لم تعد الألعاب الالكترونية اليوم مٌجرّد وسيلة للترفيه أو التسلية بالنسبة للأطفال والمراهقين وإنما أضحت وسيلة تٌشكّل فعلا خطورة على حياتهم في ظل انتشار العاب الكترونية خطيرة تمثّل سببا مباشرا في حصد أرواح بريئة. فبعد انتشار لعبة الحوت الأزرق التي أدّت الى وفاة ثلاثة أطفال في تونس طفت مؤخرا على السطح لعبة لا تقل خطورة عنها تقوم أيضا على التحدي وعلى تهديد الأطفال في حال تراجعهم عن مواصلة اللعب. من هذا المنطلق حذّرت أمس الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية في بيان لها من وٌجود لعبة إلكترونية خطيرة جديدة بصدد الإنتشار والتقاسم على شبكة الأنترنات ومواقع التواصل الإجتماعي لا سيما الصفحة الاجتماعية «الفايسبوك». وتعتبرهذه اللعبة الالكترونية وفقا لما ورد في نص البيان خطيرة وشبيهة إلى حد كبير بلعبة «الحوت الأزرق» وهي تقوم على استعمال مشاهد عنف فضلا على التحدي بالنظر الى انه يتم فيها ترهيب وتهديد الطفل في حال الرغبة في التراجع وعدم مواصلة اللّعبة. سياسة للتحاور وفي هذا الإطار دعت الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية حسب ما جاء في نص البيان إلى اعتماد سياسة التحاور مع الاطفال وإلى أن يكون الولي المرجع لطفله في حال التعرّض إلى أي صورة أو مضمون «مزعج» على شبكة الأنترنات. كما تدعو الوكالة إلى العمل على مرافقة الاطفال عند الإبحار على شبكة الأنترنات وإلى العمل على جعل هذه الوسيلة أداة للتواصل الأسري عوض أن تكون أداة للعزلة والتفكك الأسري. وتذكر الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية من جانب اخر بأنها توفر وتضع على ذمة العموم «آليات مراقبة إبحار الأطفال على شبكة الأنترنات» والتي من شأنها أن تحد من الخطورة التي قد يتعرض إليها الطفل أثناء إبحاره على الشبكة. من جهة أخرى، وبالتّوازي مع التحذير الذي أطلقته وكالة السلامة المعلوماتية فان وزارة المرأة والأسرة والطّفولة وكبار السنّ كانت قد أصدرت غرة اوت الجاري حملة تحسيسيّة تحت شعار "التلفزة والانترنات باهين في دارك.أما ردّ بالك لا يضروا صغارك". وأوضحت الوزارة في بلاغ صادر عنها أنّ هذه الحملة تهدف إلى «مزيد نشر الوعي لدى الأولياء لحماية أطفالهم من مخاطر الإنترنت ومن سوء استعمال وسائل الاتصال الحديثة وإلى تحسيسيهم بما يمكن أن ينجم عن الفضاء السيبرني من وقائع في بعض المواقع الخطيرة ومشاهد العنف واحتمالات الإدمان على الإنترنت". ودعت الوزارة في هذا الاطار إلى اتّباع قاعدة (3-6-9-12) التّي وضعها عالم النفس سيرج تيسرون سنة 2008 والتي توصي بوجوب توفّر 4 معايير هي لا شاشات قبل 3 سنوات، لا ألعاب فيديو قبل 6 سنوات، لا أنترنت دون مراقبة قبل 9 سنوات، ولا شبكات تواصل اجتماعي قبل 12 سنة. وعلاوة على ذلك فقد شرعت وزارة المراة . في الاتخراط في حملة عبر الإرساليات القصيرة تضمّ رسائل توعوية بأهمية وقاية الأطفال من مخاطر الأنترنت. لجنة وطنية وأشارت الوزارة إلى أنّه تمّ في هذا الإطار إحداث لجنة وطنية تضمّ ممثلين عن مختلف الهياكل الحكومية المتدخلة إلى جانب الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية والمعهد الوطني للاستهلاك وجمعية التربية المدنية، مبرزة أنّ هذه اللجنة كُلّفت بإعداد مشروع استراتيجية وطنية لوقاية الأطفال من سوء استعمال وسائل الاتّصال الحديثة والفضاء السيبرني تستهدف الأطفال والأولياء والمهنيين في مجال الطفولة والمهنيين في وسائل الاتصال الحديثة وكذلك الجمعيات العاملة في مجال الطفولة ووسائل الإعلام. وفي هذا الخضم ودون الخوض في الأطراف والغايات التي تقف وراء انتشار مثل هذه الألعاب في صفوف الأطفال، فانه يتعيّن على الأولياء عدم ترك أطفالهم يبحرون لساعات طويلة على الانترنات مع مراقبة فحوى التطبيقات التي يستخدمونها بالنظر الى ان كثيرين يرون ان الولي ومن خلال سلطته الرقابية له دور جوهري في الحد من انتشار مثل هذه الألعاب.