بغداد (وكالات) أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق فوز تحالف يقوده رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في الانتخابات البرلمانية التي جرت السبت الماضي. وبحسب النتائج النهائية، حصل تحالف «سائرون» على 54 مقعدا من إجمالي عدد مقاعد البرلمان وهو 329 مقعدا. ولن يتولى الصدر رئاسة الحكومة لأنه لم يترشح بنفسه، لكن من المرجح أن يلعب دورا رئيسيا في تشكيل الحكومة الجديدة. وجاء تحالف «الفتح» المرتبط بفصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران في المركز الثاني (47 مقعدا)، يليه ائتلاف «النصر» بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي في المركز الثالث (42 مقعدا) واستقبل الصدرفي مقر إقامته في مدينة النجف سفراء تركيا والأردن والسعودية وسوريا والكويت. وحسب بيان للمكتب الصدر، فإن الزعيم الشيعي قال خلال اللقاء الذي عقد الجمعة بمناسبة حلول شهر رمضان، إن علاقات العراق مع دول الجوار « ترتكز على قاعدة أساسية هي إن دول الجوار أصدقاء لا أعداء». ويعد الصدرخصما للولايات المتحدةوإيران على السواء. وفي الآونة الأخيرة، أعاد تقديم نفسه بصفته محاربا للفساد بعدما ذاع صيته في قيادة مسلحين في مواجهة الغزو الأمريكي في عام 2003. ومازال هناك نحو 5000 عسكري أمريكي في العراق لدعم قواته المحلية التي كانت تقاتل التنظيم. وتضم قائمة «سائرون» حزب الاستقامة الذي يقوده الصدر بالإضافة إلى ستة تكتلات غالبيتها علمانية، بينها الحزب الشيوعي العراقي. أما تحالف «الفتح» صاحب المركز الثاني فهو يضم الجناح السياسي لفصائل الحشد الشعبي، بقيادة وزير النقل السابق هادي العامري. وتأتي هزيمة ائتلاف «النصر» فيما أعرب كثير من الناخبين عن السخط بسبب الفساد في الحياة العامة. وقامت حملة تحالف الصدر على مكافحة الفساد والاستثمار في الخدمات العامة. وبالرغم من الأداء الضعيف في الانتخابات، إلا أن العبادي قد يتولى رئاسة الحكومة مرة أخرى بعد مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة التي من المقرر أن تنتهي في غضون 90 يوما. وسيكون في انتظار رئيس الوزراء الجديد مهمة الإشراف على إعادة البناء بعد الحرب مع تنظيم «داعش» الذي سيطر على مساحات شاسعة من البلد في عام 2014. وتعهد مانحون دوليون في فيفري بمنح العراق 30 مليار دولار، لكن مسؤولين عراقيين قدروا أن البلد بحاجة إلى 100 ملياردولار. فقد شهدت مدينة الموصل وحدها تدميرأكثر من 20 ألف منزل ومتجر. ومازال أكثر من مليوني عراقي يعيشون كنازحين في أنحاء البلد، فيما يستمر تنظيم «داعش» في شن هجمات بالرغم من خسارة الأرض التي خضعت لسيطرته يوما ما. وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية 44.5 في المائة من الناخبين المسجلين، وهو ما يقل كثيرا عن الانتخابات السابقة.