الدوحة27 أكتوبر 2010 (من مبعوث وات فيصل الرخ) - اكد السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر وزراء الثقافة فى الدول العربية الذى تحتضنه العاصمة القطرية الدوحة على دقة المرحلة التى تمر بها الثقافة العربية باعتبار التحولات الاتصالية المتسارعة التى يشهدها العالم والتحديات الجسيمة التى طرحتها العولمة واسست لنظام كوني جديد قوامه البقاء للاقوى الذى يمتلك المعلومة والمعرفة . واضاف ان تونس كانت سباقة للانخراط فى كل المبادرات القومية والجهود التى تبذلها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والهادفة الى مزيد النهوض بالثقافة العربية مشيرا الى ان الاشكاليات التى تواجهها تستوجب تظافر الجهود من اجل الحفاظ على خصوصية الحضارة العربية الاسلامية وتحصينها ضد مظاهرالانسلاخ وتسخير كل الوسائل التنظيمية والهيكلية والتشريعية لجعل الثقافة العربية قادرة على الابداع والمتميز والاضافة المرجوة حتى يتعزز حضورها فى المخيال والضمير القومي وفى المشهد الاتصالي المعولم. واوضح ان تونس اولت القطاع الثقافى مكانة متميزة باعتباره سندا للتغيير وقطاعا حيويا ودعامة للمشروع التحديثي الوطني الذى يقوم على تحقيق التلازم بين المحافظة على ثوابت الهوية الوطنية وتعزيز مقوماتها من جهة ومواكبة التقدم المعرفي والانخراط فى مسار الحداثة من جهة اخرى. وشدد على أهمية تحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية ومزيد تنسيق الجهود لتفعيل السياسات الثقافية على الصعيدين الوطني والعربي وتكثيف تبادل التجارب فى كل المجالات الابداعية بهدف مواجهة التحديات المطروحة والتفاعل الايجابي مع مختلف الثقافات الكونية. وختم بالتاكيد على اهمية القمة الثقافية العربية التى سيناقشها المؤتمر من حيث انها ستوفر اطارا ملائما لطرح كل القضايا الجوهرية المتصلة بتطوير اليات التنمية الثقافية فى الوطن العربي ووضع اجندة مشتركة لمجابهة التحديات والتفكير فى سبل تفعيل الاطار القانوني لحفظ المخزون الثقافي المشترك فضلا عن مزيد التنسيق بين السياسات الثقافية الوطنية ومن ثمة تطوير الفعل الثقافي العربي وتاهيل الشعوب العربية لدخول حوار المثاقفة المتكافاة بكل معاني التكامل والتضامن والتماسك. من جهته اكد السيد محمد العزيز ابن عاشور الامين العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /الالكسو/ على اهمية المواضيع المدرجة ضمن جدول أعمال المؤتمر على اعتبار انها تؤسس لرؤية عربية شاملة للعمل الثقافي العربي المشترك من شانها ان تساعد على رفع التحديات التى فرضتها العولمة ومجتمع المعلومات. واشار الى انه تم تحديث الخطة الثقافية العربية الشاملة استنادا الى المبادئ الاساسية التى اقرها المؤتمر فى دورته السابقة التى احتضنتها سوريا ومتابعة تنفيذ خطط العمل التى اقرها المؤتمر فى دوراته السابقة بشان التصنيع الثقافى وانشاء سوق ثقافية عربية مشتركة وتنسيق السياسات الثقافية العربية من اجل التنمية والحفاظ على الهوية الثقافية . وذكر ان الالكسو بوصفها الية العمل الثقافي المشترك تسعى بالتعاون مع الوزارات المختصة فى الدول العربية لتنفيذ هذه المشاريع على قاعدة المرونة وترشيد التصرف فى الموارد والاموال العمومية المرصودة لهذا الغرض. كما حرص وزراء الثقافة العرب المشاركون فى المؤتمر وكذلك ممثلو الهيئات الاقليمية والدولية الحاضرة على التأكيد على أهمية تفعيل اليات العمل الثقافي العربي المشترك ومزيد التنسيق بين السياسات الثقافية فى الدول العربية وتحيين النصوص القانونية والتشريعات ذات العلاقة بهدف المحافظة على التراث الثقافي العربي وتحصينه ضد كل المخاطر التى تهدده الى جانب حماية حقوق المبدعين العرب وتيسير تبادل التجارب والخبرات بهدف ابراز الخصوصيات الحضارية للثقافات العربية.