جدد عشاق الموسيقى الكلاسيكية الموعد في سهرة السبت مع مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية، «الراعي الرسمي» إن صح التعبير لهذه النوعية من الموسيقى الخالدة والغالية على نفوس من يفقهون قيمة الموسيقى في حياة البشر ويعرفون جدواها في حياة الناس. وقد اختار مهرجان الجم الدّولي للموسيقى السمفونية في دورته الخامسة والثلاثين أن يقدم لجمهوره هدية ثمينة تمثلت في عرض لمجموعة «Cameristi della Scala» الإيطالية بمشاركة ما لا يقل عن مائة وأربعين عنصرا بين عازفين وكورال وراقصين قدموا لوحات فنيّة لامست الروعة من خلال آدائهم لأمهات الموسيقى السمفونية والأوبرا باتقان كبير يعكس مستوى تقنيا فنيّا عاليا وحسن استعدادهم لمصافحتهم الأولى مع الجمهور التونسي. امتدّ العرض الى حوالي ثلاث ساعات توزّعت على معزوفات كلاسيكيّة وأوبرالية غنائية فرديّة وجماعية بالإضافة إلى عروض العزف «الاستعراضي» واللوحات الرّاقصة، حملت من خلالها الجمهور الحاضر بكوليزي الجم بأعداد كبيرة في رحلة على أجنحة الحلم والجمال وجعلته جزءا من حوار روحي، زاد عمقه سحر المكان بأضوائه الخافتة وعظمة تاريخه ورمزيّته. وقد قدم أعضاء المجموعة آداء تميّز بالجودة والإتقان متنقلين بين أعمال كبار الملحنين المؤسسين على غرار ملّيني» و«فيردي» و«روسيني» و«ماسكاغن» «بوتشيني» و«بيزات» و«رافال» و«نينو روتا» و«موركون» و«جيشروين» و»بيرنشتاين» وبوتشيني»، فقدموا عصارة الفن الراقي لجمهور متعطش للاستماع إلى موسيقى صافية تنشد على أوتار القلب ألحانا خالدة وتنفذ إلى الأعماق فتطرب النفوس وتنتشي إلى حد الشفاء، ذلك أن الموسيقى الأصيلة المتقنة والمتسربة من أنامل فنانين مبدعين لها فعل الشفاء للأبدان وللنفوس العليلة أيضا وما أحوجنا في تونس إلى علاج مطهر للنفوس مما تحمله من أدارن. جدير بالذكر أن عرض افتتاح مهرجان الجم للموسيقى السمفونية في دورته الجديدة حضره بالخصوص محمّد الناصر رئيس مجلس النوّاب وسلمى اللومي الرقيق وزيرة السياحة بالإضافة وممثلين لعدد من البعثات الديبلوماسية . وللتذكير فإن أوركسترا «Cameristi della Scala» تتكوّن من 64 عازفا و60 مغنّي كورال بالإضافة إلى 16 راقصا. تأسست الفرقة سنة 1989 وتعتبر من بين أهم الفرق المختصّة في العالم باعتبار أنّها حريصة على التكوين والتدريب المستمرّين لعناصرها. شاركت هذه الأوركاسترا الإيطاليّة في أكبر التظاهرات العالمية في عديد المسارح عبر العالم وخاصّة خلال الموسم الحالي الذي شمل الهندوتونس وأوروبا ولأوّل مرّة كانت الفرقة حاضرة في دافوس في ماي المنقضي.