كشفت دراسة حول «الماء والعدالة الاجتماعية بالحوض المنجمي» أنجزتها جمعية نوماد 08 بالتعاون مع مؤسسة فريديريش ايبرت الألمانية تم عرض نتائجها خلال ندوة علمية التأمت بمدينة قفصة، أن ولاية قفصة تتصدر الترتيب العام للبلاد التونسية في ما يخص الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشراب وهو نفس المؤشر المسجل خلال سنتي 2016 و2017، وشملت الدراسة مناطق الحوض المنجمي الأربع المظيلة والمتلوي وآم العرائس والرديف واستهدفت 600 موطن من المناطق المذكورة، بمعدل 150 شخصا من كل معتمدية. وحسب نتائج الدراسة اعتبر 75 % من المستجوبين أن مياه الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه غير صالحة للشرب ولا للطبخ وان ظاهرة الانقطاعات المتتالية للمياه باتت أمرا طبيعيا وواقعا بالنسبة إليهم خاصة مع حلول فصل الصيف. علما وان الدراسة المنجزة بين شهري افريل وجوان من العام الحالي 2018 قد بينت أن الأغلبية الساحقة من المواطنين باتوا يلجؤون للتزود بالماء من الباعة المتجولين في ظل عدم صلوحية ماء «الصوناد» بسبب ما تعلق به من روائح وارتفاع نسبة الملوحة فيه وتآكل وتقادم قنوات إيصال الماء.. أما ابرز الأسباب وراء تواتر ظاهرة انقطاع الماء فتعود حسب نفس الدراسة بالاساس إلى عدم تدخل الصوناد لإصلاح شبكات التوزيع والربط العشوائي لقنوات توزيع المياه دون نسيان ظاهرة الاعتداءات المتواصلة على قنوات المياه خاصة بمنطقة الرديف وسوء الاستغلال والتبذير للثروة المائية.. واختتمت الندوة أشغالها بسلسلة من التوصيات سيتم رفعها إلى وزارة الإشراف من اجل العمل على إيجاد أفضل الحلول لمعضلة مياه الشراب بولاية قفصة وتم اقتراح ضرورة تغيير القنوات القديمة المخصصة لتوزيع المياه وإحداث فرق للمراقبة من قبل شركة الصوناد للوقوف على عمليات سرقة المياه والإبلاغ عنها للسلطات الأمنية والقضائية كما جاء في جملة التوصيات المقترحة دعوة شركة فسفاط قفصة للقيام بتدقيق مائي لترشيد الاستهلاك وإيجاد البدائل الممكنة لمعالجة وغسل الفسفاط عبر اعتماد مياه البحر من اجل المحافظة على الثروة المائية للجهة...