الحديث عن «النجوم» في الدراما التونسية، لا يستقيم في ظل غياب الكم الهام من الإنتاج، غير أن الممثل ظافر العابدين جسد هذه الظاهرة بعد إطلالته في مسلسل «مكتوب» وأصبح نجما في عيون المنتجين والمستشهرين والأكيد لدى الجمهور التونسي رغم الشخصية السلبية (من منطلق اجتماعي)،التي تقمصها في عمل سامي الفهري. شخصية «دالي» في مكتوب قدمت ظافر العابدين للجمهور المحلي رغم أن هذا الممثل التونسي سبق وأن خاض عديد التجارب الغربية على غرار مشاركته في المسلسل التلفزيوني البريطاني «دريم تيم» في دور لاعب كرة قدم فرنسي ثم ظهوره في مسلسل عن الجواسيس بعنوان « Spooks» وفي»The Bill» وغيرها من التجارب، حيث أدى هذا الممثل عديد الأدوار بعضها توحي بانتماءاته لعالم الشرق على غرار دور «عمر عبد الله» في الفيلم التلفزيوني « ذو مارك أوف كاين» وبعضها الآخر يثبت قدرة هذا الممثل على اقتناص أدورا لا تمت بصلة لجذوره العربية الإسلامية على غرار الدكتور «ساكسون» في أحدث مشاركته شريط «The Black Forest ». في حواره مع «الصباح» وهو أول لقاء له بعد تصوير أعماله الرمضانية- أكد محدثنا أنه يعيش لحظات الانتظار الأخيرة قبل اكتشاف ردود فعل متابعيه لإطلالاته الرمضانية وهما مسلسل «مكتوب 3» وجديد هند صبري «فرتيجو» في أول تجربة درامية مصرية في مسيرته إلى جانب عرض مسلسله الانقليزي الأمريكي «Nemesis» في أكتوبر القادم على قناة «البي.بي.سي» كما كشف العابدين في الورقة التالية عن أجواء تصوير أعماله الرمضانية وخصوصية الشخصيات المجسدة من قبله وموقفه من بعض التجاوزات في المجال الإبداعي والإنتاج الدرامي التونسي لرمضان 2012. تخوض أولى تجاربك المصرية في عمل لهند صبري فهل هي دعوة شخصية من بطلة «فرتيجو»؟ - طاقم العمل قاموا باقتراح أسماء فنانين لأداء شخصية محمد ضياء أحد أبطال «فرتيجو» وضمن هذه القائمة اقترحتني هند صبري باعتبارها تعرف أسلوب عملي وقد تشاركنا في السابق بطولة مكتوب 2 فقام مخرج العمل عثمان أبولبن بالاتصال بي بعد مشاهدة مقاطع من أعمالي الانقليزية والتونسية فقرأت السيناريو وأعجبت بكتابة محمد ناير لهذه الشخصية فقررت أدائها خاصة وأن مخرج «فرتيجو» وكاتبه قد نجح في السنة الماضية في مسلسل «مواطن X» رغم أنهما في بداية مسيرتهما الفنية وبالنسبة لهند صبري لا أعتقد أنها دفعت بمنتجي مسلسلها لترشيحي خاصة وأنها لا تعتمد العلاقات الشخصية في عملها ونفس الشيء بالنسبة لي. * وماهي خصوصية شخصية محمد ضياء في «فرتيجو» وهل تختلف أجواء التصوير في مصر عن «بلاتوهات» التصوير في تونس أو في سوريا؟ - محمد ضياء شخصية مركبة تحتاج الكثير من العمل على مستوى الأداء خاصة وأنه يعيش مشاكل في السمع بسبب حادث تعرض له في طفولته حين كان في الثانية عشر من العمر ممّا جعله لا يسمع لكنه قادر على الكلام وبالتالي يتحدث لغة إشارات الصم والبكم مع محيطه ويقرأ الشفاه كما تجمعه علاقة حب مع شخصية فريدة (هند صبري) في المسلسل ويعمل في ورشة نجارة لوالده حيث يقوم بتصميم التحف الفنية وشخصيا أعتبر هذا الدور تحد بالنسبة لي لأنه يستحق العناء لتميزه وتوفر مساحات كبيرة للأداء - وهو إطلالتي الثانية عربيا بعد «ذاكرة جسد»- وفي هذا الإطار تعلمت لغة الإشارات إلى جانب اللهجة المصرية لإنجاح الدور، الذي سيعرض على قنوات دبي و»ART» ودريم إلى جانب قناة حنبعل التونسية.