مركز تونس الدولي للتكنولوجيات الثقافية والاقتصاد الثقافي الرقمي مشروع حكومي لدفع التنمية وتعزيز الاستثمار ثقافيا تونس – الصباح كشف محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية عن الخطوط العريضة للسياسة الثقافية المتبعة في تونس خلال السنوات الأخيرة وقسمها إلى محاور العمل الاستراتيجي لوزارة الشؤون الثقافية الذي انطلقت في تنفيذه واتباعه في إطار حكومة الوحدة الوطنية منذ سبتمبر 2016 والمقرر مواصلته إلى غاية 2020 وتوقف بالتفصيل عند أبرز الأنشطة والمحطات والإحداثات التي ميزت الحقل الثقافي خلال نفس الفترة سواء تعلق ذلك بما هو هيكلي أو تنظيمي أو لوجيستي. كان ذلك خلال ندوة صحفية عقدها صباح أمس بمقر رئاسة الحكومة بالعاصمة، عدد خلالها أبرز المحطات والأنشطة والإحداثات التي عرفتها الساحة الثقافية في تونس بشكل عام إلى حد هذه المرحلة ونزّلها في سياق النهوض بالفعل الثقافي في أبعاده الجهوية والوطنية والدولية والدفع نحو تحقيق جملة الأهداف المرسومة وذلك مع الالتزام بالمبادئ التي ينص عليها دستور الجمهورية الثانية في الفصول 31 و41 و42، وذلك من خلال انتهاج سياسة عملية وهادفة، حسب تأكيده، تعمل على توسيع قاعدة التمكين الثقافي لكل المواطنين وتحويل الحق الثقافي إلى واقع وإبراز صورة مشعة لتونس من خلال الديبلوماسية الثقافية والريادة الإقليمية على حد السواء وتنمية التراث والآثار وتطوير السياحة الثقافية باعتبارها من أوكد أهداف سياسة هذه الوزارة. وزير الشؤون الثقافية تطرق في نفس الندوة الصحفية إلى جملة الاتفاقيات التي أمضتها وزارته مع عدة هياكل وجهات دولية ووطنية بما في ذلك الاتفاقية مع نقابة الصحفيين التونسيين ومع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وآخرها إطلاق العقد العربي للحق الثقافي 2018 – 2028. إصلاحات تشريعية وإحداثات كما عدد الإصلاحات التشريعية في المجال الثقافي خاصة منها التي صدرت نصوصها القانونية بالرائد الرسمي وتتمثل في بعث هياكل ومؤسسات جديدة وتغيير منظومات قانونية على غرار تنظيم المكتبات العمومية وبعث 11 معهدا جديدا للموسيقى والرقص فضلا عن تنقيح ومراجعة القانون الأساسي الخاص بهياكل أخرى من قبيل المركز الدولي للثقافة والفنون قصر العبدلية بالمرسى والمركز الدولي الثقافي بالحمامات وذكر في نفس الندوة بقائمة المشاريع الحكومية التي لا تزال في طور المصادقة من بينها قانون الفنان والمهن الفنية وتحيين النصوص القانونية المنظمة للدعم للقطاعات الثقافية والفنية وتنمية الإدارة الثقافية الرقمية. من جهة أخرى عدد محمد زين العابدين جملة المراكز الثقافية الجديدة التي هي في طور الإحداث بعد أن تم الشروع في إعداد النصوص القانونية الخاصة بها ذكر من بينها المركز الوطني للفنون التشكيلية ومراكز أخرى قطاعية خاصة بالكتاب والمسرح إضافة إلى تحويل القصر السعيد بباردو إلى قصر للثقافة والفنون يحتضن المعارض والإقامات والعروض الثقافية والفنية وبعث مركز تونس الدولي للتكنولوجيات الرقمية والاقتصاد بمدينة الثقافة وتحويل فضاء الفاضل بن عاشور بالمرسى إلى المركز الدولي للحضارات. إضافة إلى مشاريع تهيئة أخرى تشمل كامل جهات الجمهورية. وتحدث وزير الشؤون الثقافية عن دور الوزارة في السنوات الأخيرة في تطوير شبكة المرافق العمومية الجهوية وتأهيل المؤسسات العمومية بشكل عام واستشهد في ذلك بمدينة الثقافة وما تضمه من هياكل ومؤسسات وتوفره من فضاءات نوعية وخاصة، واعتبر ذلك مجديا وناجعا لاسيما في ظل ما وجده الفعل الثقافي داخل الجهات من دعم وإحاطة من السلطة الرسمية وذلك في إطار سياسة اللامركزية الثقافية. في جانب آخر من حديثه في نفس الندوة وضع محمد زين العابدين توجه وزارته في تقسيم النشاط والفعل الثقافي إلى مواسم حسب خصوصية الجهات في إطار تكريس خصوصية ثقافية بما يدفع لإنجاحها ويقطع مع النمطية والتكرار على اعتبار أنها برامج وأنشطة تتحدد حسب البيئة الثقافية على غرار موسم الثقافة العمالية بقفصة وموسم الثقافة الجزرية بجزيرتي جربة وقرقنة وبجرجيس وموسم الثقافة الصحراوية وموسم آخر يهتم بالثقافة الحدودية ينتظم بالمناطق الحدودية التونسية الليبية والتونسية الجزائرية. وذلك بهدف تغيير النظرة المناسباتية للمهرجانات والتظاهرات الثقافية. واعتبر تخصيص وزارة الشؤون الثقافة جانبا من برنامجها ليكون موجها لكبار السن وذوي الاحتياجات الخصوصية من أبرز الانجازات في ظل غياب برامج وإستراتيجية تهتم بهذه الشريحة من المجتمع. التظاهرات الكبرى والبرمجة الصيفية كما عدد محمد زين العابدين جملة المهرجانات والتظاهرات الكبرى التي تشرف الوزارة على تنظيمها سواء تعلق الأمر بالمهرجانات الكبرى التي تنتظم تحث سقف "الأيام" من قبيل أيام قرطاج السينمائية والمسرحية ومثلهما من المهرجانات المحدثة كأيام قرطاج للفن المعاصر وغيرها من التظاهرات والأنشطة الثقافية الرمضانية معتبرا التوصل إلى تنظيم ما يقارب 4 آلاف نشاط ومهرجان في رمضان الماضي انجازا كبيرا. وفي مستوى المهرجانات الكبرى أفاد في نفس الندوة أن عدد المهرجانات لهذا العام يقدر ب296 مقابل اندثار 37 مهرجانا. وبين أن وزارة الشؤون الثقافية تخصص أكثر من خمس مليارات كان النصيب الأكبر منها لفائدة مهرجان قرطاج الدولي بقيمة مليارين مقابل مليار و200 ألف دينار تخصص لبقية المهرجانات ويذهب منها لفائدة العروض الموسيقية ما قيمته مليار فيما 200 ألف دينار تخصص لبقية العروض.