كان المفروض ان تدرج قناة التاسعة الكاميرا الخفية ضمن برامجها الرمضانية ولكن ضغوطا سلطت عليها وتهديدات بقطع الاشهار جعلتها تتخلى عنها في آخر لحظة وتتذرع بكثرة الاخلالات التي قد تدخلها تحت طائلة القانون وخطايا «الهايكا» وذلك بعد ان كان الشاعر والإعلامي وليد الزريبي اتفق مع ادارة القناة وانتج كاميرا خفية أوقع في فخها العديد من الشخصيات السياسية والثقافية والرياضية. وتم الاتفاق على ان تبثها «قناة تونسنا» يوميا بداية من اليوم الاحد على الساعة السابعة والنصف اي مباشرة بعد اذان صلاة المغرب. فكرة غير بريئة.. استدراج.. واختبار سيناريو هذه الكاميرا الخفية كان محبوكا بدقة ادرجه صاحبه في خانة العمل الاستقصائي ليعرف مدى صدق هؤلاء الذي لا يتركون فرصة إلا وعبروا عن رفضهم لإسرائيل ودعمهم للقضية الفلسطينية. بحيث تم الاتصال بالشخصيات وإيهامهم بأنهم مدعوون للقاء حواري تلفزي مع قناة عالمية مهمة جدا هي «السي آن آن» الأمريكية وتمت الاستعانة بالسيارات الفاخرة وبرجال حراسة مشددة مما اسال اللعاب وجعل هذه الشخصيات تقبل المشاركة بكل حيثياتها وضرورياتها ومن بينها وجوب التنقل الى مدينة سكرة احدى ضواحي العاصمة حيث المقر السري «لسفارة اسرائيل في تونس» لإجراء اللقاء وحيث تلتقي الشخصيات المختارة بامرأة تقدم لهم على انها ممثلة إسرائيل بتونس وبرجل دين اسرائيلي (حاخام) يقدم لهم على انه رجل مخابرات عميل بالموساد اضافة الى فريق كامل من المستشارين العاملين بالسفارة المزعومة. خلال هذا اللقاء يقترح على الشخصيات التعامل مع اسرائيل بصفة عميل مقابل مبلغ مالي كبير وامتيازات ومناصب صلب الدولة التونسية قد تصل الى رئاسة الجمهورية ليكونوا يد اسرائيل الطولى في تونس بداية من قصر قرطاج الى مجلس النواب والأحزاب وغيرها وليحرصوا على مصالحها ويطالبوا بالتطبيع معها علنا وبالسماح ببعث سفارة لإسرائيل بتونس. طبعا تم التصوير مع شخصيات عديدة من الاسماء الفاعلة في المشهد السياسي التونسي من بينها سليم شيبوب صهر الرئيس السابق زين العابدين بن علي والممرن مختار التليلي ومنذر قفراش وعبيد البريكي ومحمد بن سالم نائب عن حركة النهضة وعمار عمروسية وعبد الرؤوف العيادي عضو المجلس التأسيسي وعادل العلمي رئيس حزب الزيتونة والمغني محسن الشريف والناشطة السياسية أحلام كامرجي والبحري الجلاصي ومحمود البارودي والممثل رؤوف بن يغلان وعصام دردوري ومحمد علي النهدي. قائمة مفتوحة اضيفت لها اسماء انطلت الحيلة على اغلب المشاركين على ما يبدو حتى ان البعض منهم ورّط نفسه وقبل بالتعامل وبعضهم الآخر وضع شروطا او تعامل مع الاقتراح بسلبية في حين كان رفض البعض الآخر قاطعا. ومن بين الذين رفضوا الاقتراح جملة وتفصيلا وأجمعت كل مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية على خبر رفضهم نجد عبيد البركي وعمار عمروسية ومحمد عبو ومحمود البارودي ورضا بالحاج وعصام دردوري ومحمد علي النهدي. هذا لان بعض الاسماء وردت في بعض المواقع الالكترونية على انها قبلت التعامل وهي نفسها وردت في مواقع اخرى على انها رفضت الاقتراح. علما بان الشاعر وليد الزيربي صرح لراديو «موزاييك» بان بعض الاسماء اضيفت للقائمة وهي غير موجودة اصلا في الكاميرا الخفية. ولا يمكن التأكد من الاسماء الرافضة والمتواطئة إلا بعد متابعة الكاميرا الخفية اليوم على قناة «تونسنا». ويذكر ان اغلب الذين شاركوا في الكاميرا الخفية «شالوم» للمنتج والإعلامي وليد الزريبي كذبوا وقوعهم في الفخ وقبولهم التعامل مع الموساد الاسرائيلي ومن بينهم رؤوف بن يغلان وحركة وفاء التي كذبت ان يكون امينها العام رؤوف العيادي قد تجاوب مع الاقتراح كما طالب عادل العلمي بالإسراع ببث الحلقة التي تخصه ليعرف الناس حقيقة الوضع وليبين انه ليس خائفا وانه متأكد من موقفه الرافض للتعامل مع الاسرائيليين. كما كذب عضو مجلس شورى حركة النهضة محمد بن سالم ان يكون قد سمع كلمة موساد خلال التسجيل معه وان يكون قد قبل التعامل معهم.