أمّا بالنسبة لأجواء التصوير في مصر فكانت رائعة على المستوى الإنساني والفني من منطلق أن فريق المسلسل من شباب الدراما المصرية وهي لا تختلف كثيرا عن أجواء العمل مع التونسيين أو السوريين فنجدت أنزو في «ذاكرة جسد» - على سبيل الذكر- يعتمد على الفريق التقني نفسه منذ سنوات ممّا خلق الانسجام بين أعضائه لذلك أعتبر أني تمتعت بالعمل في «فرتيجو» طيلة شهر ونصف من التصوير. * تعود مجددا في الجزء الثالث من مكتوب فهل أن دور «دالي» مازال يشدك كممثل للاستمرار في تجسيدها أم أن شعبية الشخصية تغريك بمواصلتها؟ - هناك أحداث جديدة طارئة على شخصية «محمد علي» في الجزء الثالث من مكتوب فمن جهة يغوص المسلسل أكثر في الحياة الأسرية لعائلة «ناجي» والعلاقة الأخوية بين «دالي»وشقيقيه ومن جهة أخرى يعيش «دالي» صراعا داخليا، حيث يحاول الإصلاح من ذاته لكنه في سلوكه يعود أكثر لاستهتار على غرار الجزء الأول من مكتوب. *هل تتوقع أن تساهم كثرة الأعمال الدرامية المحلية في رمضان في تطوير جودة الإنتاج؟ - الأكيد أن المنافسة بين الفضائيات التونسية خصوصا بعد تزايد عددها سيساهم في تحسين جودة الإنتاج الدرامي المحلي ولعّلنا في السنوات القليلة القادمة نتمكن من تسويق هذه الأعمال عربيا على غرار الدراما اللبنانية، التي وجدت مكانا لها بين الأعمال المصرية والسورية خصوصا وأن الطاقات البشرية في مجال الفني في تونس متوفرة ونملك من الأسماء الكثير وبعضها ذو صيت عربي ممّا يسهل انتشار مسلسلاتنا. *وماذا عن الفيلم البوليسي الذي تسعى لإخراجه؟ - من المنتظر أن ننطلق في تصوير أحداث هذا العمل السينمائي الذي كتبته وسأخرجه في نهاية هذا الموسم وقد قمنا بتقديم الفيلم للدعم وسيصور بين تونس وفرنسا كما شاركت في برنامج تدريبي لمنتجي ومخرجي الأفلام العرب بالأردن بداية 2012 حيث سيقوم «محترف الشرق المتوسط للأفلام» صاحب هذه المبادرة بالمساهمة في تمويل شريطي الذي يروي قصة عاطفية ضمن أحداث بوليسية تعتمد الحركة في مشاهدها. *في حوار سابق مع «الصباح» أكدت تفاؤلك في خصوص تطور المشهد الفني بتونس بعد الثورة فهل مازالت على موقفك بعد تكرار عمليات الاعتداء على فنون وصناعها. - أنا بطبعي متفائل وأعتقد أن الوصاية على الثقافة والإعلام لم تعد ممكنة بعد الثورة خصوصا بتوفر تقنيات تكنولوجية حديثة قادرة على فضح كل تجاوز ولكن ما حدث من اعتداءات على الفنانين هو حالات استثنائية بحكم أننا في مرحلة انتقالية ومررنا ب 23 سنة من الاستبداد والدكتاتورية ولذلك وفي اعتقادي ستكون السنوات القادمة أفضل على مستوى القطاع الثقافي والفني في تونس