انطلقت الخميس 26 جويلية الجاري فعاليات الدورة العشرين لمصيف الكتاب بسوسة من خلال منوعة تنشيطية وعرض للتعبير الجسماني بإمضاء الفنانتين لينا التومي وملكة اللطيف، يعقبه تقديم مسرحية للأطفال عن نص اقتبسته آية فوز السبوعي من قصص كليلة ودمنة ثم تدشين معرض للفن التشكيلي يشتمل على لوحات لمرام زيد العابدين وإيناس مليك. يتواصل المصيف إلى غاية يوم 2 أوت القادم ويتضمن ورشات مطالعة يقع أثناءها توزيع الكتب على المصطافين بشاطئ سيدي بوجعفر وسيتم خلال اليومين الثاني والثالث عقد لقاءين حواريين مع القصاص كمال ممي المختص في أدب الأطفال وأيضا مع الباحثة شمس الأصيل العابد بخصوص موضوع حقوق الطفل والمواطنة. إلى جانب عقد ورشات تعنى بالإبداع والابتكار من خلال المطالعة وأخرى تختص بتعليم فن القولبة وتركز على فنون السينما وقراءة الصورة من خلال نموذج لشريط سينمائي وتقديم مسرحية للأطفال ذات موضوع بيئي ومساحة تثقيفية يؤمنها النادي البحري بسوسة من أجل التعريف بزوارق الكايك والتجديف. أما بقية فقرات هذه الدورة فتتمثل في محاضرة حول ثقافة الحوكمة الرشيدة والشفافية ولقاء مع جمعية أتاس للصم حول ثقافة الإشارة وورشات لرسم الشخصيات التاريخية بواسطة فن الفسيفساء ولتعلم تقنيات تحويل القصة إلى شريط مصور، علاوة على عرض لشريط وثائقي بهدف تعميق الوعي بأهمية تثمين المخزون التراثي المحلي والجهوي ومعرض تشكيلي للشقيقين ياسين ومهدي بوعصيدة. في إطار المراهنة على نشر ثقافة المطالعة لدى المصطافين خلال فصل الصيف والتعريف بالكتاب التونسي خارج الفضاءات الثقافية التقليدية وخاصة على الشواطئ أعدت الإدارة الفرعية للمطالعة العمومية بسوسة وتحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بهذه الولاية برنامجا متنوع الفقرات لمصيف الكتاب في دورته العشرين. وستختتم دورة هذه السنة بعرض شعري للأطفال تشارك في تأثيثه كل من رنا الحكيري وتقوى الرمضاني يليه تقديم عرض مسرحي حول موضوع أهمية المحافظة على الطبيعة، ثم الاطلاع على معارض لإبداعات المشاركين في ورشات المصيف وتوزيع الجوائز على الفائزين في المسابقات المنعقدة بهذه المناسبة. علما أنه سيشارك في تأثيث فقرات هذه الدورة العشرين وبحسب ما أفادتنا به الأستاذة حياة الزرماطي لزرق المشرفة على الإدارة الفرعية للمطالعة العمومية بسوسة مختصين من وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمتحف الأثري بسوسة إضافة إلى بعض الناشطين في مختلف المجالات الثقافية والفكرية والجامعية على غرار لطفي بن صالح وخالد عيسى وأم كلثوم حسين والصحبي بن منصور وحمادي القديدي وأنس دلدول وسعاد الغرياني وأيمن بن يوسف ورياض القصاب. وفي اجابة عن سؤالنا عن مدى إمكانية نجاح مثل هذه التظاهرات في فصل الصيف أبرزت حياة الزرماطي لزرق أن أفضل فترات تركيز القارئ تكون خلال أيام العطل والاستجمام، واستدلت على قولها هذا بظاهرة ملازمة السياح الأوروبيين للكتب خلال استرخائهم على الأرائك بالشطوط التونسية. كما بيّنت أن الثقافة لا ينبغي أن تكون رهينة الفضاءات المغلقة ولا مقتصرة على فصول دون أخرى أو على شرائح دون غيرها وهو ما تسعى إلى تكريسه مختلف المؤسسات الثقافية تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية سوسة.