018 في ليبيا، وفق خارطة طريق للأمم المتحدة، تشمل أيضًا إقرار دستور، وتحقيق مصالحة وطنية شاملة. ويتصارع على النفوذ والسلطة والشرعية في ليبيا، قوتان سياسيتان هما: حكومة الوفاق الوطني، المدعومة دوليا، في العاصمة طرابلس (غرب)، والقوات التي يقودها خليفة حفتر، المدعومة من مجلس النواب بطبرق (شرق).