يعكس مشوارها الفني رغبة ملحة في الاختلاف والتجديد على مستوى لعب الأدوار والتماهي مع تفاصيلها...»احكي يا شهر زاد»، «عابد كرمان»، «المنتقم»، «الصفعة»، «حرة» وغيرها من التجارب العربية والتونسية.. فاطمة ناصر ترسم خياراتها بتأن وكسبت ثماره خلال السنتين الأخيرتين بحضورها في أكثر من عمل سينمائي ودرامي، جذبت الانتباه أكثر لحرفية أدائها والنضج الفني، الذي تتمتع به وحسن اختيار الأدوار، بداية من مسلسل قناة «آم.بي.سي» الموسم الرمضاني قبل المنقضي «غرابيب سود» والذي أثار الكثير من الجدل إلى مشاركتها في فيلمين تونسيين برمجا في أيام قرطاج السينمائية 2017 («مصطفى زاد» و«ولد العكري») ثم مشاركتها في مسلسل «عائلة الحاج نعمان» إلى جانب تيم الحسن ومؤخرا بطولتها للفيلم الإيراني «اعترافات سرية» وتألقها في دور «سارة» في المسلسل الرمضاني «قانون عمر» أمام الفنان حمادة هلال. عن تقديمها للبطولة الدرامية، موقفها من الأعمال، التي تجسد خلالها الممثلات التونسية أدوار «نساء إرهابيات» ومشاريعها القادمة تحدثت فاطمة ناصر ل«الصباح الأسبوعي» ● هل مساحة الدور ما جذبك لمسلسل «قانون عمر» خاصة وأنه يسوقك كبطلة للعمل إلى جانب حمادة هلال وإيمان العاصي؟ هذا العمل خطوة مهمة حتى ولو جاء متأخرا ولا أعتقد أن هناك معادلة في هذا السياق ولكن جاءتني فرصة لتصدر بطولة وأحداث العمل ودعايته مع مسلسل «قانون عمر».. والأهم من المعطيات «الدعائية»، التقدير الذي أحظى به من قبل المخرج والشركة المنتجة – اللذين كانا وراء ترشيحي للعمل- على مستوى المعاملة والحرفية كما أن الكتابة العميقة لشخصية «سارة» مكنتني من الإمساك بتفاصيلها فقد سبق وأن قدمت معهما مسلسل «الحاج نعمان» في سبعين حلقة وسيعرض على «آم.بي.سي» بعد رمضان وأتقمص دورا يعكس نموذج المرأة المصرية الطيبة والقوية التي تتكلم في الحق والمخرج رغب في رؤيتي في شخصية عصرية وهي «سارة» انتهازية تجري وراء المال والمتعة وهذا الدور كنت أبحث عنه منذ فترة في السيناريوهات، التي تقترح علي. ● «سارة» امرأة تحمل الكثير من التناقضات داخلها كيف تعاملت مع هذه التركيبة المعقدة في أدائك للدور؟ رغبت في الابتعاد عن الشخصيات الخيرة، الطيبة والضحية، التي سبق وأن جسدت عددا منها وأعتقد أن الخير والشر موجودان في كل البشر وطبيعة الإنسان وسلوكه يخضعان دوما لعوامل بيئية، اجتماعية وتربوية، تساهم في تكوين شخصيته وتحدد سلوكياته و»سارة» شخصية موجودة في المجتمع والإنسان يولد خيراولكن نزعة الشر تتكون مع ظروفه الاجتماعية وتعكس مواقفه انطلاقا مما عاشه وسارة لها جانب إنساني بدأ يظهر حين وقعت في حب «عمر» وهي بالأساس شخصية منكسرة داخليا ومستغلة من قبل الرجل في حياتها انطلاقا من الزوج والعشيق والمحامي وهذه التركيبة تستفزني كثيرا في الأداء. ● اكتفيت في الموسم الرمضاني بعمل واحد هو «قانون عمر» ألم تصلك ترشيحات أخرى أم الدور استحق التفرغ؟ أقدم البطولة في «قانون عمر» لذلك أردت التركيز على هذا العمل الرمضاني ولا أحبذ الحديث عن تفاصيل أدوار رفضتها لكن السبب دوما حين أرفض عملا يكون السيناريو الضعيف والشخصية الباهتة التي لا تضيف إلى رصيدي ...وحين أكملت تصوير «قانون عمر» وعرض علي المشاركة بصفتي «ضيفة شرف» في مسلسل «أمر واقع» لم أرفض خاصة وأنه عمل ناجح ويحظى بمتابعة الجمهور. ● هل يمكن اعتبار الفترة الأخيرة من أفضل سنوات مشوارك الفني؟ صحيح فسنتا 2017 و2018 من أهم المحطات في مشواري الفني وحققت خلالهما خطوات جادة ومهمة فشاركت في فيلمين ضمن برمجة أيام قرطاج السينمائية في دورتها المنقضية (فيلم نضال شطا مصطفى زاد وفيلم «ولد العكري» للحبيب المستيري) وصورت فيلما من بطولتي وهو إنتاج إيراني بعنوان «اعترافات سرية» كما اشتغلت في مسلسل «عائلة الحاج نعمان» مع كل من تيم حسن وصلاح عبد الله وهبة مجدي ومسلسل «نصيب وقسمتك» عرض في « osn» وسيعرض في شهر سبتمبر على قناة «cbc» وأجسد شخصية مسيحية تتمتع بقوى خارقة لمحاربة الأرواح الشريرة وهذا العمل وهو ميتافيزيقي في خمس حلقات عنوانه «604» وتشاركني بطولته حنان مطاوع. ● ما الذي لفت انتباهك في الأعمال الدرامية لرمضان 2018؟ أرى أن جوليا الشواشي كانت لافتة في دورها بمسلسل «الرحلة» وعائشة بن أحمد تألقت في «سهام مارقة» كما حقق مسلسل «كلبش2» نسب مشاهدة كبيرة عن استحقاق وصنع مسلسل «أيوب» لمصطفى شعبان الحدث. ● هل عرض مسلسل «قانون عمر» حصريا ظلم العمل على مستوى نسب المشاهدة؟ صحيح بعض المسلسلات التي تعرض حصريا تظلم لكن مسلسل «قانون عمر» يعرض على قناة «آم.بي.سي مصر» وهي من أكثر القنوات متابعة ولها جمهور عريض كما أن مسلسلنا الرابع على مستوى نسب المتابعة رغم أنه حصري والحلقات لا يمكن إعادة مشاهدتها إلا على موقع «شاهد» التابع لهذه القنوات كما أن العمل من أكثر المسلسلات بحثا على محرك غوغل. ● قدمت دورا أثار الكثير من الجدل في «غرابيب سود» وفي رمضان 2018 أعيد تقديم «التونسية الإرهابية» في أكثر من عمل، هل تعتقدين أن الممثلات التونسيات يخترن قصدا لهذه الأدوار؟ «غرابيب سود» فتح الباب للحديث عن قضايا مرتبطة بالتنظيم الإرهابي «داعش» و»مليكة» كان دورا يستحق التجسيد ومحفزا لأية ممثلة لذلك قبلت تجسيده ولا أعتقد أن الطرف المنتج أو المخرج يبحث عن جنسية الممثلة قبل منحها الدور وهذا العمل تمكن من فضح المسكوت عنه في منطقتنا العربية وفي هذا الموسم أعيد طرح قضايا الإرهاب لكن أفضلها على مستوى الكتابة والإخراج كان «السهام المارقة» وهو عمل يحمل معايير عالية من الحرفية. ● وماذا عن مشاريعك الفنية القادمة؟ قريبا أصور مسلسلا من 45 حلقة وهو مختلف عمّا هو موجود من أعمال استهلاكية، ومكتوب بحرفية عالية ودوري مختلف وسيكون إضافة مهمة لمشواري وشخصيا لا أحبذ الارتباط بأدوار نمطية. وتحفزني مثل هذه الكتابة العميقة للشخصيات على «اللعب» كما أستعد لفيلم جديد مع الحبيب المستيري ويتناول فترة تاريخية في تونس قبل الاستقلال وأقدم خلاله البطولة النسائية.