أكد الممثل حمادي الوهايبي أو «إبراهيم الطلياني» في مسلسل «علي شورّب»، أنه كان ينتظر الجدل الحاصل حول المسلسل منذ قراءته للسيناريو، مشيرا إلى أنه أثار هذه النقطة في حديثه مع المنتج والمخرج قبل بداية التصوير. * تونس «الشروق» كما شدد على أن الجزء الثاني من هذا العمل، الذي حظي بأكبر نسب مشاهدة وبتفاعل كبير، سيكون أفضل بكثير من الجزء الأول. وعن هذا الموضوع، علق الوهايبي قائلا: «علي شورّب شخصية اجتماعية معروفة لدى معظم التونسيين، وفي اعتقادي المسلسل يحكي عن حقبة زمنية معيّنة، ثم إن هذه النوعية من الشخصيات، ليست جديدة، ففي مصر يعرف الجميع «ريّة وسكينة»، وثمة شخصيات مشابهة لشخصية شورب، جسدتها أسماء كبيرة في الدراما المصرية على غرار فريد شوقي وعادل إمام وسعيد صالح، كذلك رواية «أولاد حارتنا» تحكي عن الفتوة في الأحياء الشعبية، وأيضا مسلسل «صعاليك لكنهم شعراء»..». وشدد محدثنا على أن هناك عديد المبالغات في انتقاد «علي شورّب»، معتبرا هذا المسلسل، ليس بالشريط الوثائقي حول شخصية شورب، بقدر ما هو عمل درامي مبني على مخيال شعبي يروي هذه الشخصية، مضيفا: «المسلسل قائم على أكثر من 30 شخصية، وثمة شخصيات في العمل لم تكن موجودة في الواقع، كما أن شخصيات من الواقع لم يعرضها العمل، وفي الواقع المسؤول الأول عن الحكاية والشخصيات هو كاتب السيناريو». التعاون بين الفنانين وعلى صعيد آخر أكد حمادي الوهايبي، أن الممثلين قدموا مقترحات، قدمت الإضافة ولاقت قبول المخرج، وجهة الإنتاج، وكشف أن شخصية «إبراهيم الطلياني» التي يجسدها كان اسمها «إبراهيم الحنش»، لكنه خير الابتعاد عن الكنية الأصلية لأنها مستهلكة، مضيفا بأنه تعاون مع الممثلين وخاصة لطفي العبدلي (علي شورّب) ومعز القديري، وقد وجهوا بعضهم البعض في عديد المشاهد على حد تعبيره. وأما عن أدا الممثلين فسيقيّمه المشاهد التونسي بعد انقضاء العشرين حلقة من مسلسل علي شورّب، الذي كان ناجحا على تعبيره كعمل درامي، مضيفا بأنه يحسب لقناة التاسعة جرأتها والمجازفة بإنتاج عمل درامي في وقت قياسي، لتكون الحصيلة النجاح من خلال تواجد مسلسل علي شورّب في الصدارة أو الأول على مستوى نسب المشاهدة وبفارق كبير عن العمل الذي يحتل المرتبة الثانية. لطفي العبدلي والشخصية وبخصوص الآراء التي ذهبت إلى أن لطفي العبدلي، لم يكن الممثل الأنسب لتقمص شخصية علي شورّب، قاطعنا محدثنا قائلا: «هذا الرأي تقنيا وعلميا خاطئ، والدليل على ذلك أن عادل إمام وأحمد زكي وغيرهم كثيرين لعبوا نماذج شخصيات مشابهة، رغم ضعف بنيتهم الجسدية ونجحوا، فالمسألة لا تتعلق بالبنية الجسدية وإنما بممثل مقنع أو غير مقنع، وفي نظري لطفي العبدلي ممثل جيد وأقنع إلى حد الآن». وتابع محدثنا: «لطفي العبدلي جسد شخصية مركّبة، وقام ببحث خاص حول هذه الشخصية حيث زار عائلتها، وتحدث معهم، ثم إن لطفي العبدلي، حاول أكثر ما يمكن أن لا يكون مطابقا لعلي شورّب الحقيقي»، وبخصوص الآراء التي فضلت أن يكون حمادي الوهايبي في شخصية علي شورّب، علّق محدثنا: «شخصيا لم أر نفسي في هذه الشخصية، علما وأن أي ممثل يمكن له تجسيدها، لأن التمثيل صنعة، وإلا، سنضطر للبحث في الشارع عن شخص يشبه في شكله الشخصية». التحريض على العنف مردود عليه وإجابة عن سؤالنا بخصوص تأثير المسلسل على جمهور التلاميذ، من خلال ما اعتبره كثيرون تمجيد العنف، قال الوهايبي: «نقدنا للموضوع هو الذي يتضمن عنفا، ففي حلقة أول أمس، نسي الجميع ذلك المشهد الجميل، والذي وجه خلاله علي شورّب الطفل الذي كان يريد اتباعه، حتى لا يكون مثله، يخافه الناس ولا يكنون له الاحترام.. العنف موجود في الدراما وفي السينما وخاصة أفلام الحركة ويشاهده الأطفال والمراهقون.. والمسلسل لا يمجّد العنف، وفيه جوانب رومنسية كتلك التي بين «علي» و»قمر» (فريال قراجة)، وفيه طرح لعدة مواضيع هامة في المجتمع...». وعن دور «إبراهيم الطلياني» في تطور الأحداث خلال الحلقات القادمة، اكتفى محدثنا بالقول: «نقطة اللقاء بين إبراهيم وعلي شورب، هي جنات الراقصة، وستقع تحولات في علاقة شخصية جنات بكل من علي وإبراهيم». لا يجب أن نسقط في العدمية وعن رأيه كمتابع للأعمال الدرامية الرمضانية، شدد الوهايبي على أن كل الأعمال محترمة بنسب متفاوتة طبعا، ولئن أكد عدم مشاهدته بعد لمسلسل «تاج الحاضرة»، فإنه اعتبر أن سلسلة «فاميليا لوول» جيدة جدا، وقال إن سلسلات «لافاج» و»سبعة صبايا» و»نجوم القايلة» محترمة، مشددا على أنه لا يجب أن نسقط في العدمية، فالدراما التونسية، كما جاء على لسان محدثنا، لكي تتطور يجب على القطاع العام أن يتحمل مسؤوليته، ويجب توفير حوافز للقطاع الخاص وتشجيع ورشات كتابة السيناريو، فالدراما يمكن أن تكون عاملا أساسيا لتغيير المجتمعات، ويجب أن تدخل في الدورة الاقتصادية للبلاد».