عاد صباح امس الهدوء إلى مدينة الحامة من ولاية قابس واستأنفت المدينة نشاطها العادي بعد مناوشات وعمليات كرّ وفرّ شهدتها ليلة اول امس بين قوات الأمن ومجموعات من الشبان المحتجين، وهي الليلة الثانية على التوالي التي تسجّل فيها مثل هذه المناوشات بين الطرفين. وتاتي على خلفية غرق مركب المهاجرين غير النظاميين الذي خرج من سواحل جزيرة قرقنة ليلة الاحد الماضي واسفر عن وفاة عدد من شباب الجهة. وقد استعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذي عمدوا الى رشق الأمن بالحجارة والى إشعال العجلات المطاطية وأفضت عملية المطاردة التي قام بها أعوان الأمن داخل عدد من أحياء الحامة إلى إيقاف عدد من المحتجين.. وقد خلفت الحادثة ألما كبيرا في الجهة خاصة ان عدد الموتى الذي بلغ الى حد الان 12 مرشح للارتفاع مع تواجد عدد من المفقودين الذين مازال مصيرهم لم يحدد بعد. ويذكر ان الحادثة قد سجلت تفاعلا جهويا كبيرا كان واضحا عبر اصدار مختلف المنظمات على غرار الاتحاد الجهوي للشغل وفرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان لبيانات حمّلت فيها الحكومة مسؤولية ما حدث وطالبت بتغيير المنوال التنموي في ولاية قابس الذي تسبّب في تفشّي البطالة بشكل غير مسبوق مما نجم عنه انسداد الأفق امام الشباب