في حفل بهيج تم تنظيمه يوم الجمعة 22 جوان بمدينة الثقافة تحت اشراف رئيس الجمهورية محمد الباجي قائد السبسي وحضره عدد كبير من أهل الفكر والفنون والإبداع والمثقفين والإعلاميين التونسيين والسفراء العرب ورؤساء البعثات الديبلوماسية ومن بينهم الدكتور ايهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطيني والسفير الدكتور بدر الدين علالي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية، اعلن وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين وأمين عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور سعود هلال الحربي عن دخول العقد العربي للحق الثقافي 2018-2027 حيز التطبيق. ويأتي هذا الاعلان في إطار رئاسة تونس للدورة العشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي.. تونس التي رحب رئيسها الباجي قائد السبسي في كلمة قرأها عنه وزير الشؤون الثقافية بضيوف مؤتمر وزراء الثقافة العرب الذي ينعقد في تونس للمرة الرابعة منذ توليها رئاسته في ديسمبر 2016، ويتم خلاله تناول القضايا الحضارية والإنسانية ذات العلاقة بالمواطن العربي بما يؤهل لوضع الثقافة في سياق الأهمية التي توليها تونس والبلدان العربية للمواطن العربي وللمكان والهوية ولسؤال التنمية في المجتمعات العربية على المدى البعيد والقريب. فرصة لتطوير التشريعات في البلدان العربية ومن المؤمل ان يوفر تفعيل هذا العقد العربي للحق الثقافي فرصة لكل البلدان العربية لتطوير تشريعاتها في هذا المجال، وإنجاز المشاريع العربية المشتركة التي تم إقرارها أو التي هي في طور الإقرار عن طريق اشراك المثقفين والفنانين ومكونات المجتمع المدني في تحقيق أهداف هذا العقد، الذي يهدف كذلك الى تحفيز المستثمرين وإقناعهم بأهمية الميدان الثقافي، باعتبار ان الثقافة شأن عام ينبغي أن تتعاضد كلّ الأطراف الفاعلة لتطويره وتجديده. انطلق التحضير للعقد (بفتح العين) العربي للحق الثقافي 2018-2027 في ديسمبر سنة 2016 بطرح سؤال عن «المنزلة الثقافية في الشعوب العربية واقعا ومآلا». تبعه سؤال ثان تم طرحه خلال المؤتمر الثاني لوزراء الثقافة العرب المنعقد بتونس في مارس 2017، وهو «الحق الثقافي وقضايا ألإبداع « كما سبقه تنظيم اجتماع مديري حق المؤلف والحقوق المجاورة في الدول العربية فى نفس الشهر من نفس السنة. ثم اجتمع وزراء الثقافة العرب مرة ثالثة في جانفي 2018 بتونس لتطارح مسألة «دور الكتاب والنشر في تنمية واقع الثقافة العربية». علما بان تونس احتضنت ايضا الاجتماع الأول لوزراء الثقافة لدول الحوض الغربي للمتوسط (حوار 5+5 ثقافة) في فيفري 2017 حول موضوع : «الثقافة في خدمة التقارب والتنمية المتضامنة في المتوسط» هذا الاجتماع الذي شفع بإعلان بيان تونس الخاص بتنزيل البعد الثقافي في التعاون بين الضفتين وتفعيلا لمضامين التنمية المستدامة والمتضامنة بين شمال المتوسط و جنوبه. توظيف الثقافة لخدمة التنمية الإنسانية والفكرية واعتبر رئيس الجمهورية التونسية في رسالته ان : «إعلان تونس للعقد العربي في الحق الثقافي» إنطلاقا من مدينة الثقافة بتونس حدث تاريخي يفتخر به كل عربي. « وقال: «ونحن إذ نراهن فعلا على هذا الحدث العربي لتفعيل «العقد العربي للحق الثقافي» فإننا نأمل في الآن نفسه في أن يوجه العمل الثقافي المشترك ليحقق الأهداف التي وضع من أجلها وفي مقدمتها توظيف الثقافة لخدمة التنمية الإنسانية والفكرية ودعم حقوق الإنسان من خلال الثقافة، وزيادة