رغم بوادر الحسم التي لاحت في أفق بعض البلديات على غرار بلدية العروسة من ولاية سليانة والتي تجاوز أعضاؤها أزمة أيديولوجية بالعمل البلدي المشترك فان بلديات اخرى مازالت لم تكشف اسرارها بعد على غرار بلدية تونسالمدينة. حيث من المنتظر ان تلقى الخلافات الحاصلة بين حركة النهضة الفائزة (ب21مقعدا) ونداء تونس (17 مقعدا) بضلالها على بلدية تونس التي مازال الحسم فيها مؤجلا. وفِي هذا السياق قال القيادي بحزب افاق تونس وممثل ائتلاف الاتحاد المدني مهدي الرباعي ان الوضع مازال كما هو ولَم يتغير حيث لم يتم الحسم بعد في مسالة شيخ المدينة وان النقاشات متواصلة. وكانت «الصباح» قد علمت في وقت سابق ان قوى المعارضة الفائزة بالانتخابات البلدية بدائرة تونسالمدينة (الجبهة الشعبية والاتحاد المدني والتيار الديمقراطي) بالاضافة الى قائمة مستقلة بصدد عقد سلسلة من اللقاءات التشاورية من اجل تقديم مرشح واحد وضرب الائتلاف الحاكم رغم حصوله على فارق كبير عن بقية الاحزاب. وحسابيا يشكل تحالف المعارضة منافسا حقيقيا لحزبي التوافق وذلك اذا ما جمعنا عدد المقاعد الفائز بها والتي يبلغ عددها مجتمعة 22 مقعدا اَي بفارق مقعد عن سعاد عبد الرحيم و5 مقاعد عن مرشح النداء. ووفقا للقانون الانتخابي الخاص بالبلديات فان المترشح الحاصل عن نسبة 50+1 يكون آليا رئيس بلدية، وفي حال لم تحصل اَي قائمة عن تلك النسبة فان المرور الى انتخابات داخلية تكون فيصلا بين الجميع ويمكن ايضا ان تكون الانتخابات على دورتين انتخابيتين حيث يفوز فيها المتحصل على اكثر الأصوات. وللفوز بمنصب شيخ المدينة فعلى المترشح ان يحصل على31 صوتا وذلك مقابل القاعدة القانونية 50+1, وهو ما لا يتوفر لاي من المترشحين وذلك بالنظر الى عدد المقاعد المتحصل عليها لكل منهم. وامام غياب 50 +1 فان المرور الى الانتخابات امر حتمي لتحديد هوية شيخ المدينة، وبالرغم من حصوله على17 صوتا فان نداء تونس سيُصبِح اقليا مقارنة بحركة النهضة التي تملك 21 صوتا وتحالف المعارضة 22 صوتا بما يعنيه هزيمة كمال أدير خلال الجولة الاولى وانسحابه من السباق، لتمر سعاد عبد الرحيم ومرشح تحالف المعارضة لدورة ثانية الذي يمكنه الفوز بفارق صوت واحد عن مرشحة النهضة. فوز المعارضة حسابيا بات ممكنا في ظل غياب التوافق لكن يبقى السؤال الأهم من هي الشخصية التي يمكنها ان تمثل تحالف المعارضة لمنافسة النداء والنهضة خاصة وان كل حزب عبر عن رغبته في الترشح لخطة شيخ المدينة، فالتيار الديمقراطي قدم مرشحه احمد بوعزي والجبهة الشعبية عبرت عن رغبتها في هذا المنصب، الأمر ذاته مع المترشح المستقل منير ميلاد وممثل الاتحاد المدني مهدي الرباعي.