شهدت صباح أمس محطة القطار بحمام الأنف حالة من الاحتقان والفوضى جراء تعمد سائق القطار تعطيل الركاب عن التوجه إلى مقاصدهم سواء العمل أو الدراسة حيث ظل لقرابة ساعة ونصف دون أن يبارح القطار المحطة مما أدى إلى الاعتداء على السائق المذكور من قبل عدد من الركاب. وعن حيثيات الحادثة التي جدت ذكر مصدر أمني تابع لمنطقة الأمن الوطني بحمام الأنف أنها تتمثل في أن القطار بلغ محطة حمام الأنف عند السابعة و25 دقيقة بدل السابعة و15 دقيقة أي بتأخير ناهز العشر دقائق، ورغم هذا التأخير فان السائق المذكور تعمد مزيد تعطيل الركاب من خلال نزوله من غرفة القيادة الخاصة بالقطار ومحاولة تفقد الأبواب إن كانت مغلقة أم لا وذلك على خلفية الحادثة التي جدت مؤخرا والتي تمثلت في وفاة امرأة بسبب عدم غلق أحد الأبواب، وهو الأمر الذي خلق حالة من التشنج والاحتقان لدى المسافرين الذين ثارت ثائرتهم خاصة بعد مضي قرابة ساعة ونصف من التأخير دون انطلاق القطار وتعمد السائق في المقابل استفزازهم بالقول انه سيقوم بتفقد الأبواب يوميا خوفا من حصول حادثة وفاة أخرى وإيقافه مثلما حصل في وقت سابق مع زميل له وهو ما أثار غضب المسافرين وزاد في غليانهم إذ حاولوا الاعتداء عليه لولا إسراعه وتمكنه من الصعود إلى القطار والبقاء في غرفة القيادة إلى حين قدوم أعوان الأمن بعد أن اتصل بهم طالبا التدخل السريع من أجل إنقاذه من المواطنين «الغاضبين» و»الثائرين»، فتنقل على الفور قرابة 20 عونا إلى محطة القطار بحمام الأنف حيث قاموا بإنزاله تحت حراسة أمنية مشددة واقتادوه إلى مقر مركز الأمن بحمام الأنف. وأشار مصدرنا في ذات السياق أن المواطنين بجهة حمام الأنف طالبوا بتغيير السائق المذكور الذي يتعمد في كل مرة تأخيرهم عن مصالحهم وقد أمضوا عريضة للغرض تم بموجبها توفير سائق آخر. في المقابل أصدرت الشركة الوطنية للسكك الحديدية بلاغا أكدت من خلاله أنه بعد تعطل حركة القطارات وحالة الاحتقان التي شهدتها محطة حمام الأنف فقد أذنت بفتح بحث تحقيقي في الغرض على اثر التعطيل الحاصل في بعض سفرات قطارات الأحواز الجنوبية لتونس العاصمة لتحديد أسباب التعطيل، ونددت الشركة بالعنف الذي طال بعض أعوانها داعية جميع الأطراف إلى عدم تعطيل سير المرفق العام واحترام الغلق الآلي للأبواب مؤكدة في ذات السياق بأنها ستتخذ الإجراءات القانونية ضد كل من يثبت تورطه في تعمد تعطيل السفرات والسير العادي لحركة القطارات. إلى ذلك كانت قد جدت حادثة قبل أسابيع قليلة تحديدا في أواخر أفريل الفارط تتمثل في وفاة امرأة على مستوى محطة الطاهر صفر بمدينة حمام الأنف عندما همت الضحية بقطع السكة الحديدية وقد أذن على إثرها قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية ببن عروس المتعهد بالملف بإصداربطاقة إيداع بالسجن ضد سائق قطار الضاحية الجنوبية وهو ما أثار حفيظة زملائه الذين احتجوا بالتوقف عن العمل طيلة بعض الساعات.