رغم تقديم أربعة أعضاء جامعيين انسحابهم المؤقت فان وديع الجريء لم يتفاعل بالكيفية المطلوبة مع هذا الحدث، خاصة ان هؤلاء الأعضاء سبق لهم ان عبروا عن رفضهم لتفرده بالرأي وهددوا بالانسحاب، في المقابل استاء وديع الجريء من هذا التصرف ظنا منه ان المكتب الجامعي مطالب بالتضامن في ما بينه وعدم نشر الغسيل واستجاب في جانب من قراراته .فعندما غادر بلال الفضيلي تربص قطر لأن نبيل معلول تجاوز كل الحدود وأصبح الحاكم بأمره في الجميع بمن في ذلك المرافقين.. وفتح الباب لترد السماسرة على مقر التربص حيث ابعد المدرب المساعد نادر داود، باعتباره عيني معلول ويديه اليمنى واليسر، ولم يشأ ابعاد المدرب الأول لعدة اعتبارات منها ان وقت التغيير ليس سانحا بعد والمنتخب يستعد لنهائيات كأس العالم.. .. المشاركة المخيبة للآمال في مونديال روسيا يعتبرها كل من الجريء ومعلول الأفضل، لكن فات المكتب الجامعي ان نبيل معلول عاد إلى المنتخب نكالة في كل من انتقده سابقا وفات المكتب الجامعي أيضا ، أن قبول معلول راتبا في حدود 40 الف دينار (حسب ما هو معلن) ليس حبّا في المنتخب، بل لأنه حسبها جيدا ولان المنتخب الوطني مثل دوما بالنسبة إليه نقطة عبور وواجهة استقطاب العروض الضخمة .فبعد خيبة الترشح إلى نهائيات كأس العالم 2014 تحول معلول الى المنتخب الكويتي.. ودرب فرقا ثرية في الخليج وخاصة منها قطر.. وها هو بعد الأداء السيئ مع المنتخب الوطني في مونديال روسيا والاستخارة جاءه عرض «الدحيل» والجميع يعرف قيمته المالية الضخمة، فغادر معلول المنتخب بالتراضي وبقيت الجامعة بمثابة جدار الصد لكل الانتقادات الموجهة إليها وكذلك إلى الإطار الفني للمنتخب الوطني.. وبالتالي من الطبيعي أن ينتقد الأعضاء الأربعة الذين جمدت الجامعة نشاطهم لمدة شهرين لما يحدث داخل المكتب الجامعي باعتبار انهم كانوا عرضة للانتقادات وحملوا مسؤولية الفشل والخيبات والحال أنهم لم يشاركوا لا في السياسات المعتمدة ولا في البرمجة للمنتخب.. ومما يفهم من خلال التجميد المؤقت للأعضاء الأربعة (بلال الفضيلي وحنان السليمي ومحمد الحبيب مقداد وسنان بن سعد) ان وديع الجريء لا يريد التفريط في هؤلاء الأعضاء وان دعوتهم للتحاور من شأنها ان تساعد على تقريب وجهات النظر، خاصة وان سبب التباعد ونعني نبيل معلول رحل وإن ترك الخراب كالعادة حيث مر، فقد شتت المكتب الجامعي في 2014 وها هو بعد أربع سنوات يعيد نفس السيناريو لأنه خلافا لكل المدربين المحللين الذين مروا بالمنتخب، استغل المنتخب لإثراء سيرته الذاتية، إذ التصق بلومار (وهنا يتحمل المسؤولية خاصة حمودة بن عمار) ليصبح حاملا لشهادة مدرب وطني في ظرف وجيز فتح له أبوابا أخرى زاد ت في رصيده، ثم عاد إلى المنتخب الذي في رصيده خلال تصفيات كأس العالم 2018 سبع نقاط كان منتخبا جاهزا أعده كاسبرجاك ليأخذ عنه المشعل ويصبح صانع الترشح للمونديال، ويضاف إلى سيرته الذاتية، وبشيء من التصريحات الموجهة والتكتيك السياسي ازداد شهرة ونال جزاء تصريحاته عقدا ضخما مع الدحيل القطري، فغادر المنتخب غير آبه بما أحسه الجمهور وترك الجامعة وحدها تتحمل مسؤولية كل الانتقادات.. والمؤكد ان معلول بمعسول كلامه، وتصريحاته المثيرة بمقدوره ان يكسب ود أي كان كيف لا وهو الذي جلب اليه الجريء الذي أعاده إلى المنتخب، وطبعا بتزكية من الصديق الابدي لمعلول، المدير الفني يوسف الزواوي. حيث أعاد الجريء تجربة الفشل الى المنتخب، وليس امامه الان غير اصلاح الوضع، أولا بتغيير الإدارة الفنية باعتبارها رمزا من رموز الفشل، و البحث عن مدرب كبير يليق بالمنتخب الوطني،ثانيا ، بالإضافة إلى ضرورة مراجعة النفس، فكلنا خطاؤون وما على الجريء الا ان يستعيد المجموعة الغاضبة وان يستمع اليها ويأخذ برأيها حتى لا تبقى الانتقادات موجهة إليه رأسا .. تجربة نهائيات كأس العالم تستدعي عديد المراجعات على مستوى الاطار الفني وعلى مستوى الهيكلة وحتى على المستوى الإداري وجل الأطراف المرتبطة بعمل المكتب الجامعي ونحن لم نر إلا مساعدين واداريين وملحقين حولوا الجامعة إلى وكالة أسفار ورحلات لالتقاط الصور مع المشاهير في روسيا.. رأينا مشاحنات بين بعض اللاعبين وعدد من الإعلاميين في روسيا... رأينا كل شيء يسيء إلى المنتخب والبعثة ككل ولم نر من يتفانى في خدمته ويحسن إلى صورة لتونس.. نحن لسنا ممن يدعو الى ابعاد الجامعة، فلا العقل ولا المنطق يسمحان بذلك، ولا كذلك من أصحاب أفكار التهديم والإحباط .نحن ندعو إلى البناء والاتعاظ من الماضي وتثمين الإيجابيات ومعالجة السلبيات، لان كل عمل بشري يحتمل الخطأ والصواب ولكن أيضا على رئيس الجامعة ان ينتبه الى ان كل الأضواء الحمراء قد اشتعلت وان المحيطين به لا يمكن ان يكونوا سندا كبيرا وان البعض منهم هدفه تحقيق مصالحه ومطامحه بدءا من اعلى مسؤول الى اصغرهم وعلى رئيس الجامعة ان يقتنع بان من قالوا له لا آو انتقدوه لهم رأي في صالحه، لان «جماعة بني وي وي» لا يعتد بهم ولا يعول عليهم.. على الجريء ان يتفهم موقف المجمدين، وهو صراحة يملك من الحنكة والذكاء ما يخول له أن يزن الأمور، و يفرق بين من يريد مصلحة الجامعة التي يترأسها وبين من يقبل المشي على جثث الآخرين لأجل أن يحقق مصالحه ويبقى دوما تحت الأضواء الكاشفة وعلى الجريء ان يفهم ان الوقت ليس في صالحه وأن عليه الإسراع في الحسم، فالبطولة اوشكت على الانطلاقة وكأس افريقيا للأمم باتت على الأبواب ولابد من استخلاص العبرة من الماضي، والتركيز على المنشود ، حتى يكون المستقبل افضل..