القدس المحتلة - دمشق (وكالات) في تصعيد غير مسبوق وعقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، أعلن الجيش الإسرائيلي استهدافه الليلة قبل الماضية بغارات جوية عشرات «المواقع العسكرية الإيرانية» في سوريا، ردا على ما قال إنه إطلاق صواريخ تعرضت له مواقع تابعة له في الجولان المحتل، من جانب قوات إيرانية متمركزة داخل الأراضي السورية. يأتي هذا في حين أوضح مصدر عسكري سوري أن «بعض الصواريخ استهدفت مواقع في ريف دمشق بينها فوج الدفاع الجوي قرب الضمير» في القلمون الشرقي قرب دمشق. وفي تصريح أدلى به لصحافيين بالقدسالمحتلة، ذكر المقدم جوناثان كونريكوس المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أن العملية التي تمت ليلا، وتعتبر من بين الأهم في السنوات الأخيرة، والأكبر ضد أهداف إيرانية، استهدفت مصدر إطلاق صواريخ، ومنشآت استخباراتية ولوجستية ومستودعات، فيما قال وزير الحرب أفيغدور ليبرمان أمس أن الجيش الإسرائيلي ضرب «كل البنى التحتية الإيرانية تقريبا في سوريا»، مضيفا أمام اجتماع أمني «عليهم أن يتذكروا المثل القائل: إذا أمطرت علينا، فستهب العاصفة عليهم». وقال ليبرمان «آمل أن نكون انتهينا من هذا الفصل وأن يكون الجميع قد فهم الرسالة». يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تتهم فيها إسرائيل إيران باستهدافها من سوريا منذ بدء النزاع في هذا البلد قبل ثماني سنوات. مقتل 23 مقاتلا على الأقل وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أسفرت الضربات الجوية الأكثر كثافة التي تشنها إسرائيل إلى حد الآن داخل الأراضي السورية عن مقتل 23 مقاتلا على الأقل، بينهم خمسة من قوات النظام السوري و18 عنصرا من القوات الموالية له. وطبقا لما أوردته وزارة الدفاع الروسية أمس، فقد استخدمت إسرائيل فيها 28 طائرة حربية وأطلقت 70 صاروخا. وأضافت الوزارة أن الدفاعات الجوية السورية تمكنت من إسقاط أكثر من نصف الصواريخ التي أطلقتها إسرائيل. كما أشارت إلى أن الطائرات المستخدمة هي من طراز «إف -15»، و»إف -16»، بينما استخدمت 60 صاروخا «أرض-جو» و10 صواريخ «أرض-أرض» أطلقت من إسرائيل. تأكيد سوري من جهته، أكد الجيش السوري أنه أسقط عشرات الصواريخ الإسرائيلية، مشيرا أن بعضها استهدف مواقع عسكرية لم تحدد مناطق تواجدها. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري قوله أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت «كتائب الدفاع الجوي والرادار ومستودع ذخيرة» من دون تحديد موقعها، في حين أوضح مصدر من القوات الموالية لدمشق أن «بعض الصواريخ استهدف مواقع في ريف دمشق بينها فوج الدفاع الجوي قرب الضمير» في القلمون الشرقي قرب دمشق. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمان أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مواقع عدة إيرانية وتابعة ل»حزب الله» اللبناني في جنوب البلاد ووسطها وفي محيط دمشق. وقال إن «الصواريخ طالت مواقع عدة في محيط دمشق، بينها في بلدة معضمية الشام حيث يتواجد حزب الله والإيرانيون»، كما استهدفت «مواقع يعتقد أنها تابعة لحزب الله جنوب غرب مدينة حمص (وسط)، وأخرى تابعة للحزب ذاته في المثلث الواصل بين ريف دمشقالجنوبي ومحافظتي درعا والقنيطرة» جنوبا. مرحلة جديدة من العدوان هذا التصعيد العسكري الاسرائيلي الجديد اعتبرت دمشق أمس أنه يشير إلى بدء مرحلة جديدة من العدوان على سوريا. