تعرف سوق المدربين نشاطا كبيرا قبل بداية كل موسم رياضي فكل فريق ينطلق من تأثيث بيته عبر التعاقد مع مدرب جيد لانه الربان المسؤول على ايصال السفينة الى بر الامان مع ضرورة تأمين زاد بشري يمكن ان يوجهه المدرب في الاتجاه السليم، وفي تونس لا يوجد عدد كبير من المدربين الذين يسيلون لعاب الاندية ويتدافعون للتعاقد معهم باستثناء اسم وحيد لم تكن كل تجاربه ناجحة ولكنه كان الاكثر توفيقا.. ولا يبدو ان الموسم الرياضي الجديد سيكون استثنائيا فيما يخص تنقلات المدربين فقد قامت 9 فرق بتغيير مدربيها مقارنة بنهاية الموسم الماضي فيما خيرت 3 فرق فقط المراهنة على نفس الاسماء في المقابل يواصل فريقان عملية البحث عن المدربين الاجدر لتدريبهما.. الثالوث الصامد ستعتمد فرق كل من الترجي الرياضي واتحاد تطاوين ونجم المتلوي على مدربيها الذين اشرفوا على حظوظهم الموسم الماضي.. فخالد بن يحيى الذي نجح في الحصول على لقب البطولة مع الترجي سيواصل التجربة وسيكون امام تحد هام وهو الحصول على رابطة الابطال الافريقية ويرى فيه احباء الترجي انه الربان المناسب للفريق.. اما اتحاد تطاوين الذي نجح في العودة السريعة الى الرابطة الاولى فانه واصل التجربة مع مدربه الذي خطط للعودة وهو شكري البجاوي الذي التحق بالفريق منذ نوفمبر 2017.. عفوان الغربي هو ثالث المدربين الصامدين وقد خيرت الهيئة الاستمرارية لما لها من نفع على المجموعة والاكتفاء ببعض الانتدابات لتحسين الزاد البشري وتأمل الفرق ان تعطي الاستمرارية دفعا ايجابيا لتحقيق نتائج طيبة.. وثالوث اجنبي شهدت المواسم الماضية تراجعا كبيرا في التعويل على المدربين الاجانب والتوجه نحو المدرسة التونسية بما انها اثبتت نجاحها سواء في تونس او خارجها لتنهي سيطرت الاجنبي التي تواصلت في السابق لعدة سنوات على مقاليد تدريب فرقنا بل اصبح تواجده اليوم نادرا اذ يقتصر على اسم او اثنين وكثيرا ما يتم الاستغناء عنهم في غالب الاحيان.. هذا الموسم تم التعاقد مع 3 مدربين اجانب وهم: جوزي ريغا البلجيكي الذي سيتولى مقاليد تدريب النادي الافريقي خلفا لكمال القلصي الذي انهى الموسم في المركز الثاني ورفع لقب الكاس.. الاجنبي الثاني هو رود كرول الذي عاد الى البطولة من اول بوابة ظهر فيها ونعني النادي الصفاقسي الذي جدد معه العهد على امل ان تكون تجربته ناجحة كما حدث في السابق.. ثالث المدربين الاجانب هو جيرار بوشار اكثر العارفين بتفاصيل بطولتنا بما انه اضطلع بتدريب اكثر من فريق واليوم سيشرف على نادي حمام الانف الذي كانت له معه تجربة سابقة ولعل نجاحه فيها هو ما شجعهم على اعادة الكرّة... البحث جار رغم ان كل الفرق تقريبا انتهت من مسألة المدرب فان فريقين فقط مازالا يواصلان البحث وهما اتحاد بن قردان اذ لم يتفق بعد على معوض سمير السليمي الذي نجح في الابقاء على الفريق ضمن اندية الرابطة الاولى والاتحاد المنستيري الذي يعول منذ الموسم الماضي على المدرب المساعد بعد رحيل اسكندر القصري ويواصل الان البحث للتعاقد مع فني جديد.. ويبدو ان عامل الوقت قد يجبر الفريقين على التوصل الفوري لحل لهذا الاشكال بما ان موعد البطولة اقترب ولم يعد يفصلنا عنه سوى شهر وايام معدودة.. سداسي محلي بقية الفرق وعددها 6 غيرت مدربيها واختارت المدرسة التونسية وهناك من اختار التعويل على اسماء تعتبر جديدة في المجال ونتحدث عن فريقي قابس.. الملعب الذي عول على المدرب وليد الشتاوي والذي لا يمتلك سجلا كبيرا في مجال التدريب والمستقبل الذي تعاقد مع المدرب المساعد للمنتخب حاتم الميساوي الذي خيّر الابتعاد عل اسوار الجامعة والخروج للمنافسة الاسبوعية.. اما النجم الساحلي فقد راى ان المدرب الاجنبي لم يكن موفقا معه في المواسم الاخيرة فتخلى عن الجزائري خير الدين مضوي وعوضه بشهاب الليلي الذي اقترب من تحقيق حمله وهو تدريب الاربعة الكبار اذ بتوليه لمقاليد الاشراف على النجم الساحلي يكون بلغ المحطة الكبيرة الثالثة في مسيرته التدريبية بعد النادي الصفاقسي والنادي الافريقي ويتمنى ان يكون موفقا في الصعود مع النجم على منصات التتويج.. شبيبة القيروان رات ان العودة الى التعويل على ابنائها يعد الحل الافضل بعد ان خاضت تجارب عديدة مع المدرسة الاجنبية ولم تنجح وايضا بعض الاسماء المحلية دون تحقيق المنشود واختارت ان تتعاقد مع ابنها حبيب بن رمضان لعله ينجح في تحقيق ما عجز عنه سابقوه.. اما الملعب التونسي وبعد مفاوضات طويلة تعاقد مع محمد المكشر الذي درب في الموسم الماضي هلال الشابة وحقق معه في اول ظهور له في الرابطة الثانية نتائج ممتازة وتمكن من الوصول على اثرها الى مرحلة الصعود التي عجزت عن بلوغها فرق لها تاريخ في هذه البطولة ووضعت هيئة البقلاوة مشروعا متكاملا ورات ان محمد مكشر هو الذي يمكنه ان ينجح في تجسيد هذا المشروع.. النادي البنزرتي انهى الجدل فيما يخص الاطار الفني الجديد بالتعاقد مع منتصر الوحيشي الذي وضع قدما في مجال التدريب واشرف في الموسم الماضي على الستيدة وسيكون امام الوحيشي تحد خاص بالتأكيد على انه من المدربين الصاعدين والذين سيحملون المشعل في المواسم القادمة وان يحقق اهداف الفريق في التمركز ضمن كوكبة الطليعة.. يرافق الاعتماد مع المدربين تهليل وترحيب من الجميع ولكن تسقط شعارات التكوين والبناء والاعداد للمستقبل عند اول عثرة للفريق وتنطلق اسهم النقد من كل حدب وصوب والتشكيك في العمل والاختيارات فتبدا رحى الاقالات بالعمل وتعيد خلط وتوزيع المدربين من جديد..