من يعرف الفنانة منية البجاوي لا بد ان يتذكر انها عاشقة للمغامرات وللتحديات في ممارستها لفنها وأنها لا تعتمد في ذلك إلا على حبها لفنها وصدقها فيه واحترامها لذاتها ولجمهورها.. منية فنانة لامست حدود السماء في نجاحها وتمتعت بحب الجمهور لها وذاع صيتها تونسيا وعربيا برصيد فني محترم ولحن لها كبار الملحنين العرب مثل الموسيقار المصري بليغ حمدي ولكن منية توقفت في ذروة نجاحها وغابت ثم رجعت مرة اولى ومرة ثانية عودة لم تقنعها ولم تكن مدوية مثلما خططت لها وهاهي اليوم تقرر العودة التي حلمت بها طويلا.. عودة منية البجاوي للساحة الغنائية هذه المرة ستكون بعمل جديد وضخم عنوانه «مملكة الحب» وهي كوميديا موسيقية وضعت لها منية البجاوي التصور الفني بالاشتراك مع المخرج المسرحي الطاهر عيسى بن العربي الذي كتب نص المغناة وأخرجها ويقوم هذا التصور الفني على اخرج المتفرج من اطاره العادي ليصبح مشاركا في العمل ويتداخل فيه فضاء اللعب بفضاء الفرجة ويفتح حوارات ومواجهات ديالكتيكية مع المتفرج الذي يتحول بدوره في بعض الأحيان إلى جزء من الفرجة. ويتناول العرض موضوع «الجنسانية» ومفهومه بما يحمله من إشكالات وتناقضات ومفارقات في بلادنا. دعوة الجمهور إلى لعبة معلنة وسيبسط الفنان في عرض «مملكة الحب» حسب ما صرح به الطاهر عيسى بن العربي في الندوة الصحفية التي تم تنظيمها في سهرة 12 جوان الجاري بنزل الكرمل بالعاصمة :»المقترحات الفنية التي تجعله يعبر عن تساؤلاته وحيرته وسط الإشكالات والتناقضات والمفارقات في بلاده والتي هو بالضرورة جزء منها. إذ يتحدث الفنان عن جنسه باحتفالية كوميدية في ظاهرها تغرق في الحلم والسحر عبر أماكن متحولة وغير متوقعة. حيث نحمل المشاهد نحو الأماكن السرية والخفية للمواطن التونسي. هذه الفضاءات التي لم يتعود على مشاهدتها المتقبل للفرجة الفنية.» وأضاف المخرج: «سيكون شكلنا الفني احتفالا هزليا تقنياته الأساسية هي الايقاظ في طرح التساؤل. وشكليا يراوح الممثلون بين «الشخصي» و»الشخصية» ويعقدون اتفاقا يدعون من خلاله المشاهد إلى لعبة معلنة. فيصبح فضاء الجمهور مكانا للعرض ثم نكشف كواليس المنصة ونوزع العازفين على كل مساحة الخشبة. يتحول كل عازف (12 عازفا) إلى شخصية متحدثة عن تجربتها الجنسانية من عقدها الإنسانية فتتداخل الفرحة بالحقيقة في ذهن المتفرج و تجعله يخرج من سلبية المشاهد المستهلك ليفكر ويسأل ويحتار ويبحث عن نفسه بين شخوص العمل الفرجوي. فيجد ما يعبّر عنه في شخصية أو في مشهد أو أغنية وهو في جميع الحالات ليس مدعوّا فقط لمشاهدتها بل للتفاعل مع صانعيها و مشاركة الفعل معهم.» البطلة فنانة بمشروع فكري واجتماعي خلال الندوة الصحفية تحدثت منية البجاوي عن «مملكة الحب» فقالت انها عاشت منذ ستة اشهر بمعدل ست الى سبع ساعات من التمارين اليومية تجربة حلوة مع اكثر من خمسين شخصا اغلبهم شباب يتقد حيوية ونشاطا ودخلت في مغامرة بعد بحث طويل عمن يعكس على الركح فكرة لازمتها وأرقتها ولم تجد من