بعد الأزمة السياسية الحادة وتعليق المشاورات والنقاشات الخاصة بوثيقة قرطاج 2، اهتدت الساحة الى حلول تبدو مجدية للخروج من الأزمة، ضمانا للاستقرار السياسي وتنقية الأجواء حتى تواصل الحكومة عملها، وذلك من خلال اجتماع المصالحة وإعادة ترتيب البيت ،الذي دعا إليه رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي والذي سيعقد اليوم بقصر قرطاج لتوضيح الرؤية والاتفاق على جملة من الحلول لإنقاذ الوضع والسير نحو الإصلاحات الممكنة وتهدئة المناخ الاجتماعي.. اجتماع اليوم الذي يرأسه الباجي قائد السبسي يحضره كل من رئيس مجلس النواب محمد الناصر ورئيس الحكومة يوسف الشاهد وكذلك راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، وحافظ قايد السبسي المدير التنفيذي لنداء تونس بالإضافة الى نورالدين الطبوبي امين عام اتحاد الشغل وسمير ماجول رئيس اتحاد الصناعة والتجارة.. وهو اجتماع لإذابة الجليد وإعادة المياه الى مجاريها بين النداء ورئيس الحكومة خاصة بعد ان عادت العلاقات الى مجراها الطبيعي بين الحكومة واتحاد الشغل والتي ترجمتها الاتفاقيات الممضاة بين الطرفين منذ أيام بخصوص عديد الملفات وكذلك المفاوضات الاجتماعية وغيرها من المسائل التي تساهم في تهدئة المناخ الاجتماعي، وأيضا لتقريب وجهات النظر خاصة ونداء تونس أصبح مدعوا لعقد مؤتمره الأول وإعادة ترتيب صفوفه.. ويعد،كذلك،اجتماع اليوم ،الحل الأمثل لدى رئيس الجمهورية من اجل لملمة الصفوف ودعم حزام الحكومة للخروج من الازمة السياسية الخانقة التي بدت انعكاساتها السلبية تظهر في عدة مجالات أخرى، وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء توحيدا للصفوف مجددا حتى تكون مهمة الإنقاذ جماعية وتضمن النجاعة الكافية. لذلك قامت الحكومة بعدة خطوات إيجابية من اجل التمهيد لهذه المصالحة الجماعية .وإذا كان موقف اتحاد الصناعة والتجارة ، والمتمثل أساسا في اجراء تحوير على بعض الوزارات واتخاذ إجراءات جدية لحماية الاقتصاد ودفع الاستثمار،واضحا، فإن اتحاد الشغل كان الطرف الرئيسي في المطالبة برحيل الحكومة، رغم ان موقفه في البداية كان شبيها بموقف اتحاد الصناعة والتجارة، لكن هناك من صب الزيت على النار ليشعل علاقة التواصل والتكامل بين الحكومة والاتحاد وينصب «العداء» للحكومة بأسرها، على أن موقفه تم تعديله من خلال الاتفاقيات الممضاة مؤخرا وعادت علاقة التكامل والتفاعل ولم يبق الا نداء تونس الذي صدمه رئيس الحكومة بكشف عديد الحقائق، مما يعني أن الأزمة باتت سياسية،إلا إذا عاد إلى الاتفاق... وطالما كذلك الطرف الرئيسي في التوافق الحزب الحاكم الثاني ،لا يرى ضرورة للقطع مع الاستمرارية والاستقرار ،ونعني حركة النهضة، فإنه لا مناص للنداء من العودة إلى دائرة التوافق ومن دعم الحكومة وتنقية الأجواء مع الطيف السياسي.. خاصة ورئيس الحكومة أظهر حسن النية بقبول التواصل مع مختلف الأطراف المكونة للمشهد السياسي ليضمن لحكومته الحد الأدنى من أجواء العمل فيتم إدخال بعض التغييرات، كقبول استقالة احد وزرائه ممن كان حولهم الكثير من الانتقادات ونعني بذلك مهدي بن غربية.. في انتظار إدخال تعديلات على الحكومة والتخفيض من عدد أعضائها بما أن المرحلة القادمة ، ليست سوى مرحلة لمواصلة الإنقاذ والإصلاحات الى حين حلول موعد انتخابات 2019.