هل صحيح انه تم التلاعب بدور وصورة فريال يوسف قراجة في مسلسل "علي شورب" الذي تبثه هذه الأيام قناة التاسعة وأنها لم تجد الدور الذي اقترح عليها في البداية وانه تم تقزيم مشاهد ظهورها والاستغناء عن بعض ما تم تصويره في المونتاج؟ ام ان فريال لا تعرف اننا في تونس أصبحنا في انتاجنا الفني الدرامي والسينمائي والمسرحي نعتمد على الجماعة كبطل لا على بطل وبطلة فقط. وهل ان ما كتبته على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك شكوى بريئة وتظلم خفيف ام انه محاولة للتملص من مسلسل ظهرت بعض بوادر رفضه من خلال بعض المقالات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي والاستياء من اختيار "علي شورب" البنادي "القبضاي" للتكريم بمسلسل لم يحظ به رموز العلم والسياسية والثقافة والرياضة في تونس؟ قالت فريال يوسف تحت عنوان "شورب" تجربة مريرة ودور قمر من أسوأ أدواري التي قدمتها خلال مشواري الفني" وأضافت أنها عملت وابسط حقوقها لم تكن محفوظة وأنها تلقت وعودا زائفة بإصلاح الوضع قبل الانتهاء من تصوير المسلسل وكل هذا دون مبرر معلنة عن انسحابها من الجزء الثاني من المسلسل إذا وجدت نية إتمامه. فريال يوسف غادرت تونس نحو مصر لتكمل مسيرتها الفنية ولم تكن والحق يقال نجمة نجوم تونس والظروف التي ظهرت فيها كانت صعبة ومجال العمل كان ضيقا وكانت الساحة الفنية تطعم ببعض الوجوه الجديدة التي يخدمها الكثير من الحظ فقط لذا وجدت حظها في عدد من المسلسلات الرمضانية التونسية أي أنها لم تكن لها منافسات في ذلك الوقت بالمعنى الحقيقي لكلمة منافسة. ونحن نعرف مدى أهمية المنافسة في صقل المواهب وتجويد الإمكانيات. ولتونس ممثلات يجمعن بين الجمال والرشاقة والكفاءة على كل اذا كتبت فريال هذا الكلام واستكثرت على المسلسل التونسي صورتها وإمكانياتها فلا بد من ان نشير الى ان وضعها في مصر لا يخول لها بان تتعالى على الكفاءات التونسية علما بان 13 سنة غربة التي تحدثت عنها قضتها في تقديم الأدوار الثانوية في التمثيل، سنوات تأكدت خلالها مواهب وإمكانيات الكثير من الممثلات التونسيات مثل وجيهة الجندوبي وسوسن معالج وكوثر الباردي ووحيدة الدريدي ونعيمة الجاني وغيرهن كثيرات، هذا بقطع النظر عن الجيل الوسيط والجديد من الممثلات التونسيات واغلبهن بجمال اخّاذ وأجساد رشيقة ومواهب وقدرات كبيرة في تقمص الشخصيات بتلقائية مقنعة حتى ان بعضهن تلبسن الشخصيات ولا تمثلن. أما اذا كتبت ذاك التبرؤ لأنها أحست بأنها أخطأت اختيار العمل الدرامي الذي تعود به إلى الجمهور التونسي فلا بد ان تعرف ان الحلقات الأولى من المسلسل غير كافية للحكم عليه وان تعرف أيضا ان التونسي يستهلك الفن التونسي وخاصة الدراما وان مسلسل "شورب" قد يتعثر في رمضان 2018 لكن سيعاد عرضه مرات أخرى وسيجد اهتماما من المتفرج حتى اذا عرض عشرات المرات هكذا تعودنا في تونس "نحب كل ما يتعتق" ولعل فريال تذكر انه تمت إعادة مسلسلات ظهورها فيها كان عاديا تعوّد بها الجمهور التونسي وأحبها وتعلق بها ولعل تشجيع التونسي وحبه للفنون هو الذي جعلها تتطور ونحن نراهن على ان كثرة الإنتاج الدرامي ستحسن النوعية وستفرض مزيد الاهتمام بمواضع آنية وتاريخية أخرى قد يسعد بعضها الجمهور وقد يحفظ التاريخ والتراث. دور كبير أو صغير المهم القدرة على الإقناع صحيح انه وراء فريال قراجة مسيرة 24 سنة من العمل قضت أكثر من نصفها في التعامل مع صناع الدراما في مصر ومع ممثلين بارزين في وطنهم وفي العالم العربي ومبتدئين مازالوا في بداية الطريق ولكن وللأسف يبدو أنها لم تتعلم منهم روح الانتماء والاعتزاز وتحمل مسؤولية فشل أو نجاح أي عمل تشارك فيه مهما كان دورها فيه صغيرا.. أصلا كبار الممثلين في مصر لا يرون انه يوجد دور كبير ودور صغير بل يؤمنون بقدرتهم على تقديمه للمشاهد وإقناعه باهيته. مسلسل "علي شورب" لا يحتاج لان تكتب فريال: "عموما المسلسل مستمر وناجح وأتمنى التوفيق لزملائي الممثلين والى بعض العناصر النزيهة والجدية والمحترفة في هذا العمل". وهل يفشل مسلسل بطلته الكبيرة دليلة مفتاحي وبطله القدير لطفي العبدلي؟ ان التقييم ليس من حق فريال وهي إحدى البطلات. وقد كان عليها ان تنتظر نهاية العمل ولا تحاول ضربه في مقتل خلال بثه وتتصرف كما لو أنها لا تعرف ان الجمهور التونسي يعشق ويحب الإنتاج التونسي ويشجع أبطاله في كل الحالات ولا يعرض عنهم وسط الطريق. وانه حتى في الأعمال المهمة والجادة والتي تعكس خصوصيات تاريخ تونس وتراثها وتحتفي برموزها وعلمائها وكبار المثقفين فيها فان هذا الجمهور يتعلق بالشخصيات المهمشة والثانوية و"الباندية" ويحبها. علياء بن نحيلة