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية، أن دخول الكيان الصهيوني وداعميه في المواجهة بشكل مباشر بعد أن كان متخفيا وراء أدواته الإرهابية يؤشر إلى أن مرحلة جديدة من العدوان على سوريا قد بدأت مع الأصلاء بعد هزيمة الوكلاء. ورأى المصدر، أن الضربات تأتي ردا على هزيمة أدواته من المجموعات الإرهابية. وأكد المصدر، بحسب الوكالة، أن هذا السلوك العدواني للكيان الصهيوني لن يفلح في إحياء المشروع التآمري المهزوم في سوريا ولن يؤدي إلا إلى زيادة التوتر في المنطقة الأمر الذي يشكل تهديدا جديا للأمن والسلام الدوليين. بريطانيا تدين إيران.. والبحرين تؤيد الضربات الاسرائيلية لندن - المنامة (وكالات) أدان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الهجمات الصاروخية الإيرانية على قوات إسرائيلية وحث الجمهورية الإسلامية على الكف عن أي تصرفات قد تزعزع استقرار المنطقة، فيما أعرب نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة عن تأييد البحرين للضربات التي نفذتها تل أبيب الليلة قبل الماضية باعتبارها «دفاعا عن النفس» في مواجهة الخطر الايراني. وفي مؤتمر صحفي عقده في لندن أمس، قال جونسون إن "المملكة المتحدة تدين بأشد العبارات الهجمات الصاروخية الإيرانية على القوات الإسرائيلية» و»تدعم بقوة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". وأضاف وزير الخارجية البريطاني: "ندعو إيران للكف عن أي تصرفات لا تؤدي سوى لزيادة عدم الاستقرار في المنطقة. من المهم تفادي مزيد من التصعيد الذي لن يكون في مصلحة أحد". من جهتها، أعربت مملكة البحرين أمس في موقف غير مسبوق، عن تأييدها للضربات التي تنفذها تل أبيب بهدف «تدمير مصادر الخطر»، في إشارة إلى مواقع إيرانية في سوريا، معتبرة أنها تأتي «دفاعا عن النفس» في مواجهة إيران. وذكر وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة على حسابه ب»تويتر»: «طالما أن إيران أخلّت بالوضع القائم في المنطقة واستباحت الدول بقواتها وصواريخها، فإنه يحق لأي دولة في المنطقة ومنها تل أبيب أن تدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر». أهم الضربات الاسرائيلية داخل الأراضي السورية منذ 2013 بيروت (وكالات) منذ السنوات الأولى للحرب الدائرة في سوريا، والتي دخلت عامها الثامن، نفذت إسرائيل عدة ضربات داخل الأراضي السورية ضد مواقع تابعة للنظام وأخرى يسيطر عليها الحليفان حزب الله وإيران. وفي ما يلي أهم هذه الضربات منذ 2013 - 2013 - - 30 جانفي: قصف الطيران الإسرائيلي موقعا لصواريخ أرض-جو قرب دمشق ومجمعا عسكريا قال مسؤول أمريكي إنه يشتبه بوجود مواد كيميائية بداخله. وأكدت إسرائيل حينها ضمنا الغارة مجددة التحذير بأنها لن تسمح بنقل أسلحة من سوريا إلى حزب الله اللبناني. - 3 و5 أماي: غارتان قرب دمشق استهدفتا مركز الأبحاث العلمية في جمرايا، بالإضافة إلى مستودع للذخيرة وبطارية للدفاع الجوي، كما أعلن دبلوماسي في بيروت. قتل 42 جنديا سوريا في الضربة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. -2014 إلى 2016 - - 7 ديسمبر 2014: سوريا تتهم إسرائيل بشن غارتين على مواقع قرب دمشق، في الديماس والمطار الدولي. - 19 ديسمبر2015: مقتل سمير القنطار الذي سجن لفترة طويلة في إسرائيل، في غارة على ضواحي دمشق، بحسب حزب الله الذي اتهم إسرائيل باغتياله. - 7 ديسمبر 2016: عدة صواريخ إسرائيلية تضرب المنطقة المحيطة بقاعدة المزة العسكرية (ضواحي دمشق) والتي تضم مقر المخابرات الجوية. وتعرض المطار لضربة ثانية في 13 جانفي 2017. - 2017 - - 17 مارس: إسرائيل تعلن أنها استهدفت أسلحة «متطورة» قالت إنها كانت في طريقها لحزب الله قرب تدمر في وسط سوريا. - 27 أفريل: سوريا تتهم إسرائيل بإطلاق صواريخ على موقع عسكري قرب مطار دمشق، والمرصد السوري لحقوق الإنسان يشير إلى انفجار مستودع للأسلحة يعود إلى حزب الله على ما يبدو. - 7 سبتمبر: غارات جوية أسفرت عن مقتل اثنين في موقع عسكري في غرب سوريا. - 22 سبتمبر: طائرات إسرائيلية تغير على مستودع لحزب الله قرب مطار دمشق. - 16 أكتوبر: الجيش الإسرائيلي يؤكد أنه دمر بطارية صواريخ شرق دمشق ردا على إطلاق صاروخ سوري استهدف طائرات تجسس إسرائيلية فوق لبنان. - 2 ديسمبر: طائرات إسرائيلية تغير على مواقع قرب الكسوة جنوبدمشق، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي 4 من الشهر نفسه: تستهدف طائرات إسرائيلية منطقة جمرايا ومخازن أسلحة، وفق المرصد. - 2018 - - ليل 8-9 جانفي: عدة غارات جوية وإطلاق صواريخ قرب دمشق استهدفت مستودعات أسلحة للجيش السوري وحزب الله وفق المرصد السوري. - 7 فيفري: وزارة الدفاع السورية تعلن تدمير صواريخ إسرائيلية استهدفت موقعا عسكريا قرب دمشق، والمرصد السوري لحقوق الإنسان يعلن أن صواريخ أخرى استهدفت مستودعا للأسلحة قرب جمرايا. - 10 فيفري: إسرائيل تعلن عن غارات «واسعة النطاق» في سوريا، ضد 12 هدفا بعد اعتراض طائرة بدون طيار انطلقت من سوريا. وللمرة الأولى، تؤكد إسرائيل علنا استهداف مواقع إيرانية. وبعد تعرضها لإطلاق نيران سورية مضادة للطائرات، تحطمت مقاتلة إسرائيلية من طراز «إف -16» في شمال إسرائيل. وأعلن الجيش أن أحد الطيارين أصيب بجروح خطرة. - 9 أفريل: إطلاق صواريخ ضد قاعدة التيفور العسكرية في محافظة حمص وسط سوريا ومقتل 14 عسكريا بينهم سبعة إيرانيين. إيرانوسوريا وروسيا تحمل إسرائيل مسؤولية الغارة. - 26 أفريل: وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يهدد بأن إسرائيل ستتصدى لأي محاولة لترسيخ الوجود العسكري الإيراني في سوريا. - 29 أفريل: مقتل 26 مقاتلا على الأقل «غالبيتهم» إيرانيين في ضربات إسرائيلية على مواقع عسكرية للجيش السوري، وفق المرصد الذي قال إن هذا القصف «الإسرائيلي على الأرجح» استهدف مطارا عسكريا في حلب في الشمال، واللواء 47 في حماة في الوسط حيث تتمركز قوات إيرانية. - 8 ماي: مقتل 15 مقاتلا أجنبيا يقاتلون مع القوات السورية وبينهم ثمانية إيرانيين في ضربة ليلية نسبت إلى إسرائيل وفق المرصد واستهدفت مستودع أسلحة للحرس الثوري الإيراني في منطقة الكسوة جنوبدمشق. أكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الجيش السوري اعترض صاروخين إسرائيليين. - 9 و10 ماي: إطلاق عشرات الصواريخ ليلا من سوريا على القسم المحتل من هضبة الجولان السورية وفق المرصد. والجيش الإسرائيلي يؤكد أنه نفذ سلسلة غارات ضد عشرات الأهداف الإيرانية وأنه استهدف «كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا». وتندلع مواجهات بصورة متكررة بين إسرائيل والقوات السورية وحزب الله على جبهة الجولان التي تحتل إسرائيل 1200 كيلومتر مربع منها منذ 1967 قبل أن تعلن ضمها في 1981 في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي. ولا تزال 510 كيلومترات مربعة من الهضبة تحت سيطرة سوريا. ولا يزال البلدان عمليا في حالة حرب.