لم يكن حفل الفنانة الايفوارية «دوبي قناهوري»، بمهرجان الحمامات الدولي حفلا عاديا، لأن «دوبي قناهوري» لم تكن مجرد فنانة، بل كانت «محاربة» بفنّها عن قضايا إنسانية. تونس (الشروق) بفستان أسود من الجلد، وبواقي الركبتين، صعدت الفنانة الإيفوارية دوبي قناهوري، ركح مسرح الهواء الطلق بالحمامات رفقة ثلاثة عازفين وهم «جوليان باستر» على القيتار، و«بيار شانو» على البيانو و«بودجو ديبو» على الباتري، ودون مقدمات أعلنت«سيدة الغناء الإفريقي» عن رسالتها الفنية في عدد من أغانيها الجريئة والثائرة على غرار «Youkouli» و«Djoli» و«Africa»... «دوبي قناهوري» جعلت من فنها واجهة للقارة السمراء فرقصت رقصة المحارب وصدحت بصوتها القوي بمطالب المرأة الإفريقية، كانت على الركح تتحرك لا يهدأ لها قرار، تغني وتعزف وترقص، كانت كالوحش على الركح، ملأته بحضورها وبجسدها الرياضي، الذي ساعدها في تجسيد رقصاتها الإفريقية الخاصة بها، وكانت بمفردها قادرة على صنع الفرجة أو «الشو»، رغم التزامها الفني بقضايا انسانية... «دوبي قناهوري» في عرضها الأخير بالحمامات، كانت متعددة المواهب، فحضورها الركحي متميز ومتفرد ورقصها الذي تعتمد فيه حركات رياضية رشيقة، كذلك هو غير مألوف وموسيقاها مستحدثة تستلهم من روح الموروث الموسيقي والإيقاعي الإفريقي دون اجتراره أو إعادته، هي غنت بلغتها الأم «Le Bété»، لأن تؤمن أن الموسيقى لغة كونية، تحس أكثر مما تسمع وتفهم عبر الكلمات كما جاء على لسانها في لقاء مع وسائل الإعلام. «Le monde» و«N'Fletoun» و«Lobé» و«La source» وأغاني أخرى أمتعت الجمهور وأدتها بإحساس كبير الفنانة القادمة من الكوت ديفوار ، هذا البلد الإفريقي الذي يزخر بعديد الثروات الطبيعية، شأنه شأن بقية البلدان الإفريقية، التي أريد لها أن تظل فقيرة وأن تستغل وتنهب ثرواتها، كما قالت «دوبي قناهوري»، خصتها هذه الفنانة بأغانيها كما خصت جمهور الحمامات بالزغاريد والفرجة المميزة والمختلفة... واختتمت «دوبي قناهوري» حفلها بأغنية «MIZIKI» التي تحمل نفس عنوان ألبومها الأخير والذي ركزت فيه على القارة الإفريقية الغنية بثرواتها والغنية كذلك بتنوعها الثقافي، ليبقى هدف الفنانة الأسمى هو توحيد قوى المرأة الإفريقية، لذلك هي فنانة حريصة على الدوام على اختيار أغانيها من الكلمات إلى اللحن وصولا إلى التوزيع، مؤسسة لنفسها مدرسة فنية خاصة سيكون لها أثرها في الساحة الفنية الإفريقية والعالمية مستقبلا.