أحيى الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة امس السبت الذكرى51 لوفاة الزعيم النقابي والوطني أحمد التليلي بتنظيم ندوة وطنية حول مسيرته النضالية. وبيّن الامين العام المساعد للمنظمة الشغيلة بوعلي المباركي لدى افتتاحه هذه الندوة أن أحمد التليلي (1916 /1967) يعد رمزا من رموز تونس بالنظر إلى إسهاماته في معركة التحرّر الوطني ومعركة الجلاء وبناء الدولة، قائلا «إن احمد التليلي وبقدر ما هو زعيم نقابي فهو أيضا زعيم وطني». وذكر بمواقفه في حشد الدعم للثورة الفلسطينية وحركة التحرر الوطني بالجزائر. وأشار بوعلي المباركي إلى خصال هذا الزعيم على صعيد الدفاع على استقلالية العمل النقابي والاتحاد العام التونسي للشغل وايضا على صعيد بناء مؤسسات تابعة للاتحاد لدعم الموارد المالية للمنظمة الشغيلة مؤكدا على مواقف ورؤى هذا الزعيم المتعلقة بضرورة دمقرطة الحياة السياسية وبإرساء الاقتصاد التضامني والتوزيع العادل للثروات، موضحا أن أحمد التليلي كان أوّل من اختلف مع الزعيم الحبيب بورقيبة والحزب الحاكم أنذاك حين نبّه إلى مخاطر الانزلاق إلى الحكم الفردي. ودعا بوعلي المباركي بهذه المناسبة المؤرخين لتعميق البحث حول نهاية أحمد التليلي وغيره من الزعماء أمثال لزهر الشرائطي وصالح بن يوسف وفرحات حشاد. وتضمّن برنامج الندوة تقديم مداخلة حول»أحمد التليلي المعارض لبداية تشكّل الاستبداد في تونس: البعد الاستباقي» تطرّق فيها الاستاذ نصر الدين ساسي إلى ما تميّزت به أفكار ومواقف أحمد التليلي من بعد استباقي من خلال استعماله لتقنية الرسائل في مخاطبة الزعيم بورقيبة حول الديمقراطية وفي تطويع شكل رسائله ليستوعبها العموم، مشيرا أيضا إلى الوعي المتقدّم لأحمد التليلي بدور الاعلام بتأسيسه لجريدة الشعب وبأهمية استقلالية العمل النقابي وبانفتاحه على الحركة النقابية الاقليمية والدولية. أمّا المداخلة الثانية التي كان عنوانها «الاقتصاد التضامني والاجتماعي ومقاومة الفقر» وقدّمها الاستاذ كريم الطرابلسي فقد تناولت نظرة أحمد التليلي حول آليات النهوض بالاقتصاد والتوزيع العادل للثروات وإرساء العدالة الاجتماعية.