يتحمس لها الى ان عرّفها المخرج المسرحي والممثل زهير الرايس على المخرج الطاهر عيسى بن العربي فوجد فيها مبدعة في مجال غنائها المتأثر بالشكل الشرقي الكلاسيكي الذي اصبح اليوم غير ملائم للجو السمعي حيث تحولت الموسيقى إلى سلعة تباع على الأقراص وتوزّع على المواقع الإجتماعية وبات الإتقان والعبقريّة لا يكفيان لاكتساح عالم الفنّ المرتبط بالتسويق والإشهار والتنافس الإفتراضي في عوالم السّمعي والبصري والإلكتروني.وتحمس الطاهر لفكرة ان تعبر منية عن نفسها كامرأة وكفنانة حاملة لمشروع فكري واجتماعي .. لهذا العرض المدعوم من وزارة الشؤون الثقافية بميزانية قدرها 50 الف دينار والذي يدوم ساعتين ونصفا كتب الثنائي منية والطاهر نصا من خلال تجربة خاصة وأخرى متفرعة إلى تجارب نساء ممّثلات في العرض يحمن حول واقع هذه المبدعة كإنسانة فنّانة وكمواطنة، وقال المخرج: «حاولنا في هذا المشروع الفنّي أن نقدم هذه التّجارب التي يتداخل فيها «الواقعيّ-الحقيقيّ» ب»الدرامي-الفرجويّ» ليتحوّل التّوثيق في حدّ ذاته إلى مادّة دراميّة كوميديّة ساخرة ولا نستثني حتى أنفسنا منها، فنقدّم نصّا كوميديا جريئا يفتح فضاءات ومواضيع نعيشها في الحميميّ كلّ يوم لكنّ لا نعلن عنها ولا نخفيها. فنرفع الحجاب عن الحميميّ لينطلق «الفوروم» مع المشاهد الحاضر ونسقط أقنعة النّفاق الإجتماعي». 23 اغنية بتحويرات وتوزيع جديد ينطلق العرض حسبما صرحت به منية البجاوي من رصيدها الفني وتم انتقاء 23 من الاغاني التي تتماشى مع روح العرض ومع التصوّر الفنّي والفكري للعمل إضافة إلى بعض الأغاني القديمة،من بينها مثلا (أنتم آه يا سادة، همس الموج، حبيبي في أمان الله سافر ، يا حبيبي، أنا الي جنيت على روحي، جاني في منامة، نقطع التنهيدة وغيرها..) لكن ستقدم هذه الاغاني في تصوّر موسيقي جديد وببعض التحويرات التي اجراها المخرج على بعض الكلمات بموافقة منية البجاوي. هذا التصور سيصل بين حاضر وماضي الموسيقى الشرقية مرورا بموسيقى الرّوك الشبابيّة مع حرص على ان يتناغم المحتوى الموسيقي الغنائي مع المشاهد الدرامية المقدمة وبطريقة تتراوح بين التّعليق والسّرد والأداء التّمثيلي الغنائي ليصبح العزف والغناء أيضا أداءا تمثيليا يراوح بين الشّخص والشّخصيّة. في عرض «مملكة الحب» ستكون منية البجاوي المغنية الرئيسة وسيغني معها تحت ادارة سمير الرصايصي كل من غادة الجبالي، شيماء زريدة، شيماء المازني شيماء السديري، مروى السالمي، هناء، ميهوبي، ليلى غرغوري، غفران اليحياوي، نوفل الشنيتي، محمد علي الهواري ،طه اللطيف،أمير مناعي و محمد الغرايدي. وسيمثل معها جميلة كامارا وخالد الزيدي ووحيدة الفرشيشي وعبد القادر الكوكي وسنية البحري وواثق الزواغي وخالد ناصف وزياد سليم. وستكون ضيفة العرض الفرنسية من اصول أنغولية الفنانة كاسانجي. منية البجاوي ستغني ولن تمثل في «مملكة الحب» الذي سيتم تقديم اول عروضه يوم 19 جوان 2018 بقاعة الفن الرابع انطلاقا من الساعة السابعة والنصف مساء.