حمل الاتحاد المحلي للشغل بجلمة كامل المسؤولية لما الت اليه الامور في جلمة امس لوالي سيدي بوزيد وأعلن في الاطار الدخول في إضراب عام اليوم الثلاثاء، ويأتي القرار على خلفية ما سجلته المنطقة من احتجاجات ومواجهات مع قوات الأمن واستعمال مفرط للغاز المسيل للدموع وتسجيل إصابات في صفوف المواطنين. وكانت قوات الأمن قد توجهت صباح أمس الاثنين رفقة أعوان الشركة الوطنية للكهرباء والغاز من اجل ربط بئر السوائبية التي تم حفرها منذ سنة 2014 وتعطل استغلالها بسبب احتجاجات الأهالي التي تجددت أمس وأعربوا خلالها عن رفضهم للتدخل بالقوة العامة الأمنية، وقاموا بإغلاق الطريق الوطنية عدد 3 وإشعال العجلات المطاطية، كما منعوا أبناءهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة فتعطلت الدروس والامتحانات في بعض المؤسسات التربوية. وترفض التحركات حسب تصريحات عدد من المواطنين في جلمة، مواصلة استنزاف المائدة المائية في المنطقة ودخول البئر الجديد حيز العمل وانتفاع جهات اخرى بمردوديته في ظل تسجيل نقص فادح في مياه الشرب في الجهة ومعاناة الأهالي من ضعف في منسوب الماء ومن رداءة في النوعية. وشهدت المدينة لأكثر من 6 ساعات متتالية حالة من الاحتقان تم خلالها استعمال مفرط للغاز المسيل للدموع ما تسبب في حالات من الاختناق والإغماء في صفوف المواطنين بعد دخول الغاز الى منازلهم وسجلت إصابات تم على إثرها نقل شخصين الى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد. من جانبه بين والي سيدي بوزيد أنيس ضيف الله في تصريحه ل»الصباح»، ان الالتجاء للقوة العامة فيما يتصل ببئر السوائبية جاء بعد سلسلة من اللقاءات والمفاوضات مع اهالي المنطقة تم خلالها الوصول الى الاتفاق على تمكين عدد من الفلاحين من رخص اضافية لحفر ابار وكهربة وزارة الفلاحة لعدد اخر من الابار التي شح مردودها مع اقرار منطقة سقوية.. وافاد انه وعلى خلاف الاتفاق السالف ذكره اتجه اهالي المنطقة يوم امس الى العودة الى الاحتجاج والترفيع في سقف المطلبية بتنصيص على حصول المنطقة على نسبة من ارباح البئر وتشغيل عدد من شباب جلمة في الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه وهو ما اعتبرته السلط الجهوية مطالب مشطة غير قابلة للتطبيق.. وفيا يتعلق باقرار والي سيدي بوزيد استعمال القوة العامة لإتمام إشغال بئر السوائبية، قال ان سيدي بوزيد وبالأخص معتمدية جلمة تعاني من نقص فادح في مياه الشرب وأمام ما تفرضه الفترة القادمة من تحديات حلول شهر رمضان والصائفة وتواصل رفض الأهالي لمسالة مواصلة الاشغال لم تجد السلط الجهوية أي حل غير التوجه الى استعمال القوة. واشار في السياق ذاته الى ان البئر المذكورة تكتسي أهمية بالغة في المنظومة المائية بكامل ولاية سيدي بوزيد، لذلك كان من الضروري الانطلاق في استغلالها قبل رمضان والصائفة وعدم ارجاء الاشغال اكثر كما طالب ممثلي المجتمع المدني وعدد من الفائزين في الانتخابات البلدية، فمن شان قوة تدفق البئر التي تبلغ 60 لترا في الثانية، ان تحسن اولا من نوعية الماء التي تثير عديد التشكيات (مياه مالحة) بالمنطقة ومن المنتظر ان ينتفع بها ساكن على 5 معتمديات وهي جلمة وسيدي بوزيد الشرقية وسيدي بوزيد الغربية واولاد حفوز والسعيدة، فضلا عن حوالي 500 عائلة من وسط مدينة جلمة مازالت الى اليوم تعاني العطش خارج تغطية شبكة الشركة الوطنية لتوزيع واستغلال الماء. واضاف انيس ضيف الله ان البئر سيكون لها الاثر حتى على الجانب التنموي في الجهة اين سيزود المنطقة الصناعية الجديدة بام العضام وسوق الانتاج للوسط الذي يصنف من المشاريع الكبرى في المنطقة ومنه المستشفى الجهوي الجديد المبرمج بالمنطقة. يذكر ان الاحتجاجات التي بدات يوم امس في محيط بئر السوائبية ثم تحولت بعد التدخل الأمن الى وسط المدينة لتنطلق اشغال الربط تحت رقابة امنية افاد والي سيدي بوزيد أنها ستمتد على ال48 ساعة القادمة. وبالتوازي مع ذلك سجلت معتمدية جلمة صدور عدد من الاستدعاءات الأمنية لشباب من المنطقة منذ يوم 11 ماي الجاري استهدفت مدونين ونشطاء في المجتمع المدني.