التقارب الفكري بين المجتمعات العربية، ومواصلة الجهد للقضاء على الأمية، ودعم الاستفادة من التقدم العلمي وتطبيقاته في مجال الثقافة، إلى جانب الدور المحوري الذي تضطلع به الثقافة لترسيخ قيم السلم والتعايش والتسامح والانفتاح على الغير، وهي قيم أساسية لا بدّ من مضاعفة الجهود لتكريسها على أرض الواقع.» وقد تبين من خلال الكلمة التي القاها عنه وزير الشؤون الثقافية ان تونس ملتزمة بالمرجعيتين الدولية والعربية للحقوق الثقافية، وتسعى إلى تكريس هاتين المرجعيتين في السياسات الوطنية وفي المشاريع المشتركة بين البلدان العربية بانسجام مع ما جاء في الفصل 42 من الدستور التونسي الذي كلف الدولة :»بدعم الثقافة الوطنية في تأصلها وتنوعها و تجدّدها، بما يكرس قيم التسامح ونبذ العنف والانفتاح على مختلف الثقافات والحوار بين الحضارات. وعهد إلى الدولة أيضا بمهمة حماية الموروث الثقافي وضمان حق الأجيال القادمة فيه.» وقد ورد في كلمة رئيس الدولة ايضا ان تونس حريصة على حرية الإبداع الثقافي التي تمثل جزءا لا يتجزّأ من الحريات العامة، وحرية الرأي والفكر والتعبير والإعلام والنشر والنفاذ إلى المعلومة والحريات الأكاديمية وحرية البحث العلمي وحقوق التأليف، وعلى اتاحة الثقافة للجميع وخاصة للشباب والمرأة في الأوساط الريفية وأصحاب الحاجات الخاصة، دون تفرقة على أساس عرقي أو اجتماعي أو جهوي. إضافة نوعية للعمل الثقافي العربي المشترك وفي كلمة القاها بالمناسبة بيّن مدير عام الالكسو الدكتور سعود هلال الحربي على ان إطلاق العقد العربي للحق الثقافي (2018-2027)، جاء تنفيذا لقرار الدورة العشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي الذي احتضنته تونس في الفترة 14-15 ديسمبر 2016، والذي كلف اللجنة الدائمة للثقافة العربية باستكمال وثيقة العقد وإطلاقه بصفة فعلية خلال عام 2018، وهو ما قامت به اللجنة في اجتماعها في الدار البيضاء يوم 30 نوفمبر 2017. وقال الدكتور الحربي :».. الثقافة اليوم لم تعد شأن الدولة وحدها بل أصبحت شأن الجميع: حكومات وقطاعا خاصا ورجال أعمال ومجتمعا مدنيا...» واعتبر ممثل الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور بدر علالي في كلمته أن العقد العربي للحق الثقافي 2018-2027، سيمثّل إضافة نوعية للعمل الثقافي العربي المشترك الذي تتطلّع إليه شعوبنا. ودعا وزير الثقافة الفلسطيني ايهاب بسيسو في كلمته المثقفين العرب وأحرار العالم الى مزيد الاهتمام بملفات المعالم الثقافية في القدس العربية وفي كامل فلسطينالمحتلة بسبب ما تواجهه من حملات تهويد ومسخ وتخريب منظمة تقف وراءها سلطات الاحتلال الاسرائيلية معتبرا ان الثقافة هي احدى الجبهات التي تقوي نضال المجتمعات وخاصة تلك التي تواجه الظلم والجبروت وقال: «الحق الثقافي العربي هو جزء من المقاومة والصمود في مواجهة التحديات وهو سلاحنا لمواجهة محاولات طمس هويتنا واستهدافنا في انسانيتنا. لذا لا بد من تكريس العمل المشترك على جميع المستويات.» ثم شكر الوزير الفلسطيني الالكسو على حرصها على اعلان بيان ثقافي عربي يخلق مناخ عمل جيد من اجل تمكين الشباب ومزيد اتاحة الفرص لهم. وقد تضمن حفل اعلان تفعيل العقد العربي للحق الثقافي جزءا ثانيا امنه الأركستر السمفوني التونسي بقيادة محمد بوسلامة وانتهى على امل ان يوفر هذا العقد دفعا حقيقيا للعمل الثقافي وان يعزز الفعل العربي المشترك ويحمي الخصوصيات التاريخية والتراثية العربية.