نظرا لعدم التمكن من تنفيذ نشاطاتها ولتعذر التفاعل مع محيطها بهيئتها القديمة،عقدت جمعية نقاد تونسيون جلسة عامة بحضور البعض من اعضائها للنظر في امكانية تغيير هيئتها المديرة وإعادة هيكلتها على جميع المستويات وإدخال دماء جديدة تساهم في ترشيد ساحة النقد الأدبي في تونس، وبعد حصولها على دعم مادي ومعنوي من وزارة الشؤون الثقافية تستأنف جمعية نقاد تونسيون تحت شعار»وطن واحد بثقافات متنوعة» نشاطها برئاسة الدكتورة نزيهة الخليفي التي حدثت «الصباح» عن الجمعية وعن أهدافها وبرامجها المستقبلية فقالت: « كان الدافع لتأسيس جمعية نقاد تونسيون هو الرغبة في سد ثغرة مهمة حرمت الابداع التونسي من لفتة نقدية تتضمن محاولة التعريف به وتقديمه للقراء بعد وضعه في اطاره المناسب تسهيلا لعمل الباحثين والدارسين. ولمنح الخطاب النقدي صدقيته العلمية وشرعيته في المجتمع باعتباره أداة معرفية للتقويم والتصحيح والتفكيك. وقد لمسنا احتفاء المشهد الثقافي بالجمعية التي اعتبرت عند تأسيسها في شهر ماي 2013 إضافة نوعية إلى المشهد الجمعياتي». أداة معرفية للتقويم والتصحيح وعن اهداف الجمعية افادتنا نزيهة الخليفي وهي باحثة أكاديمية متخصصة في النقد الأدبي العربي، بأنها ستسعى من خلال اقامة الندوات والدراسات العلمية حول نظريات النقد وتطبيقها الى توطيد العلاقات العلمية بين المشتغلين بقطاع النقد وستعمل على مساعدة الخطاب الصحفي على مزيد الوعي بقواعد النقد العلمي. بعد ان تعمل الجمعية على منح الخطاب النقدي مصداقيته العلمية وشرعيته في المجتمع باعتباره أداة معرفية للتقويم والتصحيح، وستمارس جمعية نقاد تونسيون انشطتها عن طريق حلقات البحث المتخصصة وتجميعها كاملة بعد عرضها على لجنة علمية لإصلاحها ونشرها في شكل أعمال ندوة جمعياتية. وفي برنامج الجمعية دعوة نقاد مختصون من دول مختلفة لتقديم مداخلات حسب البرنامج الثقافي للجمعية. إقامة ورشات شهرية يشرف عليها مبدعون مختصّون.. كما تشارك الجمعية في المؤتمرات والتظاهرات والملتقيات الثقافية الوطنية والعربية والعالمية. علما بان جمعية نقاد تونسيون تسعى حاليا إلى التحضير لإقامة ندوة دولية في شهر جويلية 2018 تشفع بسلسلة من الانشطة والجلسات القارة. عدم حصول جمعية نقاد تونسيون على ميزانية قارة ومحترمة وعلى مقر تنشط وتحفظ فيه ملفاتها وتستقبل فيه ضيوفها ومنخرطيها رغم مرور خمس سنوات على تأسيسها كان من اهم اسباب صعوبة العمل في الدورة السابقة ولكن هذا الوضع يتواصل على ما يبدو اذ اكدت نزيهة الخليفي انه:»للأسف بالنسبة للجمعية لم تحصل على ميزانية خاصة فقط حصلنا على دعم صغير للتسيير ومازالت الجمعية تبحث عن مقر خاص بها لذا نطلب من السلطات الثقافية اعانتنا لإيجاد مقر وهو أهم من الدعم حسب رأينا». سعي لعالم تنتفي فيه الحدود ويتجانس فيه المختلف وترى الدكتورة نزيهة الخليفي وهي مندمجة في المشهد الثقافي التونسي وعضو لجنة تحكيم البعض من الجوائز الادبية ومتابعة للتظاهرات والملتقيات ذات العلاقة بالأدب ان الحركية الثقافية التي تشهدها تونس منذ افتتاح مدينة الثقافة متنوعة ومختلفة سينما مسرح،موسيقى وأدب فنون تشكيلية وانها عبارة عن فسيفساء تختلف لتأتلف لعلها تفرز حلولا جديرة بتغيير هذا الواقع الضبابي المهدور.. وأضافت ان:»الفن عموما يسعى إلى ايجاد الحلول البديلة يرسم من خلالها المبدع عالما تنتفي فيه الحدود ويتجانس فيه المختلف». وبالنسبة الى كثرة التظاهرات والعمل على تأسيس المناسبات الجديدة ومن بينها العمل على تأسيس ايام قرطاج للإبداع المهجري وغياب بعض المثقفين وعدم تفاعلهم مع التظاهرات والملتقيات فقد رأت الخليفي ان تأسيس ايام قرطاج للإبداع المهجري مشروع جدير بالدراسة وانه من الضرورة التشجيع عليه فلابد للإبداع المهجري من ايجاد موطئ قدم بيننا حتى يتم التعريف بأصحابه داخليا وخارجيا اما عن غياب المثقفين عن بعض الفعاليات والأمسيات والندوات فرات انه ربما يعود الى كونها بداية الافتتاح ولجدة العهد بالمدينة وعدم التعود عليها بعد علما بأنه لا يمكن استدعاء جميع المثقفين. وربما في تظاهرات لاحقة يتعود المثقفون على ارتياد المدينة. ووضحت محدثتنا: «..وعموما في الساحة الثقافية لا ننكر وجود الإقصاء والتهميش وسياسة المحاباة فيتم استدعاء فئة على حساب أخرى ويا ليت هذا الكره والانتقام المستشري في الساحة الثقافية يتحول إلى حب وتشجيع حتى ولو اختلفنا ففي الاختلاف والتنوع يكمن الثراء والإبداع». الهيئة المديرة الجديدة لجمعية نقاد تونسيون بعد ان عقدت جمعية نقاد تونسيون جلستها العامة تم التخلي عن الاعضاء امين عثمان كاتب عام الجمعية وتعويضه بالكاتبة مسعودة ابو بكر وعن امينة المال هيفاء الخماسي وتعويضها بعبد القادر العليمي وعن عبد القادر السلامي المكلف بالإعلام والاتصال وتعويضه بجيلاني حمدية وعن لطفي الحيدري المكلف بالاتصال بالمجتمع المدني وتعويضه بشمس الدين الدجبّي.