سهر عشاق الفن الرابع يوم الأربعاء بمسرح الجيب بمقر جمعية النهضة التمثيلية ببنزرت مع عملين مسرحيين، حمل الأول عنوان «كيف.. انك» قام على الكوريغرافيا وأدته بإتقان الممثلة آمال العويني التي جسدت من خلال حركاتها الراقصة والرائعة باعتبارها مختصة في التعبير الجسماني تحديات المرأة المتعددة والمختلفة في مجتمع ذكوري يسعى إلى «سجنها» داخل ركام من التقاليد البالية، وحمل العمل الثاني عنوان «هوس» لنادي المسرح بدار الثقافة الشيخ إدريس ببنزرت. ورغم أن أعضاء الفرقة جميعهم من الهواة، باعتبارهم من التلاميذ جمع بينهم حب المسرح فإن العمل المسرحي الذي قدموه ارتقى الى مستوى الاحتراف إنتاجا وإخراجا وأداء. تتناول المسرحية مأساة البحث عن القيم الأصيلة في الزمن الرديء والموبوء، في الزمن الذي لا يعترف بالفضيلة وأهلها، هي معاناة المثقف الذي ترتقي به مثاليته إلى حد الهوس، وهو ما نبه إليه تضمين الخطاب عبارة تتحدث عن علاقة «بجماليون» ب«جالاتيا»، أو سيطرة وهم خيانة المرأة على نفس الرجل كما تجلى في استيحاء مشهد خنق «عطيل» ل«ديدمونة». وفي الحقيقة فقد كان الجمهور على موعد مع عمل فني متكامل غلب خلاله التعبير الجسماني على الفعل القولي، واستمد من الألوان والأنغام والحركات المتسارعة حينا والبطيئة حينا آخر الكثير من المعاني والدلالات والايحاءات، تفاعل معها الجمهور بالتصفيق على بعض المشاهد والمواقف، ومن خلال الحوار مع الممثلين إثر نهاية العرض.