ضرورة نبذ عمليات السطو الممنهجة على جهد المجتهدين تحت مسميّات فضفاضة تونس- الصباح أوضح لنا الدكتور والملحن محمد الماجري أنه تبعا للمؤتمر الصحفي الذي تم تنظيمه مؤخرا للحديث عن عرض أمينة فاخت المنتظر بقرطاج (عرض أول في سهرة 21 جويلية الجاري وعرض ثان في سهرة 24 من نفس الشهر) وقامت بنشر فحواه جريدة "الصباح" بتاريخ 12 جويلية 2018 وقد تم التعرض فيه للخطوط العريضة والتصور العام للبرنامج المزمع تقديمه في حفل الفنانة أمينة فاخت بقرطاج لاسيما إعادة تقديم أغان قديمة من تلحينه لذات المطربة بتوزيع جديد بأنه يرفض إجراء أي تدخل على هذه الأغاني. وهو يقول في هذا الصدد، وتوجه بكلامه بالخصوص لمحمد لسود الذي يقود الفرقة المصاحبة للفنانة أمينة فاخت، ما يلي: بما أنني كنت من ضمن الملحنين الذين أسهموا في انطلاقة أمينة فاخت الفنية بالأغاني الثلاث الآتي ذكرها: - طير الحمام -توك تجي -احبك لست أدري ما أقول وحيث أنني كنت ولازلت صاحب الحقوق الأدبية والمادية وحق التأليف بصفتي ملحن الأغاني المذكورة ولم أتنازل عن أي حق حصري لأي جهة كانت سواء في التصرف أو الإضافة والتوزيع الموسيقي فيما يتعلق بتلك الأعمال لكائن كان، وحيث أنني ضد مسألة تناول الأثر القديم بالإضافة والتعديل جملة وتفصيلا ومن حيث المبدأ خاصة في ما يتعلق بإنتاجي القديم، وحيث أنني لا أعرف كفاءة الموزع الذي سيتولى مهمة التوزيع الموسيقي وأسلوبه في هذا المضمار بما يخدم العمل الفني المراد تقديمه وحيث أنني لم أستمع إلى الإضافات أصلا قبل العرض للنظر في مدى ملاءمتها لروح وفكرة اللحن الأساسية. وبناء على ما تقدم وفِي حال اختياركم شخصيا (يقصد الموسيقي محمد لسود) أو بالاتفاق مع الفنانة أمينة فاخت على برمجة أي من الأغاني المذكورة أو غيرها من أعمالي القديمة المسجلة لتقديمها في المهرجانات وسائر العروض العامة فإني إذ أشير بأني إذ لا أرى أي مانع في ذلك خاصة اذا كان الأمر يتعلق بأداء الفنانة أمينة، فأني أعلن رفضي القطعي والتام لأي توزيع موسيقي يتم إدخاله عليها مهما كانت نوعيته وأسلوبه من أي موسيقي كان، وأطالب بكل تأكيد بالالتزام باللحن المكتوب بحذافيره واحترام السرعة والضروب الإيقاعية والاختيارات الآلية التي نفذتها في التسجيل الأصلي، وإني سأعتبر أي تدخل ولو جزئي خارج نطاق النص المعروف المسجل لاسيما تغيير الآلات المنفردة واختصار المقدمة وإضافة الفواصل الموسيقية غير الموجودة مهما كانت تطاولا غير مبرر وعملية تشويه أثر واضحة تستوجب الملاحقة القضائية. ويشدد الدكتور محمد الماجري على أنه لا تحركه أي خلفية عدائية أو موقف ما ضد أي كان، ويقول في هذا السياق: إنها رغبة وحرص مني على المحافظة على أعمالي القديمة كما حفظها الجمهور وتجنبا لأي مفاجأة غير سارة يمكن أن تحدث من لدن بعض الموسيقيين الذين عادة ما يرتجلون هذا الفن بدون تمرس ولا يتعاملون مع التوزيع كعلم دقيق لا يتقنه إلا قلة قليلة من صفوة الموسيقيين، ودرءا لأي ارتجال غير موفق لا أتحمل مسؤوليته ولم أقترحه أو أشارك في وضعه لا من قريب ولا من بعيد، فضلا عن رغبة أكيدة مني في نبذ عمليات السطو الممنهجة التي تتم في هذا الزمن المتغير على جهد المجتهدين تحت مسميات فضفاضة خاوية.. 1)كإعادة قراءة عمل ما بأعين معاصرة. 2)تقديم عمل ما برؤيا جديدة. 3)نفض الغبار عن القديم. 4)إعادة كتابة الأثر الفني وتقديمه في صور جديدة معاصرة. 5)جمع أدبيات الموسيقى التونسية في حقبة ما وإعادة تهذيبها. 6)إعادة توضيب وتوزيع أعمال موسيقار ما وتقديمها في شكل جديد معاصر. 7)تكريم الراحلين من أمثال عبد الوهاب وفريد الأطرش وعلي الرياحي وخميس الترنان والهادي الجويني... ويواصل قائلا: وهي في رأيي تعابير ومدلولات تنم عن نظرة دونية في تقييم الأثر القديم ليبدو وكأنه غير متقن يحتاج الدقة والتعديل، ولذلك وجب أن تمتد إليه الأيادي المرتعشة بالتبديل والإضافة ولو أدى ذلك إلى تحريفه حتى يواكب الحاضر ويستقيم بالمنظار والمقاييس الجمالية لهذا الجيل. وهي كذلك في رأيي تنم عن إفلاس حقيقي وفقر مدقع واتكال واضح على الغير عادة ما يلجأ إليه فاقد الشيء العاجز على الحذو حذو المبدعين الحقيقيين. وهي ظاهرة برزت في الماضي وبالأمس القريب وتشهد ازدهارا ملحوظا في أيامنا هذه وستظل قائمة ما ظل التطفل والادعاء قائما وما ظلت ثقافة الولائم دائمة تنصب وتدار بتشجيع ضمني ونية مبيتة من لدن أعداء الثقافة والابداع. وشدد الدكتور الماجري على أنه أراد من خلال هذا التوضيح العام كذلك تعزيز ما اسماه بثقافة الاستئذان والاسترخاص من صاحب العمل الفني شبه الغائبة كليا في تونس بما يضيع حقوق المؤلف ويضعه في موقف غير مريح يحمله تبعات ما لم تجن يداه وهو مازال على قيد الحياة.